الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. حازت العديد من القضايا السياسية والاجتماعية على اهتمام مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في الصومال خلال شهر يناير. حيث تنوعت وتعددت الموضوعات وتوزعت بذات القدر ما بين النداءات الإنسانية في تقديم المساعدة لمواطني إقليم “صوماليالاند” (أرض الصومال) عقب إعلان حاكم الإقليم لحالة الطوارئ بسبب الجفاف الذي يكاد ضرب معظم الأراضي الصومالية ونزوح نحو 800 ألف مواطن في غضون الأسابيع الماضية، أيضاً ارتفاع حالات الاغتيالات مؤخراً التي منها مقتل عدد من المسؤولين في الحكومة الصومالية، وكذا نجاة مدير شرطة العاصمة “مقديشو” هو الآخر من عملية انفجار بعبوة ناسفة استهدفت أحد المرافق الحكومية أثناء زيارة له.
وتُعدُّ المهلة التي وضعتها رئاسة الوزراء الصومالية لإنهاء جدول الانتخابات النيابية بحلول 25 من شهر شباط فبراير، بمثابة التحدي الحقيقي للحكومة وسط جملة من التعقيدات والإشكاليات الداخلية سواء أكانت سياسية أم أمنية، حيث انقسمت التعليقات ما بين مؤيد لخطوة ومتفائل بها، وطرف آخر متخوف من فشلها والعودة إلى مربع الحرب الأهلية مجدداً.
اجتماعياً نال تعليق على خبر تكوين فريق كرة القدم “النسائي” الأول ببلاد، الفريق الذي يحظى بدعم اجتماعي كبير وسط مجتمع محافظ مثل المجتمع الصومالي، باعتبار أن “المرأة الصومالية” باتت تشكل نحو 40% من المكون الاجتماعي والسياسي في الدولة.
كذلك لم تفت التهديدات الأمريكية بتطبيق عقوبات على معرقلي العملية الديمقراطية في الصومال، في إشارة إلى “الانتخابات” التي تعرضت للتأجيل أكثر من مرة، وحديث مجموعة من الناشطين ومرتادي المواقع الاجتماعية بأن “الصومال” دولة صاحبة سيادة والحديث عن الانتخابات شأن داخلي أكثر من كونه إقليمياً أو دوليا وعلى الولايات المتحدة الأمريكية الكف عن التدخل في شؤون الغير وإن امتلكت القرار.
مما سبق لم يغب صراع أطراف الحكومة الصومالية عن المشهد استناداً على الوقوع في دائرة المحاور الإقليمية التي كثيراً ما يراها الصوماليون، وخاصة السياسيين والنشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، بأنها خصمت من السيادة الوطنية للدولة وقرارها، مستدلين على ذلك بزيارات كل من الرئيس عبدلله فرماجو لدولتي قطر وتركيا، ومؤخراً زيارة رئيس الوزراء محمد روبلي لدولة الإمارات العربية، ما يؤكد وقوع رجال الدولة الصومالية في فخ أجندات المحاور.
سياسياً كانت العلاقة مع إثيوبيا محط تداول للعديد من ملاك صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك، واتساب، انستجرام” وما ورد على لسان وزير الخارجية الصومالي الأسبق بأن حكومة بلاده انحازت لصالح إثيوبيا على حساب “مصر” برفضها شحنة من المساعدات الصحية المصرية بإيعاز من إثيوبيا، هو ما دفع بتوجيه أصابع الاتهام لحكومة الرئيس عبدالله فرماجو بإقحام البلاد في صراع جديد ما بين دولتين لحساب إثيوبيا، وضرورة توضيح ما يحدث وعلى مجلس الشعب الاستفسار عن مدى صحة هذه المعلومات.
في المقابل أخذت مبادرة “مدارس تعليم الكبار” في الصومال لمحاربة الأمية حيزاً ورواجاً كبيراً نتيجة لتفاعل المجتمع وعناصر منظمات المجتمع المدني باعتبار أن “التعليم” لا يزال يشكل واحداً من أبرز التحديات التي يعاني منها المجتمع الصومالي جراء اتساع رقعة الحرب والفقر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس