أفريقيا برس – الصومال. قال رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، إن “كسوف الشمس الذي حدث اليوم كان بنسبة 40 بالمئة وظهرت فيه بعض البقع الشمسية”. دمشق – سبوتنيك. وأضاف العصيري، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، “لاحظنا في كسوف اليوم ظهور بعض البقع الشمسية، وهذا يؤكد أن الشمس بحالة نشاط أقل مما هو متوقع وينعكس على دراسة النشاط الشمسي وعلاقتها بالحياة والفضاء، وطقس الفضاء”.
وأضاف أن “البقع الشمسية هي مناطق باردة على الشمس وهناك دراسات عديدة تربط بين البقع الشمسية والتغيرات المناخية على الأرض. من المؤكد أن هذه البقع تنفجر مما يسبب تشويش البث التلفزيوني والراديوي وعلى الأقمار الصناعية ويهدد حياة رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، وهذا ما يعني أننا بحاجة إلى دراسة أكبر للبقع الشمسية للتنبؤ بمواعيد انفجارها”.
وتابع العصيري أن “الكسوف هو وجود القمر ما بين الأرض والشمس، ولا يوجد شيء مرصود لتأثيراته على الأرض. علميا أثبت ارتباط حركة الزلازل والبراكين مع ظواهر الخسوف والكسوف وتحدث زيادة طفيفة في عملية المد والجزر نتيجة وجود القمر والشمس على خط استقامة واحدة ما يساهم أكثر في عمليات المد والجزر وارتفاع مستوى المياه في عملية المد إضافة إلى تأثر بعض الحيوانات بالشمس بشكل كبير عند الكسوف تتأثر بالشمس وقد تضيع بعض الحيوانات التي تكون بوصلتها الشمس في تحديد اتجاهاتها”.
وقال إن “الكثير من الناس، قديما، ربطوا الكسوف والخسوف بأساطير مختلفة. الصينيون كانوا يظنون أن تنينا يأكل الشمس فكانوا يقرعون الطبول خوفا من ابتلاع التنين للشمس حتى يهرب. هذه الأساطير عديدة جدا، وهناك أساطير يونانية ورومانية تقول إن آلهة الشمس وآلهة القمر تتصارعان تسبب المشاكل على الأرض وأن هناك نذير شؤم، والفراعنة كانوا يؤمنون بالشمس وكانوا يظنون أن الكسوف هو عبارة عن موت ملك أو موت فرعون. كل تلك الأساطير القديمة جدا غير صحيحة لا تمت للواقع بصلة مجرد حوادث قد صدفت فيها أن يموت أحد ما أثناء كسوف أو خسوف”.
وأضاف العصيري أن “ظاهرتي الكسوف والخسوف تتكرران وسطيا كل عام كسوفين وخسوفين، لكن لا يشاهدان في نفس المنطقة أي تتوزع المناطق الجغرافية على رؤية الخسوف والكسوف، وكل كسوف يسبقه أو يتبعه خسوف فإذا من المنطقي أن تتكرر هذه الظواهر”.
وقال إن “الخسوف هو عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر تحجب ضوء الشمس عن القمر، أي أن مشاهد على سطح القمر يرى كسوفا للشمس والمشاهد على سطح الأرض يرى القمر يخسف”.
وتابع أنه “بسبب دوران القمر حول الأرض ودوران الأرض والقمر حول الشمس تحدث تلك الظواهر الكونية اللطيفة والجميلة جدا.بسبب دوران محور القمر 5 درجات لا تتكرر تلك الظاهرة كل شهر ولو كانت الأرض والقمر والشمس على خط مستقيم واحد وفي مستوى واحد ولم يكن مدار القمر يميل على مدار الأرض ب5 درجات لتكررت ظاهرة الكسوف والخسوف بشكل شهري”.
وعن تأثير الكسوف على عين الإنسان، قال العصيري إن “الشمس بشكل عام تنثر الطيف الكهرطيسي كاملا وما يميز الشمس أن لها وهجا قويا جدا إضافة إلى أن هناك أشعة تحت حمراء حرارية تمنع العين من النظر إليها لفترة تتجاوز أربع أو خمس ثوان. إذا الشمس بحالتها الطبيعية تمنع العين البشرية من النظر إليها. وعند حدوث الكسوف يأتي القمر ويحجب جزءا من قرص الشمس وبالتالي يتيح المجال للعين البشرية لتنظر إلى الشمس لفترات أطول إذا المشكلة ليست بالأشعة التي تصدرها الشمس، وإنما بفترة النظر إلى الشمس”.
وتابع العصيري أن “الكسوف سيتكرر عام 2027، وسيكون هناك كسوفا بنسبة 80 بالمئة في سوريا. ستكون ظاهرة مهمة جدا”. واختتم قائلا “الكسوف اليوم ظاهرة طبيعية جدا، مضت بشكل جميل جدا”، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المواطنين السوريين “فاق التوقعات” تجمعوا لمتابعة الظاهرة في موقع الرصد “وهذا يؤكد بالفعل أننا دعاة علم ونتعامل مع الظواهر الفلكية بكل حرفية وعلمية” .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
