أرض الصومال.. هل تنهي العلاقة بين بيكين ومقديشو؟

23
أرض الصومال.. هل تنهي العلاقة بين بيكين ومقديشو؟
أرض الصومال.. هل تنهي العلاقة بين بيكين ومقديشو؟

الهضيبي يس

أفريقيا برس – أرض الصومال. كادت أن تتسبب رئاسة أرض الصومال “صوماليالاند” – الإقليم الباحث عن الاعتراف الدولي بانفصال عن الصومال بنشوب خلافات ربما تصل حد القطيعة ما بين الحكومة الصومالية – ودولة الصين الشعبية بعد زيارة قام بها الرئيس موسى بيهي عبدي قبل أيام إلى تايوان. فقد قام “بيهي” بتوقيع 12 اتفاقية مع الحكومة التايوانية تعددت ما بين الاقتصادية، والعسكرية، والتنموية. وهو الأمر الذي أثار حفيظة “الصين” الحليف الاستراتيجي للصومال وعدد من دول شرق أفريقيا.

بينما لفتت العلاقة المتزايدة بين أرض الصومال، وما بين تايوان أنظار القيادة الصينية على الفور؛ حيث إنها يمكن أن تعطي العاصمة تايبيه معقلاً في منطقة القرن الأفريقي، وبالتالي معبرًا إلى القارة كلها؛ حيث لا توجد أيّ دولة تعترف بتايوان في أفريقيا سوى “إيسواتيني”.

وفي أواخر يونيو الماضي من العام 2021 وافقت كلٌّ من الصين والصومال على إجراء دوريات بحرية مشتركة في منطقة البحر الأحمر، حيث يقول مراقبون إن ذلك يأتي في إطار محاولة الجانبين لاحتواء الأهمية الجيواستراتيجية المتصاعدة لأرض الصومال “صوماليالاند”، وبعد ذلك بأسابيع أرسلت الصين سفيرها في الصومال كين جيان إلى هرجيسا الذي فشل في مقابلة الرئيس بيهي، والذي وصلت محادثاته مع تايوان إلى مرحلة متقدمة.

ويمكن أن يعزز ذلك القرار أرض الصومال بأن تستضيف قريبًا قاعدة عسكرية تايوانية ومكتب تمثيل لها في البلاد. وفي لقاء آخر تم في السادس من أغسطس لعام 2021 ظهر السفير جيان مع مسؤولين ودبلوماسيين كبار آخرين من بكين. حيث وافقت الصين على تمويل عددٍ من المشروعات التنموية وافتتاح مكتب اتصال في العاصمة “هرجيسا” بشرط أن يقطع بيهي علاقته بتايوان.

ويشير الكاتب الصحفي الرشيد أحمد إبراهيم في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن كل ما تقوم به حكومة أرض الصومال من تحركات تهدف لتحقيق الاعتراف بنتيجة الاستفتاء الذي جرى في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. ويضيف الرشيد: “حيث تحاول الاستفادة من التناقضات والخلافات الإقليمية والدولية، باعتبار قضية مثل خلافات الصين، وتايوان قد تشكل عامل ضغط بإمكان الاستفادة منه لاستقطاب أحد هؤلاء الأطراف إلى جانب “هرجيسا”، وهو ما قد يضع الحكومة الصومالية في موقف سياسي غاية الحرج باعتبار ما يجمع الصومال، والصين من علاقات وتحالف استراتيجي على مستويات التنسيق المشترك في مجمل القضايا الدولية.

ويوضح الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن زيارة الرئيس موسى بيهي عبدي إلى تايوان قد تكون فرصة في غاية الأهمية لدولة كانت تبحث عن مدخل لها في دولة تطل على البحر الأحمر ونافذة سوق لتصريف منتجاتها الاقتصادية. بينما كسبت أرض الصومال منافساً جديداً لدول كادت أن تبسط هيمنتها على الإقليم، نظراً لما يتمتع به من مميزات “جيوسياسية” وكذلك الموقع الجغرافي والأيدي العاملة. وقطعاً جميع هذه الخطوات حسب عيدي ستؤثر في العلاقة مع حلفاء الصومال من دول مثل الصين، روسيا، وتركيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس