مقديشو- قال السفير أبوبكر حفني محمود مساعد وزير الخارجية المصري للشئون الإفريقية في حديث للصومال الجديد يوم أمس الأحد إنه التقى بالرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو وأبلغه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بقضية سد النهضة المتنازع عليه بين مصر وإثيوبيا والموقف المصري منها.
وأضاف أن أثيوبيا أعلنت في عام 2011 إنشاء سد على النيل دون التشاور مع دول المصب، وذكر أن مصر كانت تمر في ذلك الوقت بمرحلة صعبة نتيجة الثورة التي شهدتها، مشيرا إلى أن لقاء مهما جرى بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلامريم ديسالنغ في عام 2014 على هامش القمة الإفريقية تم خلاله الاتفاق على فتح صفحة جديدة من العلاقات خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة.
وأوضح أن البلدين وقعا على اتفاقية إعلان المبادئ في عام 2015 والتي نصت على عدم قيام إثيوبيا بملئ السد أو تشغيله دون اتفاق، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت في القضية عام 2019 لإيجاد حل للقضية، وذكر أن البلدين توصلا إلى اتفاق إلا أن إثيوبيا للأسف غابت عن مناسبة التوقيع عليه في واشنطن في أواخر شهر فبراير الماضي، وأعلنت مواصلة البناء والملئ بشكل أحادي مما يعد خرقا للاتفاقيات السابقة.
وأكد المسئول المصري أن النيل بالنسبة للمصريين يعتبر شريان الحياة، وأشار إلى أنه لا يوجد لمصر مصدر آخر للمياه حيث تعتمد على مياه النيل بنسبة 97 %، موضحا أن بلاده ترغب في حل عادل لأزمة سد النهضة يضمن حقوق إثيوبيا ومصر، ولفت إلى أن مصر تسعى إلى توطيد علاقاتها مع دول شرق إفريقيا لتعزيز التجارة معها.
وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط بلاده بالصومال والتي ترجع إلى عهد الفراعنة، وأوضح أن مواقف مصر كانت دائما داعمة للصومال خاصة في أيام سعيها إلى الاستقلال، مشيرا إلى ان السيد محمد كمال الدين صلاح المندوب المصري في المجلس الاستشاري للصومال استشهد وهو يدافع عن الصومال.
وأضاف أن الصومال كانت له مواقف تاريخية مع مصر في حرب عام 1973، وذكر أنه كان من الدول القليلة التي دعمت الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد توقيعه على اتفاقية كامب ديفيد.
وأشار إلى أن مصر ما زالت تقدم الدعم إلى الصومال من خلال تدريب الكوادر الصومالية في مختلف المجالات وتدريب القوات المسلحة الصومالية أيضا، وذكر أن 50 مدرسا مصريا يعملون حاليا في عموم الصومال كما توجد فيه 4 مدارس مصرية.
وأعرب عن أمله في أن تصبح العلاقات بين مصر والصومال استراتيجية، مشيرا إلى أن الصومال دولة غنية بمواردها وموقفها الجغرافي، وأوضح أن مصر تعتزم فتح فرع للبنك المصري في مقديشو بهدف تعزيز العلاقات التجارية مع الصومال ودول المنطقة.
