المرض العقلي في المجتمع الصومالي: وباء خفي

10
المرض العقلي في المجتمع الصومالي: وباء خفي
المرض العقلي في المجتمع الصومالي: وباء خفي

أفريقيا برس – الصومال. يعد المرض العقلي مشكلة صحية عالمية، حيث يقدر عدد المصابين به في جميع أنحاء العالم بـ 450 مليون شخص. في الصومال، غالبًا ما يُنظر إلى المرض العقلي على أنه موضوع محظور، وهناك نقص في الوعي والفهم لحالات الصحة العقلية. يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم حصول الأشخاص المصابين بالمرض عقلي على المساعدة والدعم الذي يحتاجون إليه.

يُنظر إلى المرض العقلي على أنه ضعف، وغالبًا ما يتم وصم أولئك المصابين به. وعندما يُنظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم مصابون بالجنون أو خطرون لا يمكن التنبؤ بهم. قد يجعل من الصعب عليهم ممارسة حياتهم الطبيعية مثل العثور على وظائف أو تكوين صداقات أو حتى عيش حياة طبيعية.

من اللازم لفت انتباه المجتمع نحو هذا النوع من الوباء الخفي، ومن أجل القيام بذلك توجب أن نسلط الضوء على ما قد يسبب هذه الامراض العقلية. فهناك عدد من الأسباب التي تجعل المرض العقلي موضوعًا محظورًا في المجتمع الصومالي.

أحد الأسباب هو أن الصحة النفسية لا تعتبر أولوية من قبل الدولة أو الوكالات الأخرى. هناك أيضًا نقص في المهنيين المدربين في مجال الصحة العقلية في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، هناك القليل من الوعي العام حول الصحة العقلية وكيفية الحصول على المساعدة فيما يتعلق بالأمراض العقلية.

وكذلك، هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة هذه الأمراض في المجتمع الصومالي. مثال على ذلك الحروب والصراعات التي مازال يمر بها الشعب، والظروف المعيشية الصعبة التي قد تؤدي إلى شعور أي شخص بالعزلة وانعدام القيمة.

وأيضًا يُنظر إلى المرض العقلي على أنه شيء يجب إخفاؤه وعدم التحدث عنه. مما يمكن أن يجعل من الصعب على الأشخاص المصابين الحصول على المساعدة، لأنهم قد يخشون التحدث علانية عن حالتهم.

هناك بعض الحلول التي يمكن اقتراحها لحل هذه المشكلة. حيث يتمثل أحد الحلول في تدريب المزيد من المتخصصين في الصحة العقلية وتزويدهم بالموارد اللازمة من أجل توفير وصول أفضل إلى الرعاية لأولئك الذين يعانون.

وكذلك العمل على زيادة الوعي العام بالصحة النفسية من خلال حملات تثقيفية وتوعوية مكثفة للمجتمع من خلال عمل الندوات أو استخدام التواصل الإعلامي وحتى وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر قدر من الشعب.

أزمة الصحة النفسية في المجتمع الصومالي حقيقية وعاجلة، وبحاجة ماسة الى التغيير. من المهم أن نكسر المحرمات التي وضعها المجتمع حول المرض العقلي وأن نبدأ في الحديث عنه علانية. وان نخلق بيئة آمنة لهؤلاء المصابين للتحدث عن المرض وتوفير الدعم والمساندة الذي هم بحاجة إليه.

قد يستغرق حل هذه الازمة وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا ومواجهة​ الكثير من التحديات لكن الوعي بوجود مشكلة حول هذا الموضوع هو بداية لحلها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here