أفريقيا برس – الصومال. أعلن وزير العدل الصومالي حسن معلم، أن بلاده جمعت 5 ملايين دولار لدعم تركيا بعد الزلزال، مؤكدا أنهم “ما زالوا على عهدهم في رد الجميل للشعب التركي، الذي وقف كثيرا إلى جانبهم وفي أشد حالاتهم”.
وأجراها الوزير الصومالي الذي يشغل أيضا عضوية “اللجنة الوطنية لإغاثة المتضررين في تركيا”، تناولت جهود بلاده لدعم تركيا بعد شهر على وقوع الزلزال.
وفجر 6 فبراير/ شباط الماضي ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
رد الجميل
وأكد معلم أن “الصومال حكومة وشعبا شعر بصدمة كبيرة بشأن حجم الكارثة التي ضربت أشقاءنا الأتراك، وما خلفتها من خسائر بشرية ومادية”.
وأضاف أن حجم الكارثة الكبير في تركيا، “دفع لأن يكون التضامن من جميع فئات المجتمع الصومالي، من الحكومة والعلماء والطلاب والمؤسسات المدنية والاتحادات المحلية”.
وعن أشكال التضامن، أوضح أنه على المستوى الرسمي، “حث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الحكومة على تشكيل اللجنة الوطنية لإغاثة المتضررين، تعبيرا عن مشاعر الصوماليين تجاه تركيا حكومة وشعبا”.
وفي 15 فبراير أعلن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري تشكيل “لجنة وطنية وزارية لدعم المتضررين من زلزال تركيا”، مؤكدا في بيان، أن الصومال “حكومة وشعبا يقف إلى جانب الشعب التركي، كرد جميل”.
وأوضح معلم أن “الدعوة استجاب لها الشعب الصومالي الذي لم يقدم مساعدات للخارج منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1990، لتصل قيمة التبرعات التي جمعتها اللجنة إلى 5 ملايين دولار سيجرى تسليمها إلى السفارة التركية في البلاد”.
وأضاف: “إمكانات الصومال، الذي لا يزال يضمد جراحه، قد لا تفي باحتياجات أشقائنا الأتراك في هذا الوقت الصعب، لكن وضعنا المأساوي لا يمنعنا من تقديم الدعم كرد للجميل لإخواننا”.
وأوضح أن “الدعم التركي للصومال، شمل جميع مناحي حياة الصوماليين، من مؤسسات حكومية وعسكرية ومدنية، وهذا ما يدفع الصوماليين إلى تذكر دور تركيا سياسيا وعسكريا في المنطقة”.
وتتصدر تركيا الدول الداعمة للصومال خلال أزماته الأمنية والإنسانية، وكان آخرها إرسالها أدوية وأطباء لعلاج مصابي تفجير تقاطع “زوبي” بالعاصمة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص.
تضامن واسع
التضامن الشعبي الصومالي مع تركيا، لم يقف عند جمع تبرعات مالية للمتضررين من الكارثة، فوفق معلم، اجتمع الصوماليون أيضا في “جلسات تأبين لأرواح ضحايا الزلزال”.
ونظمت عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة في الصومال، جلسات تأبين لضحايا زلزال تركيا، بينها بلدية العاصمة مقديشو، في 9 فبراير وجامعة مقديشو (خاصة) في 11 من الشهر نفسه.
وأوضح الوزير أن “تضامن الشعب الصومالي مع أشقائه الأتراك، نابع من علاقات قديمة توطدت خلال السنوات العشر الماضية، لا تزال تأخذ مسارات أقوى عاما بعد الآخر”.
وأضاف أن “علاقات تركيا والصومال تعود لقرون مضت، لكن تعمقت عام 2011 عندما زارنا الرئيس رجب طيب أردوغان، بينما كان الصومال يئن تحت وطأة جفاف عارم حصد أرواح الآلاف”.
وتابع أن “التضامن الذي أظهرته تركيا في ذلك الوقت مع الشعب الصومالي، لا يزال مستمرا، بل أعطى زخما كبيرا للعلاقات بين البلدين”.
وفي السياق، أشاد الوزير بتعامل تركيا مع كارثة الزلزال، فقال إنها “أظهرت للعالم إمكاناتها في إدارة الكوارث، كما أدارت تبعات الزلزال بمسؤولية كبيرة، لتبدأ ملامح إعادة الإعمار بعد شهر من الكارثة التي لم نشهد مثيلا لها منذ 100 عام”.
ومطلع مارس/آذار الجاري، أعلن الرئيس أردوغان أن حكومته تعتزم إنشاء “صندوق إعادة إعمار ما بعد الكوارث” لإحياء المدن عقب الزلزال وبالسرعة الممكنة، بعد تصريحات سابقة تعهد خلالها بإعادة بناء ما تهدم وتسليمه لأصحابه.
تعزيز العلاقات
وأكد معلم أن حكومة بلاده تعمل على تعزيز العلاقات مع تركيا في شتى المجالات، “كما أدى حرص حكومات الصومال المتعاقبة على تمتين العلاقات لتتحول إلى شراكة قوية ومتزايدة بين البلدين”.
و”منذ عام 2011، قدمت تركيا الكثير للصومال، بدءا من دعمه أمام أزمته الإنسانية، مرورا بتنفيذ مشاريع بنية تحتية، وصولا إلى المساهمة بإعادة بناء مؤسسات الدولة ودعم الميزانية الحكومية”، بحسب الوزير الصومالي.
وأضاف أن “الصومال أبرم اتفاقيات عديدة للتعاون مع تركيا في شتى المجالات، بما فيها التعليم والصحة والاقتصاد والبنية التحتية والاستثمار، لإرساء أرضية تعاونية تسهم في بناء اقتصاديات البلد”.
وعن المساهمة التركية في بناء مؤسسات الدولة، أشار الوزير إلى وجود “تعاون بين الحكومتين الصومالية والتركية، بشأن تبادل الخبرات، لدعم مؤسساتنا الحكومية”.
ومن المؤسسات التي دعمتها تركيا، وفق وزير العدل الصومالي، “التعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين، إذ تلعب تركيا دورا كبيرا في إعادة تأهيل الجيش الصومالي”.
وأكد أن “وحدات الجيش التي دربتها تركيا تلعب دورا كبيرا في الانتصارات الميدانية التي حققتها الحكومة الصومالية في عملياتها العسكرية ضد الإرهاب” في إشارة إلى حركة “الشباب” المتمردة جنوب ووسط البلاد.
وتوقع الوزير أن “الإسهامات التركية العسكرية للجيش الصومالي، ستلعب دورا كبيرا في تحرير البلاد من الإرهاب”.
وتواصل القوات الصومالية الحكومية بالتعاون مع عناصر قبلية، عمليات عسكرية ضد الحركة، قتلت خلالها عشرات من مليشياتها، كما استعادت السيطرة على مناطق عديدة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس