بعد حادثة جزيرة “دهلك”.. هل تتعرض المصالح الإسرائيلية في أفريقيا للتهديد؟

11
بعد حادثة جزيرة
بعد حادثة جزيرة "دهلك".. هل تتعرض المصالح الإسرائيلية في أفريقيا للتهديد؟

الهضيبي يس

أفريقيا برس – أرض الصومال. نُفذت هجمات عسكرية على جزيرة دهلك الإريترية أسفرت بدورها حسب وسائل إعلام اسرائيلية عن مقتل أحد ضباط القاعدة التي كانت تستغل من قبل تل أبيب في الجزيرة لاغراض حربية.

وتعتبر جزيرة “دهلك” من أكبر الجزر الإريترية المحاذية لحدود المياه الإقليمية بين اليمن وارتريا في منطقة البحر الأحمر حيث قامت إسرائيل خلال العام 2013 باستئجار “دهلك” من الحكومة الإريترية وتحويلها لقاعدة عسكرية تهدف إلى تأمين ممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب.

بدورها فتحت أزمة “غزة” في فلسطين الباب امام احتمالات متوقعة من بينها تعرض المصالح الإسرائيلية بمنطقة القرن الأفريقي للتهديد خاصة تلك التي لها علاقة بحركة الملاحة البحرية عند مناطق المحيط الهندي، والبحر الأحمر في جيبوتي، ارتريا، كينيا.

ما يعني كذلك أن الحرب الإسرائيلية، الفلسطينية هذه المرة لن تقف عند حدود منطقة الشرق الأوسط وبلاد الشام مما سيكون لها ابعاد ومآلات، ربما تتحمل فيها القارة الأفريقية قدرا من قيمة الفاتورة العسكرية، والإنسانية معا.

وتؤكد الباحث في شؤون القارة الأفريقية فاطمة العاقب لـ “أفريقيا برس” أن المصالح الإسرائيلية في أفريقيا باتت كبيرة خاصة الاستثمارية فخلال العام 2023 ضخت تل أبيب مأيفوق (3) ترليون دولار لصالح إنفاذ مشاريعها الاقتصادية في 5 دول بمنطقة شرق أفريقيا.

وتشير العاقب انه في سبيل الحفاظ على هذه المصالح الاقتصادية ستقوم إسرائيل بدعم بعض الدول الأفريقية بالسلاح من بينها ارتريا باعتبار أن استراتيجية تل أبيب منذ العام 2019 للقارة الأفريقية بنيت على التوسع الاقتصادي، والسياسية بغرض قطع الطريق أمام أي تحركات تقوم بها دول تركيا، إيران، الصين.

علاوة عن بحث إسرائيل عن أسواق جديدة لبيع منتجاتها من السلاح، لذا فإن المتوقع مستقبلا بأن تتوجه تل أبيب نحو أفريقيا في العام 2024 بحثا عن تعزيز اقتصادها عن طريق الاستثمار في بعض مجالات الموارد الخام، وقطعا لن يتم ذلك من دون تطوير المجال السياسي.

ويوضح الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس” بأن التواجد الإسرائيلي بأفريقيا استند على مفهوم التوسع خلال 15 عام الماضية بزحف نحو الدول الأفريقية الاقل نموا مثل ارتريا ولديها موارد غير قادرة على تسخيرها لصالح تنمية الدولة ومواطنيها كما يحدث الآن عندما ابرمت اسمرة اتفاقيات مع تل أبيب استغلت من خلالها إسرائيل 3 جزر ارترية تطل على البحر الأحمر وقامت بتحويل جزيرة “دهلك” لقاعدة عسكرية.

ويضيف النقر أن جميع ماسبق يظل يهدف إلى تحقيق المسعى الإسرائيلي في وجود موطئ قدم لها إقليميا، ودوليا وأنها صاحبة إمكانيات بلعب أدوار بحماية الأمن والسلم الدوليين، بينما تل أبيب من المتوقع بأن تقوم بوضع خطة لحماية نفسها ومصالحها العسكرية، والاقتصادية في منطقة البحر الأحمر، ودول شرق أفريقيا بحلول العام 2024.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس