خبراء يحذرون من الدعم الغربي للجماعات المسلحة في أفريقيا

5
خبراء يحذرون من الدعم الغربي للجماعات المسلحة في أفريقيا
خبراء يحذرون من الدعم الغربي للجماعات المسلحة في أفريقيا

أفريقيا برس – أرض الصومال. حذر خبراء من دعم غربي للجماعات المسلحة في المناطق الأفريقية التي خرجت منها فرنسا، في محاولة للإبقاء على المنطقة مشتعلة وضعيفة.

وقال خبيران إن بعد العواصم الأفريقية تتحين الفرصة لتحقيق تطلعات شعوبها الرافضة للهيمنة الفرنسية والغربية بشكل عام، الأمر الذي يتفادى الغرب بقيادة فرنسا في المنطقة تحققه، من خلال إثارة التوترات والفوضى في المنطقة عبر الجماعات المسلحة، وكذلك عبر الدعم الأوكراني للجماعات المسلحة والإرهابية في منطقة الساحل.

في الإطار دعت مالي والنيجر وبوركينا فاسو، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته بشأن دعم أوكرانيا للإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، مؤكدين أن هذه الأعمال التخريبية تهدد استقرار منطقة الساحل وحتى القارة الأفريقية.

وجاء في رسالة مشتركة وجهها وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي دولة سيراليون، أن “وزراء الخارجية يدينون بشدة الدعم العلني، الذي تقدمه حكومة أوكرانيا للإرهاب الدولي، لا سيما في منطقة الساحل”.

قطع العلاقات مع أوكرانيا

وأعلنت النيجر، في 6 أغسطس الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، بأثر فوري، وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أمادو عبد الرحمن، في بيان متلفز: “قررنا قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، بأثر فوري. الحكومة في النيجر علمت بالتصريحات التخريبية وغير المقبولة، التي أدلى بها المتحدث باسم الاستخبارات (العسكرية) الأوكرانية.

من ناحيته يقول العابد مصطفى البشير مفوض لجنة حقوق الإنسان بتشاد، إن أبرز المجموعات في المنطقة هي حركة “فاكت”، التي قتلت الرئيس الراحل، إدريس ديبي.

وأضاف أن منتسبي الحركة من إقليم واحد، وهي العقبة التي لم تستطع الجبهة تجاوزها، رغم تعاطف البعض معها.

مجموعات أقل تأثيرا

ولفت البشير إلى أن بعض المجموعات الأخرى، أقل تأثيرا ولا تمتلك أي رؤية للاندماج مع بعضها، دون أي مشروع للتغيير.

وشدد على أن فرنسا دائما حاضرة في المشهد، وتقف وراء تحريك الأحداث في تشاد، كما أنها متوجسة من التناغم الروسي-الأفريقي، إضافة للاهتمام الكبير بزيارة الرئيس التشادي لموسكو، كما هو الحال بالنسبة لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للعاصمة التشادية، التي أثارت شكوك باريس المنزعجة بالأساس من التقارب، وتنتامي محور “مالي، بوركينا فاسو، النيجر”، الذي يمثل تطلعات أفريقيا ورغبتها في التخلص من هيمنة فرنسا.

عواصم تتحين الفرصة

ويرى المفوض أن أنجمينا تتحين فرصة مناسبة، لتلتقي توجهات الحكومة مع تطلعات الشعب الرافض للهيمنة الفرنسية، الأمر الذي يمكن التوقع معه تحريك الجماعات المسلحة التي تستغل الفراغ الأمني في ليبيا.

بشأن آليات المواجهة الحالية، يرى الحقوقي التشادي، إن هناك ضرورة لتنسيق قوي مع الجهات المختصة في ليبيا، والمراقبة الجيدة للحدود مع دول الجوار.

فيما يقول الخبير والأكاديمي التشادي، إسماعيل محمد طاهر، إن هناك تنظيمات متعددة في المنطقة، لكن حركة “الفاكت” بقيادة مهدي علي محمد، تأتي في مقدمة الحركات، تليها حركة “المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية”، الذي أسسه محمد حسن، الذي اعتقل في النيجر، ورحل إلى تشاد.

اشتباكات حدودية

وأضاف طاهر أن اشتباكات وقعت قبل أيام بين الجيش الليبي، وعناصر مسلحة لا تنتمي للحركات التشادية، لكنها مجموعات تتواجد منذ سنوات في هذه المناطق، مستفيدة من معادن الذهب في المناطق.

وأوضح الأكاديمي أن بعض الحركات مدعومة من أطراف ليبية، وتتأثر بالحراك السياسي والأمني في ليبيا، إذ تستثمر بين فترة وأخرى من قبل بعض الأطراف الليبية، خاصة في ظل الحواضن الاجتماعية. ولم يستبعد استغلال هذه المجموعات من أطراف خارجية أخرى.

وأشار إلى أن هذه الحركات غير قادرة على مواجهة الطيران الليبي، والتسليح الحديث، في ظل ضعفها وقلة تسليحها، ما يعني أن التنسيق بين دول الجوار قادر على دحر هذه المجموعات وإزالة خطرها من المنطقة.

خروج مذل لفرنسا

وفقدت فرنسا العديد من الحلفاء خلال السنوات الأخيرة، إذ خسرت باريس قواعدها في أفريقيا الوسطى عام 2021، ومالي بعد انقلاب عام 2022، وبوركينا فاسو مطلع العام الجاري، بالإضافة للنيجر.

وفي السنغال يوجد نحو 350 فرنسيا في قاعدة عسكرية في العاصمة دكار، فيما يوجد نحو 300 عسكري فرنسي في جزيرة مايوت القمرية، بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى منها، جيبوتي، حيث توجد قاعدة عسكرية فرنسية بتعداد 1500 جندي كجزء من اتفاقية عام 1977، يرى الخبراء أنها قد تتعرض للمصير نفسه.

الأمر ذاته في ساحل العاج، حيث يبلغ عدد جنود باريس في قاعدتها هناك نحو 900 جندي في مدينة أبيدجان، بالإضافة إلى نحو 370 جنديا فرنسيا في قاعدة في العاصمة الغابونية ليبرفيل.

بعد خروجها من مستعمراتها عام 1960، احتفظت فرنسا بعلاقات قوية بمستعمراتها السابقة في أفريقيا، وأبقت على علاقة ثقافية واقتصادية خاصة مع دول غرب أفريقيا الـ14، وهي ضمن مجموعة “إيكواس”.

بعد إنهاء الاحتلال فرضت فرنسا اتفاقيات مجحفة، إذ تضخ الدول 85% من احتياطاتها النقدية الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي، ولا تستطيع الحصول إلا على 15% منها، تضخ أفريقيا بالتالي ما يعادل 500 مليار دولار سنويا، وفق العديد من التقارير والمصار المفتوحة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس