هزائم متلاحقة للشباب وانتصارات تعيد رسم المشهد الأمني

2
هزائم متلاحقة للشباب وانتصارات تعيد رسم المشهد الأمني
هزائم متلاحقة للشباب وانتصارات تعيد رسم المشهد الأمني

أفريقيا برس – الصومال. في وقت تُعيد فيه الصومال بناء مؤسساتها وتعزيز حضورها على الأرض، يواصل الجيش الوطني تحقيق انتصارات استراتيجية في معركته ضد مليشيات الشباب الإرهابية، في مناطق كانت تعد سابقًا معاقل شبه محصنة للتمرد.

فخلال عمليات عسكرية متسارعة ونوعية، تمكنت القوات المسلحة من كسر شوكة الشباب في مدينة عيل طير، ومناطق بريري، سبييد، عانولي، وورغاطي، هذه الانتصارات، التي جاءت في توقيت بالغ الأهمية، لم تكن مجرد تحولات ميدانية، بل حملت في طياتها رسائل سياسية وأمنية عميقة، تعكس حجم التحول الاستراتيجي في مسار الحرب على الإرهاب.

الرسالة الأولى: الجيش الوطني في أوج قدرته

لقد أثبت الجيش الوطني قدرته الفائقة على الجمع بين الدفاع والتقدم الميداني الفعّال. ففي مدن مثل عيل طير وورغاطدي صدّت قواتنا هجمات عنيفة شنتها عناصر الشباب، مُنْزِلة بهم خسائر كبيرة. وفي بريري وسبييد وعانولي، تولّى الجيش زمام المبادرة، مدمّرًا تحصينات عدوّ كان يعتمد على تكتيكات الكر والفر والاختباء خلف الألغام والعوائق.

هذا الأداء المزدوج (دفاعًا وهجومًا) يعكس جاهزية متقدمة، وتطوّرًا ملحوظًا في العقيدة القتالية للجيش الصومالي، الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه رأس الحربة في معركة التحرير الوطني.

الرسالة الثانية: سقوط دعاية الانقسام والانهيار

منذ سنوات، عملت بعض الأبواق السياسية والدعائية على الترويج لمزاعم تُشكك في وحدة الجيش الوطني وقدرته على مواجهة الخطر الإرهابي. ولكن الميدان يقول كلمته اليوم: الجيش الوطني موحد، متماسك، وفعّال.

لقد صدّت قواتنا هجمات وُصفت بأنها من “أقوى ما خطط له الخوارج”، بل واخترقت تحصينات أُنشئت تحت الأرض بتقنيات معقدة. هذه الإنجازات تنسف الشائعات، وتُعيد الاعتبار للثقة الشعبية في مؤسستنا العسكرية.

الرسالة الثالثة: خطر الشباب يتقلّص… ولا يتصاعد

في تناقض مع الخطابات التهويلية التي أشاعت أن الشباب على وشك السيطرة على العاصمة أو المحافظات، جاءت الوقائع لتكذب ذلك جملةً وتفصيلاً. فقد هُزمت المليشيات في وضح النهار، وتمت مداهمة أوكارهم التي طالما احتموا بها.

المعارك الأخيرة كشفت أن ما تبقى من عناصرهم إما يفرّ هاربًا، أو يسقط قتيلًا قبل أن يُنفذ مهمته. زمن الإرهاب المطلق قد ولى، وبدأت مرحلة الحسم.

الرسالة الرابعة: وعي استخباراتي وتكتيك ميداني مُتقدِّم

تعاملت قوات الجيش بمرونة واحترافية مع أكثر أدوات العدو دموية، وعلى رأسها العربات المفخخة. حيث تمكنت وحدات من الجيش من تفجير تلك المركبات عن بُعد، قبل وصولها إلى أهدافها. كما تم إفشال هجمات انتحارية عقب التفجيرات، وهو أسلوب كان يُمثل سابقًا ثغرة أمنية خطيرة.

أما اليوم، فقد تحوّل المهاجم إلى جثة قبل بلوغ خط الدفاع الأول، في مؤشر واضح على تطور أنظمة الرصد والاستجابة السريعة لدى الجيش الوطني.

خلاصة المشهد: التقدم مستمر… والخطر يتراجع

الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ بعد، لكنها باتت تسير في اتجاه واحد: انهيار مشروع الشباب، وتصاعد قوة الدولة.

فخلال 15 عامًا من المواجهة، تراجعت قدرات الشباب عسكريًا ولوجستيًا وتنظيميًا، بينما صعد نجم الجيش الوطني، مدعومًا بإرادة سياسية، وتأييد شعبي واسع، وشراكات أمنية فاعلة.

المواطنون يلمسون النتيجة: أمن واستقرار في المدن الكبرى

لم يعد الحديث عن الاستقرار مجرد بيان حكومي. بل أصبح واقعًا يعيشه المواطنون في مدن مقديشو، كيسمايو، بيدوا، جوهر، مركا، طوسمريب، جالكعيو، وبوصاصو، حيث هدأت وتيرة التفجيرات والاغتيالات، وساد الشعور بالأمان، بعدما نجحت الدولة في تفكيك خلايا الشباب وحرمانهم من البيئة الحاضنة.

أراضٍ كانت تحت سيطرة الشباب… تُستعاد بالكامل

لا يمكن إغفال أن معظم المناطق التي تُخاض فيها المعارك اليوم كانت، حتى وقت قريب، تحت قبضة المليشيات الإرهابية. واليوم، بفضل العمليات المتواصلة، تم تحرير أجزاء واسعة، فيما تتواصل الجهود لتحرير المناطق المتبقية. المعادلة انقلبت، والمبادرة عادت للدولة.

الصومال الجديد… دولة تستعيد سيادتها

إن ما نشهده اليوم ليس مجرد نصر ميداني، بل تجسيد لعودة الدولة الصومالية كقوة قادرة على حماية شعبها واستعادة أرضها. إننا نخطو بثبات نحو صومال خالٍ من الشباب، ومستقبل تنعم فيه الأجيال بالسلام والدولة الرشيدة.

تحية لأرواح الشهداء… ودعاء للنصر الكامل

ختامًا، نرفع أكف الدعاء أن يتقبّل الله شهداء الوطن الأبرار، ويمنّ بالشفاء العاجل على جرحانا، ويرزق ذوي الشهداء الصبر والأجر، ويثبت أقدام أبطالنا على جبهات القتال. كما نسأله سبحانه أن يتم النصر، ويجعل من صومالنا الحبيب واحةً للأمن والسلام والازدهار.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here