عام المعجزة والضيافة العربية ونهاية جدل القرن!

15
عام المعجزة والضيافة العربية ونهاية جدل القرن!
عام المعجزة والضيافة العربية ونهاية جدل القرن!

أفريقيا برس – الصومال. رغم مرورها كالحلم السريع، مثل قطار العمر الذي يمضي بنا بنفس السرعة الجنونية، إلا أن سنة 2022، كانت مليئة بالإثارة والأحداث العالمية الساخنة، بدأت بحرب روسيا على أوكرانيا في أواخر شهر الحب، وتوابعها على الدول الكادحة وملف الطاقة في أوروبا، وانتهت بإبهار وإمتاع بصري على الأراضي القطرية، تجلى في تنظيم أعظم وأجمل نسخة لكأس العالم في التاريخ. وفي هذا التقرير، دعونا نستعرض معا أبرز الأحداث الكروية والرياضية على مدار العام المنقضي. صدمة الكان

بعد فترة من التضارب والغموض حول مصير بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، تمكنت الكاميرون من استضافتها في بداية العام، بمشاركة تاريخية واستثنائية من قبل المنتخبات العربية، تمثلت في حضور 7 من الدول الناطقة بلغة الضاد في أفريقيا، في مقدمتهم عمالقة الشمال مصر، والجزائر، والمغرب، وتونس إلى جانب السودان وموريتانيا وجزر القمر، ما ساهم في ارتفاع سقف التوقعات، ببقاء اللقب في قبضة أحد المنتخبات العربية، بعد إنجاز الجزائر في نسخة القاهرة 2019، بيد أن الواقع جاء بنتائج صادمة، بداية بكابوس الخروج المبكر لحامل اللقب منتخب الجزائر، مكتفيا بنقطة واحدة جمعها من 3 مباريات في الدور الأول أمام ساحل العاج وغينيا الاستوائية وسيراليون، ومعه المنتخب الموريتاني، الذي لم يتمكن هو الآخر، من حجز مقعدا ضمن أفضل ثوالث المجموعات، بتجرعه من مرارة الهزيمة في مبارياته الثلاث أمام مالي وغامبيا وتونس، وبالمثل ودع المنتخب السوداني، البطولة من دور المجموعات، بحصوله على نقطة واحدة من مبارياته في المجموعة الثالثة، التي كانت تضم مصر ونيجيريا وغينيا بيساو.

في المقابل، استحق منتخب جزر القمر، لقب المفاجأة السارة في الكان، بنتائجه وعروضه الجريئة، أبرزها اختبار التأهل لدور الـ16، بالفوز الدرامي على المنتخب الغاني بنتيجة 3-2، ولولا كثرة الغيابات أمام البلد المنظم، لما خسر معركة التأهل للدور ربع النهائي، فيما توقفت مسيرة نسور قرطاج أمام دابتهم السوداء، منتخب بوركينا فاسو في ربع النهائي، كما هو الحال مع الجار المنتخب المغربي، الذي خرج من نفس الدور على يد منتخب الفراعنة، ليبقى العالمي محمد صلاح ورفاقه في البطولة حتى اليوم الختامي، بعد إقصاء الأسود غير المروضة من الدور نصف النهائي، ليضربوا موعدا مع المنتخب السنغالي في المباراة النهائية، لكن النهاية لم تكن سعيدة، بخسارة فرصة معانقة الكأس للمرة الثامنة، بلعنة ركلات الترجيح. أفراح وأحزان

مع انتهاء الربع الأول للعام، بلغت الإثارة ذروتها في المرحلة النهائية في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022، وكانت الأمنيات والتوقعات، أن يشهد المونديال الشرق الأوسطي، مشاركة تاريخية للمنتخبات العربية، بعد ضمان الأخضر السعودي المشاركة في مجموعته في آسيا، بجانب مقعد البلد المنظم، وهو بالفعل ما كان سيحدث في أواخر مارس / آذار، بعد البشرى السارة في مواجهات جولة الذهاب، بنتائج أقل ما يُقال عنها جيدة جدا للرباعي العربي المغرب، وتونس، والجزائر ومصر، بتعادل أسود أطلس خارج قواعدهم مع جمهورية الكونغو بهدف للكل، وفوز نسور قرطاج على مالي في عقر دارها بهدف موسى سيساكو بالنيران الصديقة في مرماه، بنفس النتيجة التي حققها محاربو الصحراء أمام الكاميرون على ملعب “غابوما”، والفراعنة على أسود التيرانغا في القاهرة، هنا تضاعفت الآمال والتوقعات، أن يتحطم الرقم القياسي، بمشاركة 4 منتخبات عربية في نسخة روسيا 2018، لكن في الأخير، لم تجر الأمور كما كان مخططا لها، بخروج بطعم العلقم لرجال المدرب جمال بلماضي، الذين وضعوا قدما في الدوحة، بعد هدف أحمد توبة قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بدقيقتين، ثم استفاقوا على كابوس إيكامبي في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وكان ذلك تزامنا مع موقعة “الليزر”، التي خسرها المنتخب المصري، بسلوك مُشين من قبل الجماهير السنغالية، تجلى في إيذاء لاعبينا بتسليط أجهزة الليزر على أعينهم، طوال المباراة بوجه عام، وفي لحظات تنفيذ ركلات الترجيح، ما كانت أشبه بالضربة السنغالية القاضية لملوك القارة السمراء، بعد حسم نهائي الكان بنفس الطريقة في فبراير / شباط.

وفي المقابل، حقق المنتخب المغربي الهدف المنشود، باستعراض قوته المفرطة على منتخب هيكتور كوبر في إياب “مركب محمد الخامس”، برباعية اقتصادية مقابل هدف، أما المنتخب التونسي، فقد اكتفى بالتعادل السلبي مع المنتخب المالي، ما ضمن للمنتخبات العربية 4 مقاعد مونديالية للمرة الثانية على التوالي. معجزة المغرب

كما نقول بالدارجة العربية “كان ختامه مسكا”، بنجاح المنتخبات العربية في تحقيق أفضل نتائج في تاريخ مشاركاتهم في نسخة واحدة، وكانت البداية بالهتاف الذي تحول إلى أسلوب عالمي في التشجيع “ميسي وينه؟”، تلك المقولة الخالدة، التي ابتكرها مشجعو المنتخب السعودي بعد افتراس ليونيل ميسي وأصدقائه في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة، ما اعتبرت في وقتها، أعظم لحظة عربية في تاريخ كأس العالم، قبل أن تتوالى المفاجآت والأحلام، من نوعية تعادل تونس مع الدنمارك بدون أهداف، والفوز التاريخي على حامل اللقب المنتخب الفرنسي، ثم بمعجزة القرن الجديد، بالنتائج والعروض المذهلة التي حققها المنتخب المغربي، منذ تعادله مع كرواتيا في افتتاحية مجموعة الموت، مرورا بترويض الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي بثنائية نظيفة، وتبعه بانتصار مقنع على كندا في مباراة كسر عقدة دور المجموعات، نهاية بالحلم الجميل، الذي عاشه الجميع من المحيط إلى الخليج، برؤية منتخب عربي على نفس مستوى وجودة عظماء أوروبا وأمريكا الجنوبية، بالطريقة التي فرض بها احترامه على الكبير قبل الصغير، بعد إقصاء إسبانيا من دور الـ16 من علامة الجزاء، ثم ما تبقى من المنطقة الأيبيرية منتخب البرتغال، في حضرة الهداف التاريخي لكرة القدم كريستيانو رونالدو، وكما نقول وسنظل نرددها للأجيال القادمة، لولا الأخطاء التحكيمية المثيرة للريبة في مباراة الدور نصف النهائي أمام المنتخب الفرنسي، لكانت كتيبة الأسطورة وليد الركراكي، هي الطرف الثاني في نهائي “لوسيل”، لكن في كل الأحوال، سيبقى الوصول إلى المربع الذهبي في حد ذاته، أفضل وأعظم إنجاز عربي وأفريقي في كأس العالم، بعبارة أخرى، وفي رواية أخرى، المعجزة التي فتحت باب الأمل لتحقيق ما هو أفضل في قادم المواعيد، وهو الطمع في الكأس والميدالية الذهبية. جدال القرن

على سيرة مونديال 2022، لاحظنا في ردود الأفعال، أن تتويج ليونيل ميسي بالكأس، جعله يضرب عصافير بالجملة بحجر واحد، أبرزها إفحام كل من يشكك في وضعه في مقارنة مع أسطورة القرن الماضي دييغو أرماندو مارادونا، بتكرار ما فعله الأخير في المكسيك 1986، بتقمص دور البطولة المطلقة وصناعة الفارق بموهبته الخارقة، والأهم بالنسبة للبولغا، قتل ما يُعرف بـ”جدل القرن”، بشأن صراعه مع الغريم الأزلي كريستيانو رونالدو على اللقب الشرفي “الأفضل في كل العصور”، والذي يُعرف في عالم التواصل الاجتماعي باختصار “الماعز”، صحيح الدون كان سباقا في حواره مع الإعلامي بيرس مورغان، قبل أيام من ركلة بداية كأس العالم، بأن رأيه في نفسه لن يتغير أبدا، بصرف النظر عما سيفعله البرغوث في البطولة، معتقدا أن ما حققه من إنجازات وبطولات وأرقام قياسية، يثبت بشكل عملي، أنه الأفضل في التاريخ، لكن البعض يرى أن هذه المعادلة أو النظرية قد تبدلت تماما بعد فوز الأرجنتين بالمونديال، أو بالأحرى بعد توثيق صورة ليو بالبشت العربي الأصيل، ليكون اللاعب الوحيد في التاريخ الذي ختم اللعبة بالمعنى الحرفي، بحصوله على كل البطولات الممكنة سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، بمعنى أكثر وضوحا، اللاعب الوحيد الذي جمع بين كل البطولات الجماعية الكبرى والجوائز الفردية المرموقة، محطما خرافة ذاك المتخاذل، الذي يظهر بنسخة مرعبة على مستوى الأندية، والعكس بقميص راقصي التانغو، بقيادة منتخب بلاده لثنائية الكوبا أميريكا وكأس العالم، إضافة إلى بطولاته المحلية والقارية مع برشلونة وما يصنعه مع باريس سان جيرمان منذ وصوله إلى “حديقة الأمراء” في صيف 2021، وهو ما لم يحققه صاروخ ماديرا، الذي اكتفى باليورو ولم ينجح في فك شيفرة كأس العالم، ولا حتى أي لاعب آخر منذ اختراع اللعبة في أواخر القرن قبل الماضي، وفوق ما سبق، أصبح البولغا، الأوفر حظا لنيل جائزة “البالون دور” للمرة الثامنة في تاريخه، وبالتبعية سيوسع الفارق مع الدون إلى 3 جوائز.

الأهلي وسيطرة الأسود بعيدا عن المنتخبات، حافظ نادي القرن في أفريقيا، النادي الأهلي المصري، على مكانه شبه الدائم، في مواضيع الحصاد الكروية، بإنجازه التقليدي في بداية العام، بحصوله على المركز الثالث والميدالية البرونزية في مونديال العالم للأندية، الذي أقيم في دولة الإمارات، تزامنا مع بطولة أمم أفريقيا، ما حرم العملاق القاهري من نصف قوامه الرئيسي، المتواجدين مع المنتخب المصري في كأس الأمم الافريقية، بجانب تفشي لعنة الإصابات بين النصف الآخر، ومع ذلك، أثبت أن مقولة “الأهلي بمن حضر”، ليست مجرد شعار تتفاخر به الجماهير في كل مكان، بل حقيقة وصفة متوارثة في جينات أبناء “مختار التتش”، والدليل انتصاره الصادم على مونتيري المكسيك، بتشكيل رئيسي أغلبه من لاعبي الصف الثاني وصغار السن استعان بهم المدرب السابق بيتسو موسيماني من فريق الشباب، ولولا فارق الخبرات مع بالميراس البرازيلي، وتأخر وصول العناصر الأساسية من الكاميرون، لضربوا موعدا مع تشلسي في النهائي، لكن في الأخير، حقق الفريق ما فاق توقعات وأحلام أكثر المتفائلين، بتجاوز الهلال السعودي، برباعية كاسحة، كانت قابلة للزيادة إلى الضعف على أقل تقدير، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ليحافظ كبير المنطقة وأفريقيا على مكانه في المركز الثالث في مونديال الأندية، وذلك للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، لكن ما أفسد خطة الأهلي للهيمنة على منصات التتويج في الماما أفريكا للعام الثالث على التوالي، هو ذاك الرجل، الذي كان حديث العالم طوال شهر المونديال، وليد الركراكي، الذي قاد فريقه السابق الوداد، لوقف سيطرة غول القارة على لقبه المفضل دوري أبطال أفريقيا للمرة الثالثة تواليا، بالفوز عليه في نهائي “مركب محمد الخامس” بثنائية نظيفة.

وعلى سيرة المغرب ووليد الركراكي، فقد أثبتت التجارب والنتائج، أن النجاح المدوي في كأس العالم، لم يكن ضربة حظ أو من قبيل الصدفة، وذلك بعد سيطرة فرق الأسود على القارة السمراء طولا وعرضا، بفوز الوداد بعصبة الأبطال من جانب، ونهضة بركان بكأس الكونفدرالية (الاتحاد الافريقي) بعد تغلبه على أورلاندو بايريتس من جانب آخر، ما ساهم في إقامة أول مباراة سوبر بالنكهة المغربية الخالصة.

حتى على صعيد الكرة النسائية، نجح ما يُعرف منتخب “اللبؤات”، في التأهل الى نهائيات كأس العالم النسوية للمرة الأولى، التي ستقام في نيوزيلندا وأستراليا هذا العام، في إنجاز غير مسبوق للصحوة النسوية في المغرب، مثل إنجاز سيدات الجيش الملكي، بتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا النسائي، كأول لقب قاري نسائي يزين الخزينة المغربية، بعد اكتساح الزعيمات فريق صن داونز الجنوب أفريقي برباعية بلا هوادة، ناهيك عن نجاح فريق الفوتسال تحت قيادة هشام الدكيك، من نوعية التتويج بكأس القارات التي أقيمت في تايلند، بجانب البطولة العربية، وغيرها من النجاحات والقفزات، التي تعكس الطفرة التي تعيشها الكرة المغربية في وجود العراب فوزي لقجع، ونفس الأمر ينطبق على المملكة العربية السعودية، التي تسير بخطى ثابتة نحو الطريق الصحيح، بتطور ملموس في كل عناصر اللعبة، ضمن مكاسب الدوري المصنف الأقوى والأفضل في الشرق الأوسط، بهذا الكم الهائل من خبراء التدريب والمحترفين أصحاب المواهب والكفاءات العالية من كل الجنسيات، الذين ساهموا في تحسين جودة اللاعبين السعودي، بالطريقة التي جعلت الهلال يحتكر دوري أبطال آسيا مرتين في آخر 3 سنوات، ثم الصورة المبشرة التي بدا عليها الأخضر السعودي في المونديال القطري، بالأخص أول مباراتين أمام الأرجنتين وبولندا، قبل أن تخور القوى في اللقاء الأخير أمام المكسيك. ريمونتادا الريال

في أوروبا، كان ريال مدريد، يمارس هوايته القديمة المفضلة، بالسطو على كبار أوروبا، الواحد تلو الآخر، في رحلته نحو معانقة كأس دوري أبطال أوروبا الرابعة عشرة في تاريخه، وفعلها بعد سلسلة غير مسبوقة من “الريمونتادا”، بدأت بمعاقبة باريس سان جيرمان بهاتريك الحكومة كريم بنزيما في الشوط الثاني في إياب دور الـ16، ثم رد الدين القديم لتشلسي، بقلب الطاولة على توماس توخيل في إياب دور الـ16، بالفوز بنتيجة 5-4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، بعد إلغاء قاعدة احتساب الهدف خارج القواعد باثنين، وتبعه مواطنه الإنكليزي مانشستر سيتي، بسيناريو أكثر جنونا في الدور نصف النهائي، بهزيمة في ذهاب “الاتحاد” بنتيجة 4-3، وعودة مذهلة في الدقائق الأخيرة بثنائية رودريغو، بعد تقدم رياض محرز بالهدف الأول في قلب “سانتياغو بيرنابيو” في الدقيقة 73، قبل أن يأتي الدور على لاعب العام كريم بنزيما، ليسجل هدف الصعود إلى المباراة النهائية، لتكرار مواجهة نهائي 2018 أمام ليفربول، حيث كانت المشاركة الأخيرة لكريستيانو رونالدو بالقميص المدريدي، قبل انتقاله إلى يوفنتوس، ورغم أن أغلب التوقعات كانت تصب في مصلحة فريق يورغن كلوب، الا أن كتيبة كارلو أنشيلوتي، نجحت في تطبيق المقولة المأثورة “النهائيات تُحسم ولا تُلعب”، بفوز غير معبر عن أحداث وسير المباراة، بهدف نظيف من إمضاء فينيسيوس جونيور، في المقابل تصدى تيبو كورتوا لأكثر من 3 فرص محققة بنسبة 100%، ليخرج الريال من حملة 2021-2022 بثنائية “الليغا والكأس ذات الأذنين”، إلى جانب الكأس السوبر المحلية والأوروبية، بعد فوزه على فرانكفورت الألماني بثنائية نظيفة مع انطلاق الموسم الجديد، بينما في باقي الدوريات الأوروبية الكبرى، ظل مانشستر سيتي محافظا على لقب البريميرليغ للموسم الثاني على التوالي، وهناك في ألمانيا لا صوت يعلو فوق بايرن ميونيخ على مدار العقد، بينما في إيطاليا، فكان لقب جنة كرة القدم من نصيب ميلان للمرة الأولى منذ عقد من الزمن.

وفي فرنسا، استعاد باريس سان جيرمان لقبه المفضل الليغ1، بعد مفاجأة ليل في نسخة 2020-2021. روسيا والإنفاق التاريخي من الأحداث المهمة، التي مرت علينا في عام 2022، ما حدث مع كرة القدم الروسية، بتجميد نشاط كل الأندية والمنتخبات التابعة للاتحاد الروسي لكرة القدم، ضمن حزمة العقوبات الغربية، المفروضة على موسكو، جراء الحرب الشعواء على أوكرانيا، وهذا تسبب بالتبعية في حرمان المنتخب من فرصة القتال على تأشيرة اللعب في المونديال من خلال الملحق الأوروبي، ونفس الأمر للأندية التي حرمت من اللعب في دوري أبطال أوروبا وباقي المسابقات القارية، والشيء المثير، أنه بالرغم من التبعات الاقتصادية العنيفة على الدول، بسبب الحرب المستمرة حتى وقت كتابة هذه الكلمات، إلا أن سوق انتقالات اللاعبين في إنكلترا، لم يطرأ عليها أي تغيير سلبي، بل حدث آخر ما كان متوقعا، بوصول حجم الإنفاق لأكثر من مليار جنيه إسترليني، متجاوزا بذلك الرقم القياسي المسجل باسم سوق الانتقالات الصيفية والشتوية لموسم 2017 / 2018، مدفوعا بمساهمة الملاك الجدد للأندية والعقود المحسنة للبث التليفزيوني، التي أدت في النهاية لتحطيم الرقم القياسي المسجل للإنفاق على السوق في نافذة واحدة، بما يعادل 1.92 مليار بعملة المملكة المتحدة، منها أكثر من ربع مليار، أنفقها مالك تشلسي الجديد، لتجديد دماء الفريق بصفقات من العيار الثقيل، وتبعه مانشستر يونايتد بصفقة قُدرت بنحو 202 مليون بنفس العملة، منها أكثر من 80 مليون لشراء عقد البرازيلي أنتوني من أياكس أمستردام، كثاني أغلى صفقة في تاريخ النادي بعد الفرنسي بول بوغبا، الذي كبد الخزينة نحو 89 مليون لنقله من يوفنتوس في صيفية 2016.

نهاية كوكب التنس انهمرت دموع عشاق لعنة الأمراء التنس، لحظة إعلان الأسطورة روجر فيدرر، اعتزاله اللعب نهائيا، بعد مباراة الزوجي، التي خاضها بجانب غريمه الأزلي رافايل نادال في كأس لايفر، في مشهد عاطفي، لخصته صور نادال وهو يجهش بالبكاء، حزنا على ما وصفه “رحيل جزء مني”، بعد سنوات من المنافسة التي جعلتهما يتبادلان الجلوس على عرش اللعبة البيضاء لفترات طويلة، انتهت بتقاعد كوكب التنس، وفي أرشيفه 20 لقب غراند سلام و28 لقب ماسترز، و6 كأس ماسترز، ولا ننسى أيضا إنجازات أسطورة نساء العرب أنس جابر، التي حققت ما يمكن وصفه بالإنجازات الخارقة على مدار العام المنصرم، مثل وصولها لنهائي بطولتي غراند سلام، ويمبلدون وأمريكا المفتوحة، وقبلها ربحت بطولة مدريد المفتوحة بعد الفوز على الأمريكية جيسيكا بيغولا، وأيضا بطولة برلين بعد انسحاب منافستها السويسرية بيليندا بنسيتش في الدور النهائي بسبب الإصابة، وكذا المصرية ميار شريف، استطاعت أن تحقق قفزات كبيرة على مدار هذا العام، اكتملت بدخولها قائمة أفضل 50 لاعبة في تصنيف المحترفات.

وفي رياضة كرة اليد، سيطر الترجي التونسي على البطولات العربية والأفريقية، إثر تتويجه بالبطولة العربية للأندية البطلة على حساب الزمالك، وببطولة أفريقيا للأندية البطلة على حساب نفس المنافس المصري، ما مكنه من التأهل لمونديال العالم للأندية، تلك البطولة التي شهدت إنجازا عربيا، بوصول النادي الأهلي المصري إلى المربع الذهبي، وحصوله على المركز الرابع، بعد انتهاء مغامرته الجريئة بالخسارة أمام كيلسي البولندي في مباراة تحديد المركز الثالث، أما بطولة كأس أمم أفريقيا، فكانت من نصيب المنتخب المصري، بعد انتصاره على الرأس الأخضر بفارق 12 هدفا، هذه تقريبا كانت أبرز المشاهد والأحداث الرياضية على مدار العام.
كل عام وأنتم جميعا بخير.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here