أفريقيا برس – الصومال. الشعر جزء مهم من الثقافة الصومالية. يتم استخدامه للتعبير عن المشاعر والأفكار التي لا يمكن وصفها بالكلمات المجردة. يستخدم الشعراء قصائدهم لرواية القصص، أو وصف ما يرونه من حولهم، وما يشعرون به داخل أنفسهم.
وعلى الرغم من أن الشعر الصومالي لا يحظى بتقدير كما كان من قبل، فلا يزال هناك الكثير من الصوماليين الذين يحبون الاستماع له وقراءة القصائد الكلاسيكية التي خلفها الشعراء العظماء.
العصر الذهبي للشعر الصومالي
تم العمل على حفظ القصائد الأكثر بروزا والتي صدرت في الستينيات والسبعينيات من قبل الشعراء والعلماء الصوماليين. وقد برز خلال تلك الفترة بعض أعظم الشعراء الصوماليين والذين تحظى قصائدهم بتقدير كبير.
أحد هؤلاء الشعراء هو شاعر الامة وشكسبير الصومال الراحل محمد إبراهيم ورسمى المعروف باسم “هدراوي”. الذي ستبقى قصائده راسخة في أذهان الصوماليين ومحبي الشعر غير الصوماليين لأجيال.
وكتب هدراوي بعضًا من أشهر القصائد والأغاني في الفن الصومالي الحديث خلال مهنة امتدت خمسة عقود. وكتب كذلك المئات من القصائد والأغاني على مدار حياته المهنية.
وتتضمن أعمال هدراوي مجموعة واسعة، تتراوح من أغاني الحب إلى رثاء الحرب. وقد توفي هذا العام عن عمر يناهز 79 عاما. ولكن ستبقى مؤلفاته مخطوطة في التاريخ الصومالي وراسخة في اذهان الجميع.
الجيل الجديد من الشعراء
أقامت بي بي سي نيوز جائزة للشعر الصومالي للشابات في عام 2018، والتي تسلط الضوء على الثقافة الشعرية بين النساء الناطقات بالصومالية، بغض النظر عن مكان تواجدهن- مما يعطي الجماهير لمحة عن الأصوات الجديدة والمميزة بينهن.
وتُبرز جائزة بي بي سي نيوز للشعر الصومالي الأعمال الشعرية الأصلية باللغة الصومالية، كما تساعد هيئة الإذاعة البريطانية على الكشف عن المواهب الصومالية الناشئة. وتعد هذه الجائزة محاولة لإظهار التقاليد الديناميكية للغة الصومالية، وإيجاد أصوات جديدة يمكنها الانضمام إلى الشعراء الذين سجلوا أسماءهم في تاريخ الأدب الصومالي المعاصر.
في الوقت نفسه، يقوم الجيل الجديد من الشعراء بتوسيع دائرة المهتمين بالشعر الصومالي والفوز بجمهور جديد، وقد أسعدت القصائد الصومالية من كل عصر الجماهير الأجنبية في كل مرة يتم خلالها ترجمة تلك القصائد.
ولا يزال العديد من الشعراء المعاصرين يعتمدون على الحفظ لإيصال أعمالهم إلى المستمعين، وتستمع الجماهير الصومالية للقصائد الجديدة من خلال الأشرطة والإذاعة.
ولسوء الحظ، فُقدت العديد من الأعمال العظيمة التي صدرت قبل كتابة اللغة الصومالية في عام 1972. ويتمثل أحد أهداف جمعية الشعر الصومالية في الحفاظ على الشعر الصومالي، ونقله للأجيال القادمة، وضمان توفره على شبكة الإنترنت حتى يتمكن الصوماليون من قراءته أينما كانوا ومتى أرادوا.
ومع ذلك، يتوجب علينا جميعًا الاستمرار في جمع الأدب الصومالي والحفاظ عليه وخاصة الشعر، ففي حال تمت رعايته وترجمته بشكل صحيح إلى لغات أخرى، يمكن أن يسهم ذلك في إثراء الأدب العالمي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس