أفريقيا برس – الصومال. وصل وفد عسكري مصري رفيع المستوى، مكوَّن من 16 ضابطًا من القوات المسلحة، إلى العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الأحد، في زيارة استطلاعية تهدف إلى التحضير لنشر قوات مصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الصومال واستقراره (أوصوم).
وبحسب منشور لبعثة الاتحاد الأفريقي على صفحتها في موقع فيسبوك، يترأس الوفد اللواء أركان حرب إسلام رضوان، حيث كان في استقباله مسؤولون من بعثة الاتحاد الأفريقي إلى جانب ضباط من الجيش الوطني الصومالي. وعقد الوفد اجتماعات رسمية مع قيادة البعثة برئاسة الممثل الخاص لرئيس المفوضية ورئيس البعثة السفير الحاج إبراهيم دين، كما حضروا إحاطة أمنية موسعة في المقر الرئيسي للقوات التابعة للبعثة في مقديشو.
وسيقوم الوفد خلال الأيام المقبلة بجولات ميدانية لتفقّد مواقع رئيسية في العاصمة ومناطق أخرى، بهدف تقييم جاهزية المرافق اللوجستية والبنية التحتية التي ستستقبل القوات المصرية، قبل الشروع في عملية الانتشار الميداني المقرر خلال الفترة القادمة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام القاهرة المتزايد بالمساهمة في جهود إحلال الأمن والاستقرار في الصومال، بعد سنوات من الحرب الأهلية وهجمات حركة الشباب. كما تعكس المشاركة المصرية رغبة في تعزيز الحضور المصري في القرن الأفريقي، في ظل تنافس إقليمي ودولي محتدم على النفوذ في المنطقة، خاصة مع التوترات بين مصر وإثيوبيا على خلفية أزمة سد النهضة، والتقارب الإثيوبي مع بعض القوى الدولية.
ويُنظر إلى انضمام مصر إلى بعثة الاتحاد الأفريقي رسالةَ دعم مباشر للحكومة الفيدرالية في مقديشو، في وقت تسعى فيه الأخيرة لتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية استعدادًا لتحمل المسؤولية الأمنية بعد الانسحاب التدريجي للقوات الأفريقية.
من جانب آخر، تثير هذه المشاركة تساؤلات خصوصًا لدى إثيوبيا التي تعتبر أي حضور عسكري مصري في الصومال تهديدًا لمصالحها الاستراتيجية، فقد اعتادت أديس أبابا أن تكون أحد الفاعلين الرئيسيين في الملف الأمني الصومالي، ما يجعل دخول القاهرة على خط الأزمة تطورًا قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس