أفريقيا برس – الصومال. وقد سبق للرئيس الفرنسي ماكرون أن حذر من وقوع مجاعة في أفريقيا خلال 12 شهر القادمة بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا. أدى الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية إلى تعطيل إمدادات القمح لإفريقيا، ومن المرجح أن تعمق هذه الأزمة من تفاقم أزمة نقص الغذاء في أجزاء من القارة، بما في ذلك الصومال التي تواجه أسوأ موجة جفاف لها منذ عقود.
وقد تحدث عبد الله نور عثمان مدير مؤسسة هرمود الخيرية التي تقدم المساعدة للمتضررين من موجة الجفاف في مناطق مختلفة من الصومال، عن التبعات التي حملتها الأزمة الروسية الأوكرانية على البلاد.
وقال: “إن التراجع الذي لحق بتجارة القمح سيكون له تأثير كبير على تفاقم أزمة الجفاف، حيث يأتي معظم غذائنا من روسيا وأوكرانيا”. وأضاف السيد عثمان أن تبعات الأزمة ستلاحق الصوماليين لأشهر عديدة قادمة، إذ ستشهد البلاد ارتفاعًا واسعًا بأسعار السلع والمواد الغذائية.
وتستورد الصومال معظم قمحها من مصر التي تستورد بدورها 85 في المائة من الموارد الغذائية من روسيا وأوكرانيا التي تعانيان من الحرب القائمة. وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الغذاء في العالم، حيث تصدر كلتاهما حوالي 12 في المائة من إجمالي المواد الغذائية الأساسية في العالم.
ويعد البلدان أيضًا رائدان في إنتاج القمح الذي تعتمد عليه الدول الأفريقية بشكل كبير. خاصة في منطقة شرق إفريقيا، التي تلبي معظم احتياجاتها من القمح عبر الاستيراد من الدول الغربية، بينما تشكل نسبة وارداتها من القمح الروسي والأوكراني 90 في المائة.
أفريقيا. . من أكبر المتأثرين سلبًا بالحرب وأضاف السيد عثمان: “إن العالم اليوم مترابط للغاية، ما يحدث في موسكو سيؤثر على مقديشو، وهو ما يفسر التبعات التي لحقت على الصومال في مجال الطاقة والغذاء”.
وقد كشف الخبراء عن سبب آخر لتعطل سلسلة التوريد، وهو أن 15 في المائة من العاملين في مجال الشحن هم روسيين وأوكرانيين. وقد تسببت الحرب بتقييد نشاط هؤلاء العاملين ما انعكس بدوره على حركة توزيع البضائع.
ومن المرجح أن تؤثر الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي لا يعرف أمد لها على السلاسل التوريد من دول مثل أوكرانيا وروسيا ورومانيا، إذ تعد هذه الدول الثلاث من أكبر مصدري القمح في العالم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
