أفريقيا برس – الصومال. تربط بين الصومال والسودان علاقات ضاربة في القدم وهناك تشابه كبير بين الشعبين في مجالات الثقافة والعادات والتقاليد أساسها نمط الحياة الذي يعتمد على الرعي والزراعة والهجرات القديمة بين الشعبين.
وتعتبر السودان من البلدان القلائل الذين وقفوا مع الشعب الصومالي منذ إنهيار الحكومة المركزية في بداية التسعينيات القرن الماضي حيث فتحت السودان مدارسها وجامعاتها لآلاف من الشباب الصومالي، حيث يقدر خريجي الجامعات والمعاهد السودانية قرابة 70 متخرج ومتخرجة.
والشعب الصومالي معروف بأنه لا ينسى الجميل وبدعوة كريمة من جمعية الصداقة الصومالية السودانية وبعض الجهات الأخري قام الدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفير السودان الأسبق بزيارة إلى العاصمة الصومالية مقديشو وذلك في اطار مبادرة تكريمية اطلقتها الجمعية وبعض الجهات الأخرى تقديراً وعرفاناً للدكتور الجزولي والذي عمل في الفترة من 2008 الى 2011م وكان له أثر بالغ في تعميق العلاقات الصومالية السودانية.
محبة الشعب الصومالي للسفير
وتعتبر فترة عمل من أصعب الفترات من الناحية الأمنية ومن ناحية عدم الاستقرار السياسي (2008 إلى 2011م ) حيث تلك الفترة شهدت البلاد تواجد القوات الإثيوبية والمواجهات الدامية لمحاولة إخراجها من قبل المحاكم الإسلامية واستقالة رئيس البلاد عبدالله يوسف والمفاوضات بين الحكومة والمعارضة بقيادة الرئيس الأسبق شيخ شريف ولاحقا انتخاب شيخ شريف رئيسا للبلاد، والمواجهات الدامية أيضا في بداية حكم شيخ شريف للبلاد بين نفس مكونات المحاكم الإسلامية، والحالة الإنسانية لم تكن أفضل بل شهدت البلاد في عام 2011 أسوأ موجة نزوح بسبب الجفاف والجوع.
رغم تلك الظروف الصعبة كان الدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفير السودان الأسبق في بعض الفترات السفير الوحيد المقيم في مقديشو ورغم تلك الظروف الحالكة والأخطار المحدقة بسفير والسفارة قام بمجهودات جبارة ومثمرة تجاه الصومال في مجالات العمل الدبلوماسي والقنصلي والإنساني والتعليم وغيرها من المجالات.
وفي الجانب الإنساني يعتقد على نطاق واسع بأن مجهودات السفير الجزولي وقيادته للجالية السودانية وجمعية خريجي السودان للمساهمة في مساعدة الشعب الصومالي ونزوله للمعسكرات النازحين لتوزيع مساعدات جذبت أنظار الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، حيث كانت تلك الجهود التي بذلها السفير فاتحة خير للصومال وكانت مسك الختام لأعماله الجليلة.
تلك الجهود لترسيخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين وبشاشته وما أبداه من محبة وتقدير للشعب الصومالي وقيادته أكسبته محبة الشعب الصومالي في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، حيث تم الاحتفاء به وتكريمه من وصوله إلى العاصمة الصومالية مقديشو ومغادرته لها في الفترة 24 – 30 مارس.
الخليفة الدكتور عبد القادر معلم يكرم
جاء برنامج التكريم الدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفير السودان الأسبق حافلاً وومتنوعاً وعلي شرف وصوله إلى البلاد أقام الخليفة الدكتور عبدالقادر معلم النور (من اشهر قيادات الطرق الصوفية في الصومال صاحب السجادة ورئيس مؤسسة معلم نور) مأدبة غذاء في المنطقة السياحية في ساحل ليدو في العاصمة الصومالية مقديشو، وأثناء المأدبة قدم الخلفية الدكتور عبدالقادر معلم الشكر والتقدير للسفير الجزولي لما قام به من أعمال جليلة لترسيخ العلاقات بين الشعبين وتم تقديم هدايا تذكارية للمحتفى به تقديرا لجهوده.
اتحاد الجامعات الصومالية يكرم قام اتحاد الجامعات الصومالية والذي يضم أكثر من 80 جامعة بتكريم الدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفير السودان الأسبق تقديرا لدوره في ترسيخ العلاقات الثقافية بين الصومال والسودان وتسهيلات التي قدمها حيث في فترة عمل السفير بدأت منح التأشيرة من السفارة مما مكن الطلاب والمجتمع الصومالي والقيادات الصومالية الحصول على التأشيرات من السفارة في مقديشو بدل الذهاب إلى العواصم المجاورة لحصولها أو الانتظار من السودان.
زيارة لمؤسسات يديرها خريجي السودان أثناء الزيارة التكريمية للدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفير السودان الأسبق تم دعوته لزيارة مؤسسات رائدة يديرها خريجي السودان وهي إعلامية ومالية وصحية ومن أبرز تلك المؤسسات التي زارها قناة أستان الإعلامية ومستشفى رويال وبنك بريمير.
مكتب منظمة الدعوة في الصومال يكرم
أقام مكتب منظمة الدعوة في الصومال حفل تكريم للدكتور الجزولي وأثنت قيادات مكتب المنظمة في العاصمة الصومالية مقديشو السفير لجهوده الإنسانية والتنموية والتعلمية في الصومال إبان فترة عمله والتي كانت من أصعب الفترات التي مر بها الصومال منذ إنهيار الحكومة المركزية في الصومال.
ترحيب كروي
وكانت ضربة البداية بترحيب الدكتور الجزولي سفير السودان الأسبق بمهرجان رياضي مصغر جرت فيه مباراة بين منتخب خريجي الجامعات السودانية ومنتخب الجالية السودانية بمقديشو فاز فيها منتخب الجالية السودانية، وجرت تلك المبارة ليلا ليرى السفير التطورات الأمنية والعمرانية التي شهدت العاصمة مقديشو منذ مغادرته لها في خريف عام 2011.
خريجي السودان يكرمون السفير
أقام خريجي الجامعات والمعاهد السودانية في العاصمة مقديشو حفل عشاء بحديقة السلام ثم كان مسك الختام لقاء جامع بصالة سمر، وتضمن اللقاء الجامع ذكريات الخريجين والسفير في الفترة التي عمل فيها الدكتور الفاضل الجزولي مصطفي سفيرا للسودان(2008-2011)، وتقديم الشكر والتقدير لما قام به السفير من جهود مقدرة في ترسيخ العلاقات الدبلوماسية والشعبية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وفي بعض الفترات سادت العاطفة وسالت الدموع.
وأثناء الحفل تفاعل الجميع أغاني سودانية بأداء فنانيين صوماليين مثل أغينة “إزيكم كيفنكم” وأغنية 19 سنة لمحمد وردي وأغنيتي “سال من شعرها الذهب” و “فات الاوان” للفنان الراحل صلاح بن البادية.
أهمية هذه الزيارة
ساهمت هذه الزيارة في استعادة ذاكرة العلاقات الصومالية السودانية والتي ظلت على الدوام علاقات متميزة، غير أن الظروف الداخلية للبلدين ساهمت في حالة ركود هذه العلاقات في الفترة الماضية، ولكن هذه الزيارة ستكون فاتحة خير لتنشيط العلاقات في شتى المجالات وتخطط جمعية الصداقة الصومالية السودانية استضافة دبلوماسي سوداني آخر في الصيف القادم لتكريمه أيضا لدوره في ترسيخ العلاقات الصومالية السودانية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس