200 يوم من حكم الرئيس حسن شيخ: تقدم في الجانب الأمني والعلاقات الخارجية

13
200 يوم من حكم الرئيس حسن شيخ: تقدم في الجانب الأمني والعلاقات الخارجية
200 يوم من حكم الرئيس حسن شيخ: تقدم في الجانب الأمني والعلاقات الخارجية

أفريقيا برس – الصومال. في انتخاباتٍ جدلية أعقبت خلافات حادة بين الفاعلين في السياسة الصومالية، انتخب النواب البرلمانيون الرئيس حسن شيخ محمود رئيسا عاشرًا للجمهورية الفيدرالية، وخطت الصومال بمسار جديد مختلف تمامًا عن سابقه، سيحمل تحالفاته وأجندات وصراعات جديدة.

واليوم بعد مرور 200 يوم من وصوله إلى سدة الحكم، يبدو أن البلاد قد أنجزت الكثير بالفعل، بالرغم من الظروف الامنية والإنسانية الصعبة. وتم تحقيق تقدم كبير من الناحيتين الأمنية والسياسية، حيث بات الصومال يتمتع بعلاقات جيدة مع محيطه الإفريقي والعربي بعد سنوات من الخلافات والقطيعة.

وخلال حملته الانتخابية، رفع حسن شيخ شعار “صوماليون متوافقون وفي وفاق مع العالم” بهدف تصفير المشاكل وتقليل الصراعات الداخلية وجمع الشعب الصومالي تحت راية واحدة لمواجهة عدو مشترك وهي حركة الشباب.

بالإضافة إلى حل الازمات الخارجية التي خلفتها الإدارة السابقة بحربها مع دول الجوار ودول إقليمية تحظى بنفوذ قوي في المنطقة، ما حرم من الصومال من موارد هائلة كان من الممكن أن تستغل في إطار مسارها التنموي.

وبالفعل بدأ الرئيس مهمته برحلات خارجية إلى الدول الصديقة بلغت 18 رحلة، معظمها دول إفريقية، إذ يهدف الصومال للانضمام إلى مجموعة شرق إفريقيا التي تعد واحدة من أهم التكتلات الإقتصادية في المنطقة.

كما زار حسن شيخ مصر وإثيوبيا ليطمئن الجانبين اللذين يخوضان صراعًا على الموارد المائية بحياديته، وخرج من هاتين الزيارتين باتفاقيات ثنائية، كما استطاع تعزيز العلاقات مع هاتين الدولتين. وذلك ضمن جهوده لتعزيز التسامح كسمة أساسية خلال السنوات الأربع القادمة من رئاسته.

ومن أكبر التحديات التي واجهت الرئيس في ملف العلاقات الخارجية هي الخلافات العميقة بين الصومال والإمارات العربية المتحدة، تلك الخلافات التي نشأت مع الإدارة السابقة وتطورت بسبب دعم الإمارات لإقليم أرض الصومال الانفصالي.

وقد منح أولوية قصوى لعودة العلاقات بين الجانبين كما كانت في عهدته الأولى، وهو ما يظهر جليًا اليوم من تحسن في الخطاب الإماراتي تجاه الصومال وإعادة تأهيل مستشفى الشيخ زايد في مقديشو على أن يتم افتتاحه خلال الفترة المقبلة.

منذ انهيار الدولة المركزية في عام 91، لا يزال الملف الأمني يؤرق القادة الصوماليين حتى يومنا هذا، ليشكل تحديًا رئيسيًا على الدوام، ولم يختلف الحال لدى الرئيس الجديد القديم، فقد وضع القضاء على حركة الشباب الإرهابية على رأس أجندته.

ومنذ اليوم الأول، سعى حسن شيخ لجمع التمويل الكافي للحرب المقبلة عبر زياراته المتكررة إلى الخارج، كما أعلن عن مساعدة العشائر المحلية التي كانت تقاتل دون دعم حكومي ضد حركة الشباب، ووفر لها العتاد والخدمات اللوجستية إضافة إلى الدعم الكامل من قبل الفرق المختلفة للقوات الصومالية.

ونجحت القوات المشتركة في تحرير العديد من المناطق التي كانت خاضعة لحركة الشباب، ولأول مرة، رأى الشعب الصومالي مدى ضعف الحركة التي انسحبت من أغلب المناطق بعد وصول الجيش، وانهيارها أمام المد العشائري بأسلحتهم الخفيفة.

وعلى الرغم من الصعوبات فإن المرحلة القادمة مبشرة للغاية، وتظهر تضامن الشعب الصومالي مع جيشه والعشائر المقاتلة لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير البلاد من سيطرة العصابات الإجرامية التي استحلت دماء المدنيين الأبرياء لسنوات عدة.

وفي مقارنة بين المناطق التي تم تحريرها في عهد الرئيس السابق، وبعد 200 يوم فقط من فترة الرئيس حسن شيخ، يظهر جليًا نجاح الأخير في إدارة الملف الأمني، حيث رأى الشعب أخيرًا الضوء في آخر النفق، وباتوا يعلمون اليوم أن التفجيرات والهجمات العشوائية للحركة ما هي إلا الرفسة الأخيرة للشاة.

ولأول مرة، تحدث الرئيس الصومالي مع الجنود المتدربين في الأراضي الإريترية، بعد شائعات عن مشاركتهم في حرب تيغراي في الشمال الإثيوبي، وطمأن الرئيس أهالي المجندين والشعب الصومالي حول أوضاعهم الصحية وظروف إقامتهم بشكل عام.

ومن المتوقع أن تشارك هذه القوات في العمليات القادمة ضد حركة الشباب في محافظة جوبا الوسطى التي تسيطر عليها الحركة وتعتبرها مقرًا لها. ومن شأن السيطرة على هذه المحافظة أن يسهم في تحييد الكثير من قيادات الحركة.

كل هذه الإنجازات تسجل كنقاط في رصيد حسن شيخ، وجعلت الشعب الصومالي يمني النفس بالتحرر أخيرًا من قيود الإرهاب، وتوحيد البلاد تحت راية واحدة لاول مرة منذ سقوط الدولة العسكرية، بل وإقامة انتخابات مباشرة تمنح الشعب الفرصة لاختيار ممثليهم في البرلمان ثم تعزيز الحضور الصومالي في المحافل الدولية كدولة ذات سيادة ومستقلة بقراراتها عن المجتمع الدولي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here