أفريقيا برس – أرض الصومال. كشف علماء دنماركيون أسراراً جديدة عن أضخم قرد عاش على الأرض على الإطلاق، وذلك بعد استخدامهم تقنية جديدة لتحليل بقايا أسنانه التي عثر عليها قبل أعوام.
ووفقاً لدراسة نشرت على موقع “ساينس أليرت”، فقد أكد العلماء، الذين ينتمون لجامعة كوبنهاغن في الدنمارك، أن هذا القرد الذي يطلق عليه “جيجانتوبيثيكاس بلاكي”، ينتمي إلى فصيلة الأورانغوتان (إنسان الغاب)، وكان طوله يبلغ ثلاثة أمتار تقريباً في حين تخطى وزنه الـ600 كيلوغرام، وهو ضعف وزن الغوريلا.
وأشار العلماء إلى أنهم استطاعوا التوصل لهذه النتائج وتحديد مواصفات هذا القرد، الذي يعتقدون إلى حد كبير أنه كان أنثى، بعد استخدامهم لتقنية جديدة تعتمد على تحليل “تسلسل البروتين” في أسنان القرد، أي تحليل تسلسل الحمض الأميني للبروتين الموجود في هذه الأسنان.
وقد قاموا بالتأكد من كونه الأكبر على الإطلاق بعد مقارنة هذا التسلسل البروتيني بذلك الموجود لدى القرود التي تعيش في الوقت الحالي، كما أشاروا إلى أنه عاش قبل نحو مليوني عام، وأنه يمكن أن يكون قد انقرض نتيجة للتغيرات البيئية والمناخية التي شهدتها المنطقة.
ويعد الحصول على تسلسل البروتين من حفرية عمرها مليوني عام أمراً نادراً، إن لم يكن غير مسبوق، الأمر الذي يبعث الأمل على تطبيق الشيء نفسه على البشر لدراسة تطورهم خلال فترات زمنية طويلة.
وتم العثور على عينة أسنان “جيجانتوبيثيكاس بلاكي” في عام 1935 داخل كهف في الصين، وقد أكد العلماء وقتها أنه القرد الأكبر على الإطلاق إلا أنهم لم يتمكنوا على الحصول على تفاصيل أوسع عن صفاته الأخرى وأسلافه.
في حين أن السجلات الأحفورية لا تستطيع أن تخبرنا بشكل قاطع عن سبب انقراض نوعها، فإن تحديد وقت اختفائها يمكن أن يساعد الباحثين على تضييق نطاق فترات التغير البيئي والسلوكي التي توازي انقراضها.
تقول كيرا ويستواي، عالمة التاريخ الجيولوجي في جامعة ماكواري، والتي شاركت في قيادة الدراسة مع ينغكي تشانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم: “من دون تأريخ قوي، فنحن ببساطة نبحث عن أدلة في الأماكن الخطأ”.
كشفت التحليلات أنه قبل وفاة “جيجانتوبيثيكاس بلاكي”، وبحلول وقتها، تحولت غابات جنوب الصين من الظروف التي تناسب “جيجانتوبيثيكاس بلاكي” جيدًا، مثل الغابات الكثيفة ذات الغطاء المظلي الثقيل، والمياه الوفيرة، والفاكهة الوفيرة، إلى ظروف أكثر جفافًا، وكذلك احتراق الأراضي العشبية.
ظهرت على أسنان “جيجانتوبيثيكاس بلاكي” علامات الإجهاد المزمن مع اقتراب الأنواع من نهايتها، كما أصبح نظامها الغذائي أقل تنوعًا مع انفتاح الغابات وجفافها. تضاءلت أعداد هذا النوع من القردة وتقلص النطاق الجغرافي لها.
على الرغم من أن هذا التغير البيئي كان مصيريًا بالنسبة لـ “جيجانتوبيثيكاس بلاكي”، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك الكثير لنتعلمه من قصته حول مرونة الحيوانات المهددة بالانقراض في مواجهة تغير المناخ، في الماضي والمستقبل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس