بقلم : بدرالدين خلف الله
لم تتوقف سلسلة الانفجارات الأمنية في العاصمة مقديشو منذ سنوات وتتبى تلك العمليات الانتحارية حركة الشباب الصومالية المدعومة من تنظيم القاعدة. وشهدت العاصمة مقديشو الليلة الماضية انفجارا قويا عند نطقة تفتيش في الطريق المؤدي إلى مطار آدم عدي الدولي. وأكدت مصادر أمنية أن الانفجار الناجم عن قنبلة مزروعة في الطريق استهدف ضابط شرطة يدعى محمد طاهر لكنه نجا، إلا أن أحد حراسه الشخصيين أصيب بجروح
ولم تكشف القوات الأمنية الحكومية عن أية تفاصيل بشأن تفجير الذي استهدف ضابط الشرطة الصومالية.
حادث الانفجار الأخير يضاف إلى سلسلة من تفجرات مستمرة تشهدها العاصمة مقديشو وضواحيها ويؤكد القلق الكبير الذي يعيشه الشعب الصومالي جراء تلك الحوادث الأمنية المتكررة. وفي 14 أكتوبر 2017، وقع تفجير شاحنة في العاصمة الصومالية مقديشو. تسبب التفجير في مقتل 512 شخصًا على الأقل، وجرح حوالي 400 آخرين.
تأثير سلبي
الصحفي السوداني المهتم بالجماعات الارهابية الهضيبي يس يشير إلى تأثيرات كبيرة تحدثها التفجرات المستمرة على محيط العاصمة الصومالية مقديشو في أمن واستقرار الصومال ويلقي بظلاله على حركة الحياة اليومية. و أرجع أسباب ذلك إلى عدم توافق سياسي حتى الآن في الصومال مع تمدد وانتشار حركة الشباب الصومالية وهشاشة الوضع الأمني بجانب ضعف الحكومة وعدم سيطرتها على الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة.
وأشار يس في حديثه لموقع أفريقيا برس أن أثر الانفلات الأمني بالتأكيد سوف ينعكس على عملية النمو الاقتصادي والتحول الديمقراطي لاسيما وأن الصومال على أعتاب أن تشهد انتخابات في الفترة المقبلة. وتابع ” يسعى المجتمع الدولي في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في الصومال الى تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب ونبه إلى أن اتساع رقعة الحرب في الصومال سيكون له تأثير مباشر على دول الجوار ومنطقة القرن الأفريقي.
قتال
وقالت وسائل إعلامية محلية إن الجيش الصومالي أعلن أن قواته قتلت 15 مسلحا من حركة الشباب وأصابت 20 آخرين خلال عملية أمنية في إقليم شبيلي الوسطى جنوبي البلاد. وأشار قائد الجيش أودوا يوسف راغي إلى أن العمليات التي نفذت في قريتي غالابشير ووردغح شهدت أيضا تدمير القوات لقواعد حركة الشباب واستعادة بعض الأسلحة. وأضاف راغي أن القوات التي كثفت العمليات العسكرية في شبيلي الوسطى منذ الأسبوع الماضي دمرت قاعدة الأسلحة والذخيرة التابعة لحركة الشباب ما ألحق خسائر فادحة بالجماعة المتطرفة. ووفقاً لوسائل الإعلام فإن القوات الحكومية كثفت عملياتها ضد حركة الشباب في المناطق الجنوبية والوسطى حيث لا يزال المسلحون يسيطرون على الأرياف ويقومون بنصب الكمائن وزرع الألغام الأرضية
السباق الانتخابي
مثل المؤتمر الشتاوري الذي عقده الفرقاء في الصومال لتنظيم انتخابات عامة تستهم في استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد نقطة تحول يراها كثير من المراقبين بأنها حجر الزاوية لتخطي المرحلة الحرجة التي يعيشها الصومال حالياً. وأختُتم في العاصمة مقديشو المؤتمر التشاوري بشأن الانتخابات الصومالية وشارك فيه قادة المجلس الاستشاري الوطني ، رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، ورؤساء ومحافظي ولايات بونتلاند.
قضايا مهمة
ناقش المؤتمر إيجاد حلول للعقبات أمام تنفيذ اتفاقية سبتمبر 2020 بشأن الانتخابات الفيدرالية الصومالية وإعادة النظر في توصيات اللجنة الفنية في 16 فبراير 2021 في بيدو، وقضايا أخرى مهمة لانعقاد الانتخابات، مثل: الأمن العام، والأمن الانتخابي، وخارطة الطريق لبناء الدولة الصومالية.
و تم الاتفاق على تغيير الأعضاء المثيرين للجدل في اللجان الانتخابية، بجانب الاتفاق بالنسبة لحل الخلاف في إدارة انتخابات ممثلي أرض الصومال على تولي رئيس الوزراء مسئولية سير تلك الانتخابات بالتشاور مع رئيس مجلس الشيوخ، عبدي حاشي عبد الله، ونائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد، وشمل الاتفاق في هذه القضية أيضا السماح لحاشي بتعيين 4 من أعضاء لجنة انتخابات ممثلي أرض الصومال، وعضو في اللجنة الانتخابية على المستوى الفيدرالي الخاصة بأرض الصومال، وعضو في لجنة حل الخلافات الانتخابية. واتفق القادة على الحفاظ على حصول المرأة الصومالية على التمثيل السياسي بنسبة 30%، وإجراء الانتخابات في غضون 60 يوما وعلى أن يتولى قادة المجلس تنفيذ هذه الاتفاقية.
قضية النزاع
وحول مايتعلق بالنزاع في إقليم غدو، تم الاتفاق على أن يقود رئيس الوزراء الأمن والمصالحة في الإقليم، وعلى تشكيل لجنة مصالحة، أعضاؤها من الولايات الإقليمية باستثناء جوبالاند، وترشيح اللجنة بعض المرشحين لشغل منصب مدير ونائب مدير مدينة “غربهاري” مركز الإقليم، على أن يقوم رئيس ولاية جوبالاند أحمد مدوبي بتعيين إدارة الإقليم من الشخصيات التي تم ترشيحها، ونشر قوة من شرطة بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” في المدينة لضمان أمن الانتخابات فيها.
تشكيل لجان
واتفق قادة المجلس الاستشاري الوطني على تشكيل لجنة تتألف من 9 أعضاء تكون مسئولة عن أمن الانتخابات الفيدرالية على أن يقودها رئيس الوزراء وبعضوية قيادة الشرطة الصومالية على المستويين الفيدرالي والإقليمي وقيادة الشرطة الإفريقية، كما اتفقوا على منع القوات الأمنية من الانخراط في السياسة.