قضية التطبيع مع “اسرائيل” بعد أحداث غزة هل أضحت في مهب الريح؟

2
قضية التطبيع مع
قضية التطبيع مع "اسرائيل" بعد أحداث غزة هل أضحت في مهب الريح؟

الهضيبي يس

أفريقيا برس – أرض الصومال. وجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود انتقادات لاذعة للكيان الإسرائيلي على غرار الانتهاكات التي ظلت تقوم بها بحق المواطنين الفلسطينيين بمنطقة غزة أسفرت حتى الآن عن مقتل آلاف الأشخاص، واصفا ما يحدث من اجتياح بحري بالمسعى الإسرائيلي للابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني جاء ذلك وفقا لخطاب كان أمام أعمال القمة الإسلامية بمدينة الرياض قبل اسبوع.

بينما انتقد رئيس إدارة أرض الصومال، موسى بيحي عبدي، دعم الدول الغربية لما تقوم به إسرائيل في غزة، وانتقد بشكل خاص الحكومتين الأمريكية والبريطانية.

وسلط بيحي الذي كان يتحدث في هرجيسا في احتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لإنشاء قوة الشرطة في أرض الصومال الضوء على الخسائر المأساوية في أرواح الفلسطينيين، حيث تم الإبلاغ عن سقوط 9.500 شخص 70% منهم من الأطفال والنساء.

وأعرب بيهي عن قلقه العميق إزاء التطورات الأخيرة، وكشف عن تعرض ثلاثة مستشفيات، إحداها مملوكة للأمم المتحدة للقصف، مما أدى إلى مقتل 200 شخص. وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي كان في إسرائيل خلال هذا الوقت، مما يؤكد على خطورة الوضع.

وكانت وسائل إعلام اسرائيلية ذكرت أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود خلال زيارة له إلى دولة الإمارات في شهر مأيو الماضي تطرق أثناء لقائه بعدد من المسؤولين الإماراتيين إلى قضية التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي جوبه بحملة شعبية اجبرت الحكومة الصومالية على التراجع، والتأكيد التام على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية خاصة ما بعد وقوع أحداث “غزة” والعمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل وهي تظل تتعارض مع ألاعراف والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.

ويشير الباحث في شؤون قضأيا شرق أفريقيا الرشيد محمد أحمد في تصريح لموقع “أفريقيا برس” أن مساعي إسرائيل تجاه الدول النامية باتت مكشوفة مستخدمة وسائل ضخ الشركات الراسمالية التي تنشط على مر الوقت في التنقيب عن الموارد الطبيعية، مصحوبة بوعود سياسية، واقتصادية تتصل لتمويل عدة مشاريع.

ويؤكد الرشيد أن معظم الصفقات التي تقودها إسرائيل بمنطقة شرق أفريقيا تم التخطيط لها عن طريق وكلاء بالمنطقة نفسها، بينما الصومال كدولة برغم ما تمر به من هشاشة الأوضاع الاقتصادية، والأمنية نتيجة لفعل الحرب ليس من السهولة احداث أي علاقة بينها “وإسرائيل” باعتبار ما تتمتع به من طبيعة اجتماعية ستعجل بمواجهة ما بين الشعب والحكومة حال اقتضت السلطة الحاكمة الذهاب نحو التطبيع.

ويوضح الكاتب الصحفي عبدالعليم الساري في تصريح لموقع “أفريقيا برس” أن قضية التطبيع بين الصومال، وإسرائيل كانت وما زالت تتعرض فيها” مقديشو “لضغوط على مر الوقت مستغلة فيها حلفاء تل أبيت مجمل الأوضاع الداخلية التي تمر بها الصومال.

وزاد الساري بأن “إسرائيل” ومنذ سنوات قد رسمت لنفسها برنامج خاص للتوسع نحو أفريقيا باستهداف دول منطقة دول وسط وشرق أفريقيا تحديدا، باعتبار أن تلك الدول تتمتع بممرات البحر الأحمر، وخليج عدن وهي المناطق التي تنشط فيها معظم التحركات الأيرانية، وحلفائها عند مضيق باب المندب ما يتطلب التعاطي مع هذه المنافذ بشكل اكبر كما فعلت من قبل مع “ارتريا” عندما قامت باستئجار جزر تطل على منطقة البحر الأحمر وحولتها لقواعد عسكرية كانت محط استهداف عقب اندلاع الحرب الاخيرة على “غزة” من قبل الحوثيين باليمن.

وعليه فإن “إسرائيل” رسمت لنفسها استراتيجية لتأمين وضعها المستقبلي، هدفها الأساسي تحقيق قدر من المكاسب الداخلية على حساب وضعها الخارجي فكانت مجموعة اتفاقيات “الإبراهيمي” مع دول الخليج العربي والآن هي تمضي نحو أفريقيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس