أفريقيا برس – الصومال. قد يبدو التاريخ متعدد الأوجه، وقد يختلف الحكم على الشخصيات والرموز التاريخية في الصومال بحسب الإقليم الذي تنحدر منه أو العشيرة. ولا ينظر الصوماليين أنفسهم إلى هذه المسائل في الغالب بموضوعية، فاستنادًا إلى عدة عوامل، قد يمجد البعض شخصية ما، حتى يعتبرها بطلًا قوميا.
فيما يصف البعض الأخر الشخصية ذاتها بالخيانة. وإذ كانت الأمة الصومالية شفهية لا تكتب، فكان لابد من الاعتماد على وثائق المستعمر بصفتها المصدر الوحيد القابل للدراسة والنقد.
وبعد تضارب النظريات حول السردية الحقيقية لقصة المناضلة -بنظر البعض- حواء تاكو. سنقدم في هذا التقرير تاريخًا موجزًا لها من منظور المستعمر الإيطالي. الإيطاليون في مقديشو
توفيت حواء تاكو في مقديشو 11 يناير 1948، وفي مطلع العام ذاته، استولى البريطانيون على المدينة خلال الحرب العالمية الثانية. وقد كانت مقديشو آنذاك موطنًا لـ 800 إيطالي أعزل، بعد أن قامت الإدارة العسكرية البريطانية بنزع سلاحهم.
فيما كان من المتوقع في ذات العام أن تقوم لجنة تابعة للأمم المتحدة بزيارة مقديشو لتقييم مدى جاهزية الصومال للحصول على الاستقلال، والجهة التي ستتولى إدارة الدولة الجديدة.
وكان من المتوقع أن يتم تنظيم مظاهرتين في مدينة مقديشو، وقد حصلت كلتاهما على إذن من الحاكم البريطاني للمدينة. كانت التظاهرة الأولى بقيادة رابطة الشباب الصومالي (SYL) والتي كانت تكافح من أجل الحرية والاستقلال.
فيما كانت التظاهرة الأخرى بقيادة الإيطاليين المقيمين في المدينة، إلى جانب الصوماليين المطالبين بعودة الوصاية الايطالية على البلاد. وفي صباح يوم 11 يناير، ألغى القائد البريطاني التصريح الخاص بالايطاليين.
بينما سُمح لـرابطة الشباب الصومالي والمناضلين للحرية بالتظاهر. الإبادة الجماعية. . كما يرويها الطليان وفي قرابة الساعة 11 صباحًا من يوم 11 يناير 1948، بدأ دعاة الحرية والاستقلال بمهاجمة المستوطنات الإيطالية، وقاموا بتدمير كافة المرافق والمباني؛ من منازل ومكاتب ومستشفيات ومتاجر وملاعب.
فيما كانت الكنيسة الكاثوليكية الموقع الوحيد الذي نجا من الهجوم، واحتمى به العديد من الايطاليين. وقد كانت هذه العمليات تحدث تحت مراقبة من القوات البريطانية، التي لم تتدخل للحيلولة دون وقوعها.
وقد جاءت خسائر مؤيدو الطليان في المعركة كالتالي: وفيات الإيطاليين: 54 شخصًا إصابات الإيطاليين: 55 شخصًا وفيات الصوماليين: 14 شخصًا إصابات الصوماليين: 43 شخصًا
وفي ذلك اليوم، قتل العديد من الصوماليين أثناء دفاعهم عن عودة الإيطاليين لإدارة البلاد. ومن بين أولئك الأشخاص حواء تاكو، وهي فتاة صومالية ولدت في مدينة مقديشو، وكانت متزوجة من رجل إيطالي.
وقد تم بناء نصب لحواء تاكو في العاصمة مقديشو في العام 1970، ويظهر النصب سهمًا يخترق جسدها. حيث كان الصوماليون يستخدمون الأسهم في قتالهم ضد مؤيدي الطليان،
في حين كرم الإيطاليون ذكرى حواء تاكو بوضع اسمها في لوحة بإحدى الكنائس الواقعة في مدينة روما. وقد كتب عليها اسماء الصوماليون الـ14 الذين قتلوا في سبيل الدفاع عن إيطاليا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس