واشنطن “أمام فرصة” لتقويض إمبراطورية فاغنر في أفريقيا

17
واشنطن
واشنطن "أمام فرصة" لتقويض إمبراطورية فاغنر في أفريقيا

أفريقيا برس – أرض الصومال. أكد تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست أن الولايات المتحدة أمام فرصة “لا يجب أن تغفلها” للحد من نفوذ جماعة فاغنر وتقويضها في الدول الأفريقية.

وأفاد بأن العالم يتابع آثار تمرد جماعة فاغنر وزعيمها، يفغيني بريغوجين، ضد موسكو، ولكن هذا لا يعني من تقليل أهمية هذه المجموعة العسكرية ودورها لخدمة مصالح روسيا في أفريقيا.

ويثير التمرد، الذي لم يدم طويلا، تساؤلات حول مستقبل شبكة العمليات العسكرية والتجارية الواسعة التي تنفذها المجموعة في أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى وأجزاء أخرى من أفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى.

وتتواجد قوات تابعة لمجموعة فاغنر في كل من: مالي وليبيا والسودان وبوركينا فاسو وتشاد.

ويقترح أن على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، استغلال الفرصة لـ”اقتلاع قبضة روسيا في القارة الأفريقية، خاصة في الدول الساحلية”، إذ يمكن لواشنطن البدء بتقديم مساعدات إنسانية طارئة لبوركينا فاسو ومالي حيث تواجهان أزمات إنسانية كبيرة، إضافة إلى ضرورة تعيين مبعوث خاص لمنطقة الساحل الأفريقي والذي ما زال شاغرا بهدف تحديد أولويات الشراكة في المنطقة.

ويتفق محللون على أن تمرد فاغنر قد يمنعه من التوسع في دول جديدة بأفريقيا، إذ أن تمرد بريغوجين على إدارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يعني أن القادة الأفارقة لن يثقوا بزعيم فاغنر أيضا تجاه شراكات معه، بحسب المجلة.

وذكرت تقارير أن أعدادا كبيرة من مقاتلي مجموعة فاغنر رحلوا جوا من جمهورية أفريقيا الوسطى في الآونة الأخيرة، مما أثار تكهنات حول انسحاب المجموعة من البلاد، حيث كانوا يساعدون الحكومة في قمع العديد من حركات التمرد، منذ عام 2018.

وأكد متحدث باسم الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ألبرت يالوك موكبيم، السبت، أن خروج المئات من مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية من البلاد يأتي في إطار تناوب القوات وليس انسحابا.

وقال موكبيم: “إنه ليس رحيلا نهائيا بل تناوبا”، مضيفا في مؤتمر صحفي بالعاصمة، بانجي: “البعض غادر وسيأتي آخرون”.

وقال مصدر عسكري لوكالة رويترز، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن عدة مئات من مقاتلي فاغنر غادروا البلاد في الآونة الأخيرة.

ولم يتضح بعد عدد المقاتلين الذين لا يزالون هناك. ويعتقد أن نحو 1900 من المرتزقة الروس، بعضهم من مجموعة فاغنر، لا يزالون يعملون هناك.

ومن شأن أي إعادة هيكلة لعمليات فاغنر في أفريقيا الوسطى أن يكون لها تداعيات تجارية كبيرة.

وقال محللون لرويترز إن فاغنر حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم ذهب في أفريقيا الوسطى. وفرضت الولايات المتحدة، في يونيو الماضي، عقوبات على شركة هناك من بين شركات أخرى تتضمن واحدة من الإمارات وقالت إن تلك الشركات ضالعة في تمويل شركة فاغنر من خلال تعاملات غير مشروعة في الذهب.

وتؤمن الدفعات التي تتلقاها فاغنر موارد مالية هامة من الدول الأفريقية حيث تقدم خدمات عسكرية، مقابل الحصول على موارد مالية أو الذهب والنفط وحتى الأخشاب، بحسب التحليل.

وعملت قوات فاغنر في ليبيا، منذ عام 2019، لمساعدة القائد العسكري الليبي، خليفة حفتر، في شرقي البلاد في هجومه على طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دوليا، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وقال مراقبون للأمم المتحدة، في عام 2020، إن فاغنر نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا، وذكرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لمقاتلي فاغنر هناك.

وأدارت فاغنر أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية جنوبي طرابلس، مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم.

كما تنتشر قوات تابعة لها حول حقول نفط كبرى، ويقول باحثون لوكالة رويترز إن لها مصالح تجارية في ليبيا تشمل إنتاج الطاقة وشبكات تهريب محلية.

وتقول موسكو ومالي في تصريحات رسمية إن مقاتلين روس هناك ليسوا مرتزقة، بل مدرِّبين يساعدون القوات المحلية في التصدي لمسلحين متشددين شنوا تمردا منذ عشر سنوات.

واستولى قادة مالي على السلطة في انقلاب، عام 2021، واستدعوا مجموعة فاغنر بعد أن طلبوا مغادرة بعثة عسكرية فرنسية.

وقالت رويترز، في عام 2021، إن الحكومة تتعاقد مباشرة مع فاغنر وتدفع نحو 10.8 مليون دولار شهريا مقابل خدماتها.

ويقول دبلوماسيون ودول غربية إن فاغنر ضالعة في تعدين الذهب ونشر معلومات مضللة وتدبير مكائد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في السودان لدى محاولة روسيا التأثير على مجريات الأمور قبل وبعد الإطاحة بعمر البشير، في عام 2019.

ولموسكو علاقات مع طرفي صراع اندلع، منذ 15 أبريل، في السودان، لكن يعتقد أن فاغنر تحافظ على صلاتها بقوات الدعم السريع وليس الجيش.

ونفت فاغنر أنها تعمل في السودان، قائلة إن أفرادها لم يعد لهم تواجد هناك منذ أكثر من عامين وإن ليس لها دور في المعارك.

لكن الولايات المتحدة اتهمت فاغنر، في مايو، بتزويد قوات الدعم السريع بصواريخ أرض-جو “مما ساهم إطالة أمد نزاع مسلح لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس