أفريقيا برس – أرض الصومال. أكد خبراء أن توجه الدول العربية والأفريقية لتنويع شراكاتها وفتح نوافذ أكبر مع الصين وروسيا، يسهم في تعزيز التنمية وتجويد شروط التفاوض مع الغرب، دون تحول كامل في العلاقات الاستراتيجية.
وتشارك العديد من الدول العربية والأفريقية في منتدى التعاون الصيني – الأفريقي الذي يعقد في العاصمة الصينية بكين، في الفترة من الرابع من سبتمبر/أيلول وحتى السادس من الشهر نفسه، في إطار تعزيز التعاون والانفتاح بشكل أكبر على دول الشرق.
يأتي منتدى التعاون الصيني – الأفريقي تحت عنوان “العمل معا لدفع التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك”، وسيشهد مشاركة العديد من قادة وزعماء الدول الأفريقية.
وشاركت العديد من الدول العربية والأفريقية العام الماضي، في القمة الروسية-الأفريقية الثانية يومي 27 و 28 يوليو في مدينة بطرسبورغ الروسية على الرغم من ضغوط الغرب، واعتمد إعلان ختامي شمل جميع مجالات التعاون.
أرقام مهمة
وخلال يومي القمة والمنتدى، اتخذت روسيا عدة خطوات لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية. وأعلن الرئيس بوتين إطلاق برنامج مساعدات للرعاية الصحية بقيمة 1.2 مليار روبل للبلدان الأفريقية. كما أعلن عزم موسكو على مساعدة الدول الأفريقية في تطوير قطاع الطاقة.
في الإطار، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري تشيرنيشينكو ارتفاع التبادل التجاري بين روسيا والصين في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 4.8% مسجلا 113 مليار دولار.
كما وصل حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الأفريقية في 2022 إلى قرابة 18 مليار دولار، بينما حققت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا رقما قياسيا بلغ 282.1 مليار دولار في عام 2023.
في الإطار، قال منذر ثابت، المحلل الاستراتيجي التونسي، إن الدول العربية والأفريقية، تحاول تنويع شراكاتها في إطار “الحياد”، بما يعزز من اقتصادها وفرص التنمية.
وأضاف أن الدول الأفريقية والعربية سعت لفتح نوافذ بشكل أكبر على روسيا والصين، لكن ذلك لا يعني تحول كامل في العلاقات الاستراتيجية، أو قطيعة مع الغرب.
ويرى أن هذا التوازن بين الشرق الذي يمثل المعارضة للهيمنة الأمريكية، وحلف الناتو، يعود بالنفع على المنطقة العربية والأفريقية، كما ينعكس على فرص التنمية والاستثمار والتجارة، كما يمكنها من هامش تجويد شروط التفاوض مع الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن الصراع الدولي يقع بعضه على الأرض الأفريقية.
ويرى أن الصراع بين الشرق والغرب، لم يصل إلى مستويات عليا حتى الآن، لكنه يعرف بعض الأشكال غير المباشرة، كما هو الحال في المنطقة الأفريقية، ما يعني أن الصراع يتخذ بعض الأشكال المتعددة، والأنماط العنيفة.
من ناحيته قال البرلماني السابق، والاقتصادي التونسي، حاتم المليكي، إن العالم أصبح أكثر انفتاحا على المستوى الاقتصادي، والمبادلات التجارية، دون أن يعني ذلك بالضرورة وجود تحالفات سياسية حقيقية وراء البعد الاقتصادي.
وأضاف أنه بعد أزمة كورونا وقع تنظيم العديد من القمم والمنتديات شاركت فيها الدول الأفريقية، وتنوعت هذه القمم بين الشرق والغرب.
وتابع: “من جهة أخرى العديد من الدول الأفريقية تعيش حالة عدم استقرار، بما يجعل من السهل استقطاب قياداتها من طرف القوى الدولية، ولكن لا أعتقد أن ذلك يؤدي بالضرورة لتغيير جذري في التحالفات الدولية، وهذا لا يعني التقليل من دور الصين على المستوى الدولي فهي في كل الحالات طرف اقتصادي أساسي”.
وخلال القمة الروسية الأفريقية 2023، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الدول الأفريقية ذات سيادة وإرادة مستقلة، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعي الاستقطاب في الصراعات القائمة، وذلك خلال كلمته في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية بمدينة سان بطرسبورغ.
وأضاف السيسي أن قمة “روسيا – أفريقيا” تأتي في ظرف دولي بالغ التعقيد، ومُناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن خلال القمة، أن بلاده أسقطت ديونا للدول الأفريقية بقيمة 23 مليار دولار وستخصص نحو 90 مليون دولار إضافية من أجل التنمية.
وقال بوتين خلال القمة “الروسية – الأفريقية”: “تشارك روسيا أيضًا في الجهود المبذولة لتخفيف عبء ديون البلدان الأفريقية”.
وتابع: “حتى الآن بلغ إجمالي الديون التي شطبناها 23 مليار دولار، وبحسب الطلبات الأخيرة الواردة من البلدان الأفريقية، سنخصص أكثر من 90 مليون دولار للتنمية”.
فرص واعدة لمجموعة “بريكس”
وانضمت بعض الدول العربية والأفريقية إلى مجموعة “بريكس” أخيرا، وأصبحت روسيا، في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، رئيسة مجموعة “بريكس”، وتعمل في رئاستها الحالية للمجموعة تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالمي العادل”، وتنظم روسيا كجزء من رئاستها للمجموعة، أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي في البلاد.
وتشكلت مجموعة “بريكس” من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لكن في الآونة الأخيرة أعربت 23 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى التحالف الاقتصادي.
وفي الأول من يناير 2024، انضمت مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أعضاء جددا كاملي العضوية في “بريكس”.
وتعد “بريكس” من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، وتمثل المجموعة نحو 30 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس