هل يؤثر اتفاق الصومال وإثيوبيا على مصر؟

4
هل يؤثر اتفاق الصومال وإثيوبيا على مصر؟
هل يؤثر اتفاق الصومال وإثيوبيا على مصر؟

أفريقيا برس – أرض الصومال. في خطوة وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”التاريخية”، أعلنت كل من إثيوبيا والصومال عن اتفاق برعاية تركية لإنهاء الخلافات بينهما والتعاون في مشاريع استراتيجية. ويشمل الاتفاق، الذي تم الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة، جمع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى جانب أردوغان، منح إثيوبيا منفذاً بحرياً عبر الحكومة الصومالية، وهو ما يُعتبر نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين. ومع هذا التطور، تثار تساؤلات عدة حول انعكاسات الاتفاق على الأوضاع الإقليمية، خصوصاً على مصر، التي تُعد لاعباً رئيسياً في القارة الإفريقية وتراقب عن كثب التحركات الإثيوبية والتركية في المنطقة.

وللمزيد من المعلومات، يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي.

كيف يغير الاتفاق بين إثيوبيا والصومال، الذي تم بوساطة تركية، التوازن الاستراتيجي في شرق أفريقيا من منظور مصر؟

لم تُعلن مصر حتى الآن عن رأيها في اتفاق المصالحة بين الصومال وإثيوبيا بواسطة تركيا. ولكن من غير المحتمل أن يؤثر هذا الاتفاق على التوازن الاستراتيجي، لأن الاتفاق، وفقًا لآراء الخبراء، قد تم بإجراء تفاهمات مع مصر. خاصةً أن العلاقات المصرية التركية في تحسن منذ عدة أشهر، وبالتالي فإن أي اتفاق تم في رأيي يكون قد أبرم بناءً على تفاهمات بين الأطراف المعنية.

ما هي الآثار الاقتصادية المحتملة لوصول إثيوبيا إلى ميناء بحري من خلال الصومال على إيرادات قناة السويس المصرية؟

نعم، الآثار الاقتصادية المحتملة لوصول إثيوبيا إلى ميناء بحري في صومالي لاند قد تؤثر على إيرادات قناة السويس بالتأكيد. لكن من المحتمل أن يتم إجراء دراسات وافية في هذا الشأن للنظر في تلك الآثار، وبالتالي قد تدرس مصر هذا الموضوع بعناية شديدة.

هل يمكن لهذا الاتفاق بين إثيوبيا والصومال أن يؤثر على ديناميكيات المفاوضات الجارية حول سد النهضة الإثيوبي الكبير مع مصر؟

لا شك أن مصر لها دور استراتيجي ومحوري في استقرار القرن الأفريقي، وبالتالي من مصلحة تركيا، قبل إثيوبيا والصومال اللذين وقعا الاتفاقيات، أن تراعي مصالح مصر بشكل كبير. خاصة وأن الدور المصري قد يكون له تأثير قوي، ولا يقبل بالتالي أي تأثير سلبي على مصالحه. أما بالنسبة لإثيوبيا، فمفاوضات سد النهضة مستمرة منذ فترة طويلة، وهي تراوغ في هذه المفاوضات. إلا أنها تحاول إرضاء مصر بطريقتها الخاصة، دون التأثير على حصة مصر من المياه، على الرغم من أن هذه الحصة قد تأثرت فعلاً.

كيف يجب على مصر تعديل سياستها الخارجية للاستجابة لتزايد نفوذ تركيا في القرن الأفريقي؟

بالتأكيد يجب أن يكون هناك تغير واضح في السياسة الخارجية لمصر، بحيث تراعي وتتكيف مع تزايد نفوذ تركيا في القرن الإفريقي. وبالتالي، يجب على مصر اتخاذ الخطوات اللازمة في سياستها الخارجية، خاصة وأن الاتفاق الأخير بين إثيوبيا والصومال تم بمباركة أمريكية ومن بروكسل وبعض الدول الأوروبية. وبالتالي، هناك مخاوف كبيرة وتغيرات كبيرة تحدث في المنطقة. ولا شك أن هذه التحذيرات والمخاوف تحيط بمصر، ومن هنا تأتي الضرورة القصوى للقيادة المصرية لمراعاة هذه الظروف والمخاوف.

ما هي المخاطر الأمنية المحتملة لمصر بناءً على حصول إثيوبيا على منفذ بحري من خلال الصومال؟

المخاطر الأمنية هي أن هذا المنفذ قد يتحول إلى قاعدة عسكرية إثيوبية في صومالي لاند. صحيح أن صومالي لاند غير معترف بها دوليًا، إلا أن المصالحة التي تمت برعاية تركية تعطي لإثيوبيا مباركة من السيادة الصومالية ومن الرئيس حسن شيخ أحمد. وبالتالي، فإن مصر تأخذ هذه المخاطر الأمنية في الحسبان، حيث تمتلك مصر قوة عسكرية قادرة على الردع في أي وقت.

كيف يمكن لمصر أن تستغل علاقاتها التاريخية مع الصومال لموازنة نفوذ إثيوبيا وتركيا في المنطقة؟

الفترة المقبلة يمكن أن تدرس مصر تأثير تلك المصالحة، وإن كانت في مظلتها العامة هي استقرار القرن الأفريقي أو ما يُسمى اتفاقًا تاريخيًا للرخاء والتنمية وليس لإحداث قلاقل في المنطقة أو التأثير على سيادة مصر أو أمنها. وبالتالي، يمكن أن تكون المسألة متفق عليها أو بمباركة مصرية. وفي حال لم يكن هذا، قد تتخذ مصر إجراءات أخرى للتحسب لأمنها واستقرارها.

ما الخطوات التي يجب على مصر اتخاذها لضمان بقائها كلاعب رئيسي في الإقليم بعد هذا الاتفاق؟

الخطوة المهمة هي أن تظل مصر لاعبًا رئيسيًا ومحوريًا في المنطقة. ورغم أن هذا الدور قد تضاءل إلى حد كبير في الفترة السابقة، خاصة مع القلاقل الدولية ودخول الولايات المتحدة كلاعب رئيسي، بالإضافة إلى التغيرات الجغرافية وتقسيم بعض الدول مثل سوريا، إلا أن هناك مخاوف متزايدة في المنطقة. يجب على مصر أن تتحسب جيدًا لهذه التحديات، بما في ذلك الخوف من التقسيمات المحتملة لبعض الدول الأخرى في الفترة المقبلة. مصر تتخوف من التأثيرات الناتجة عن ما يُسمى “صفقة القرن”، التي كانت بمثابة إملاءات وليست خيارات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس