أفريقيا برس – الصومال. يتمتع الصومال بالعديد من الخيرات التي حباها الله إياه، من ثروات حيوانية ومعدنية وزراعية، جملة من النِعم الوفيرة، والعطايا الخبيئة، ولا زلنا يومًا بعد يوم نستكشف الميَّزات التي تتمتع بها هذه الأرض المعطاة. التي تأمل بأن ينتفع أبناؤها من خيراتها، ويخرجوا من ضيق الفقر إلى سعة الإستقرار المادي.
وبتنا نرى في السنوات الماضية مقدار ما تتمتع به البلاد من الذهب والأحجار الكريمة، خصوصًا في المناطق الشمالية والجانب الغربي من محافظة هيران. هذه الثروة التي إن استغلت بالشكل المناسب قد تضيف عدة أصفار إلى الميزانية الحكومية.
اليوم، يعد الذهب أثمن ما يصدِّره الصومال، إذ تبلغ الإيرادات من هذا السوق أكثر من 100 مليون دولار. رقمٌ أُحرز دون أدنى دعم حكومي يذكر، بل بهمة شبابٍ رأوا في مكارم الجبال الطريق الأسرع للثراء، وبالفعل استخدموا أدواتهم البسيطة لتغيير واقعهم.
وحتى الآن، تقتصر المناطق المستكشفة ببعض القرى الواقعة بإدارة صوماليلاند الإنفصالية، والتي يمر فيها حزام موزمبيق الغني بالموارد الطبيعية. ولكن لم تجذب هذه التجارة أنظار كبرى الشركات العالمية بعد مثل باريك جولد وغيرها.
وفي الجنوب، تحديدًا في محافظة هيران، ما تزال معظم المناطق التي اكتشف فيها الذهب واقعة تحت سيطرة حركة الشباب الإرهابية. وبعكس الأقاليم الشمالية التي تحكمها سلطة واحدة تنظم التجارة وتسيًّر سياساتها. فإن ذهب هيران يقبع تحت سيطرة العشائر التي تقطن هناك.
الذهب في الجنوب.. نعمة أم نقمة؟
في الـ24 من فبراير 2020، استحوذت القوات الصومالية على حجر كريم غالِ الثمن، بسبب استخراجه من مناطق تسيطر عليها حركة الشباب. وقد اُكتشف الحجر الكريم في مقاطعة عيل-علي الواقعة بمحافظة هيران، وبحسب رواية رئيس برلمان ولاية هيرشبيلى آنذاك عثمان برَّى، فقد تعرف مقاتلون أجانب في حركة الشباب على القيمة الحقيقية له.
ولم تكشف الحكومة الصومالية المزيد من المعلومات بشأن الحجر الذي أثار جدلًا واسعًا، وما زال يمثل لغزًا حير الصوماليين. كما خاضت عشائرٌ تقطن في محافظة هيران قبل سنوات عدة معارك دامية ضد حركة الشباب للسيطرة على جبل يحوي نسبة غير مقدرة من الذهب بالقرب من مدينة بلدوين.
وبدون السلطة التي تفرض نفسها وسياساتها على الأرض، من الصعب أن يتم استخراج الذهب في المناطق الجنوبية. على الأقل بكفاءة الشماليين. وبين الذهب والنفط، يرقد الشعب الصومالي على ثروة هائلة، منتظرًا قائدًا حقيقيًا يوحدهم ويقودهم إلى مصاف الدول الأكثر دخلًا في القارة، وربما العالم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس