أفريقيا برس – الصومال. يتميز العلم الصومالي بتصميمه الفني الفريد, وبالاشارات الرمزية التي يتمتع بها, فاللون الغالب عليه يتماها مع زرقة السماء والمحيط, والنجمة الخماسية البيضاء تروي سرديات وحدة الأراضي والمناطق الصومالية المختلفة.
بينما قد تأخذنا الرومانسيات الوطنية بعيدا الى الوراء قليلا, وتعصف بنا ذكريات الزمن الجميل, إبان حقبة التحرر وطرد المستعمر الغاصب, كان لزاما علينا أن نسلط الضوء على شخصيات صومالية نادرة لم تنصفها الذاكرة الجمعية كثيرا.
حاجي محمد عوالي ليبان, عالم ومثقف صومالي, شارك في بناء الصومال ما بعد الاستعمار, هو مصمم العلم الصومالي في عام 1954م.
كان حاجي محمد كغيره من جيل الرواد الصومالي شغوفا بالصومال الكبير, ووحدته الترابية, وسيادة الدولة الصومالية دون تنازل عن شبر من الوطن الغالي.
لا تذكر السجلات التاريخية الكثير من المراحل المبكرة عن حياة العالم الصومالي حاجي, فثقافة التوثيق ما زالت حديثة العهد وفي أدوارها الأولية في الصومال, ناهيك عن ما حصل من إتلاف لكثير من الوثائق المهمة خلال الحرب الأهلية الصومالية.
تذكر إحدى المراسلات المحفوظة في أرشيف وزارة الخارجية الأمريكية لعام 1963م حديثا جرى بين دبلوماسي أمريكي حول مواقف القادة الصوماليين آنذاك المتمسكة بوحدة الأراضي الصومالية, والتي اقتطع الإستعمار الأوربي وضمها الى كل من كينيا وإثيوبيا.
الدبلوماسي الأمريكي حض حاجي محمد على إظهار بعض اللين والتخفيف من حدة تلك المواقف مع جيران الصومال, إلا أن حاجي محمد لم يظهر أي اهتمام لأفكار الدبلوماسي وطلب منه أن تضغط الحكومة الأمريكية على كينيا وإثيوبيا عوضا عن ذلك.
وعمل حاجي محمد في الحكومات الصومالية المتعاقبة الى عام 1963, وتقلد منصب رئيس الديوان الرئاسي في الحكومة الوليدة بعيد الإستقلال.
لم يشارك حاجي محمد في الحكومة العسكرية التي قادها الجنرال الإشتراكي محمد سياد بري, ولكنه احتفظ بعلاقات جيدة معها دون تقلد أي منصب رسمي.
وفي عام 1991م, قامت مليشيات مسلحة كانت تنضوي تحت لواء الجنرال محمد فارح عيديد والذي كان من قادة العمل المسلح للإطاحة بحكومة سياد بري بطرد واخراج حاجي محمد من العاصمة مقديشو خلال الاشتباكات القبلية هناك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
