بمكبرات صوت وسيارات تجوب الأحياء.. كورونا يمنع القرنقعوه من طقوسه المعتادة في قطر

22

الصومال – افريقيا برس. كانت الساحات والمؤسسات الثقافية والحدائق تعجّ بالزوار في ليلة النصف من رمضان من كل عام احتفالا بليلة القرنقعوه، لكن هذا العام اختلف الأمر، ففي ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا بدت ساحات الاحتفال خالية من المحتفلين.

ورغم الإجراءات الاحترازية في قطر، حاولت بعض المؤسسات القطرية تنظيم احتفال مختلف هذا العام يتماشى مع تلك الإجراءات، ولا يعرض الأطفال والمشاركين فيه للخطر، فلجأت إلى تسيير مركبات تحمل الهدايا إلى الأطفال وتصل إلى منازلهم لتوزيعها عليهم، لإحياء هذه المناسبة التراثية الأهم في البلد ومنطقة الخليج برمتها.

السيارات المتجولة حملت مكبرات الصوت لإذاعة أغنية القرنقعوه الشهيرة وجابت بها كافة أحياء قطر على أنغام “قرنقعوه قرقاعوه، أعطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة”.

والقرنقعوه هو عادة خليجية من الموروث الشعبي، وهي عبارة عن احتفال تقيمه الأسر لتكريم للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان، ولتشجيعهم على الاستمرار في صيام النصف الباقي منه، وفي يوم القرنقعوه يخرج الأطفال حاملين أكياسا من القماش، يطوفون بها على المنازل القريبة طمعا في الحصول على الحلوى والمكسرات.

ويعود سبب هذه التسمية إلى “قرة العين في هذا الشهر”، ولكن مع مرور الزمان تحورت الكلمة وأصبحت “القرنقعوه”، ويقال إنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب.

ويقول سلمان محمد النعيمي المشرف على احتفال القرنقعوه بالحي الثقافي كتارا إن المختلف هذا العام في الاحتفال هو أن السيارات تجوب الأحياء لتوزيع الهدايا على الأطفال في منازلهم، وتجنب تعريضهم لأي مخاطر جراء انتشار فيروس كورونا، وليس هناك مقر للاحتفال مثل الأعوام الماضية.

ويضيف النعيمي -للجزيرة نت- أن الحي الثقافي كان يشهد تجمعات كبيرة في ليلة القرنقعوه لكن الاحتياطات والإجراءات الاحترازية هذا العام حالت دون ذلك، مؤكدا أن الحرص على إقامة القرنقعوه في ظل هذه الظروف يهدف إلى إرساء التواصل وبث روح المودة والألفة والمحبة في المجتمع، وتشجيع الأطفال على معرفة عادات مجتمعهم، وإحياء الموروث الشعبي.


مناسبة غالية
ويعتبر النعيمي أن ليلة القرنقعوه مناسبة غالية على أهل قطر ومنطقة الخليج، “وهي عادة نحرص على عدم انقطاعها وضرورة ربط الأجيال الجديدة بتراث الأجداد، لذلك قام الحي الثقافي بهذه الفعاليات في كافة مناطق الدولة وليس في الدوحة فحسب”.

ويشير المشرف على احتفال القرنقعوه بالحي الثقافي إلى أن كتارا طرحت مجموعة كبيرة من المسابقات عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها مسابقة أفضل زي قرنقعوه للأطفال (فيديو أو صورة)، ورصدت العديد من الجوائز، وذلك لتعويض الأطفال عن فرحة الاحتفال العادية.

بدوره، يؤكد رئيس مركز شباب الذخيرة علي بن لحدان المهندي -في حديث للجزيرة نت- أن القرنقعوه جزء أساسي من الهوية التراثية في الدولة، ولا يمكن أن يحول الوضع الحالي دون الاحتفال به، مشيرا إلى أن المركز قام بعمل جولات على العديد من الأحياء باستخدام سيارات مجهزة كانت توزع الهدايا الخاصة بالقرنقعوه.

واستغل المهندي هذه المناسبة التراثية والجولات التي قام بها في عدة مناطق لتوجيه العديد من الإرشادات الخاصة بطرق الوقاية من فيروس كورونا، وتعليم الأطفال كيفية وقاية أنفسهم من هذا الفيروس.

يذكر أن تسمية هذه الاحتفالية تختلف بين الدول الخليجية، فيقال “القرنقعوه” أو”القرقيعان”، إلا أن الطريقة الاحتفالية تظل متشابهة، حيث يبدأ الاحتفال بعد صلاة المغرب مباشرة، فيتجمعون في جماعات تطوف على البيوت وهم يرددون أهازيج خاصة بهذه المناسبة.

المصدر : الجزيرة

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here