هل يعود التوتر بين كينيا والصومال مجدداً ؟

86
هل يعود التوتر بين كينيا والصومال مجدداً ؟

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالصومال. مرة أخرى يعود التوتر في علاقات الصومال وكينيا بعد أن هددت كينيا بوقف الرحلات الجوية الإنسانية إلى الصومال بسبب ما وصفته بأنه انتهاك للحظر الحالي على الرحلات الجوية بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية الكينية: إن بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية تسيء استخدام الإعفاء مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات في حالة استمرار الانتهاك. ينذر التهديد الكيني بوقف حركة الطيران بمواجهات سياسية ساخنة تضاف إلى سلسلة من التوتر المستمر.

عودة العلاقات

في الشهر الماضي أعلنت وزارة الإعلام الصومالية عودة العلاقات الدبلوماسية بين كينيا والصومال بعد انقطاعها 5 أشهر. من جانبها، أكدت الخارجية الكينية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الصومال، وقالت إنها تثمن ما وصفته بالدعم المتواصل للمجتمع الدولي في تطبيع العلاقات مع الصومال.

تحذير

وبحسب خبراء فإن أي تصعيد كيني صومالي لايصب في مصلحة البلدين لجهة أنهما يخوضان حرباً ضد حركة الشباب الصومالية فضلا على تأثيره المباشر على اقتصاد البلدين. وفي شهر مايو الماضي أعلنت كينيا إغلاق مجالها الجوي مع الصومال لكنها استثنت الرحلات الإنسانية والطبية، وجاء الحظر ، الذي سيستمر حتى شهر أغسطس القادم، بعد أسبوع من إعلان الصومال أنه أعاد العلاقات الدبلوماسية مع كينيا.

توتر سابق

في ديسمبر 2020 أعلنت الحكومة الصومالية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كينيا ، وطلبت من الدبلوماسيين الكينيين مغادرة البلاد خلال أسبوع. ويزداد التوتر مع ازدياد مع ماتصفه الصومال بالتدخل الكيني، والذي بلغ أوجه مع استضافة نيروبي أخيراً قادة صومالاند “أرض الصومال” الانفصالية، التي لا تعترف بها الحكومة المركزية في مقديشو. ويخشى مراقبون من تحول الخلاف إلى مواجهة عسكرية، تزيد الأمور تعقيداً في منطقة القرن الأفريقي.

وتعاني العلاقات الكينية الصومالية من توتر متصاعد إثر خلافهما القديم على الحدود البرية والبحرية، لكن خلاف الحدود البحرية نشط التوتر بين البلدين بسبب غنى المنطقة البحرية المقابلة للبلدين في بحر العرب والمحيط الهندي والمتنازع عليها بالغاز والنفط.

ضغوط سياسية

يرجع محمد خليفة صديق وهو خبير في قضايا القرن الأفريقي سبب توتر علاقات كينيا والصومال إلى محاولات كينيا للضغط على الجانب الصومالي للعدول عن قرار ايقاف استيراد نبات القات من كينيا. ويرى خليفة في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن ايقاف نبات القات يؤثر على المزارعين الكينيين وكشف أن الصومال من أكثر الدول المستهلكة للقات. واعتبر أن القرار الكيني الأخير تم التوقيت له قبل شهرين. وتوقع خليفة حدوث توتر بين البلدين في الفترة القادمة اذا لم يتم حل الخلافات عبر الدبلوماسية المباشرة بين البلدين.

فخلال السنوات الخمس اكتسب النزاع الحدودي بين البلدين الجارين الكثير من التعقيد، خاصة بعد دخول شركات النفط الأجنبية طرفاً مؤثراً في النزاع، وبعد إخفاق العديد من الوساطات الإقليمية لتسوية النزاع عبر توافق القيادة السياسية للبلدين.

وكان البلدان على خلاف في السنوات الأخيرة بشأن القضية البحرية واتهامات الصومال لكينيا بأنها تتدخل في شؤونه الداخلية. ويشار إلى أن كينيا تحتضن مايقارب 250 ألف لاجئ صومالي فروا من الحرب وأعمال العنف المستمرة في الصومال منذ 1991.

ونهاية 2011 توغلت قوات كينية في الأراضي الصومالية بذريعة منع العمليات والهجمات التي تنفذها حركة الشباب داخل أراضيها، غير أن هذه القوات تم دمجها لاحقا في بعثة حفظ السلام الأفريقية بشكل رسمي في شهر فبراير 2012 بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وتشهد العلاقات بين الصومال وكينيا توترا بسبب عدة قضايا، أبرزها النزاع الحدود البحري، إلى جانب اتهامات متبادلة بشأن التدخل في شؤون الداخلية للبلدين.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here