د. كمال جاه الله الخضر
أفريقيا برس – أرض الصومال. أعلن موقع بيزنس إنسايدر Businessinsider.com أنه وفقًا لموقع بسكولرليBscholarly – استشار المنتدى العالمي للتعليم 140 دولة، بما في ذلك 38 دولة إفريقية، لتحديد أفضل أنظمة التعليم القائمة على تنمية المهارات.
وقد استخدم التقرير السنوي العام مقياسًا لكفاءة العمل، بالإضافة إلى مقدار ونوعية التعليم في كل دولة لتحديد معاييره. خلص التقرير إلى أن المعرفة الرقمية، ومهارات التعامل مع الآخرين، والقدرة على التفكير النقدي والإبداعي؛ كلها عوامل يجب أخذها في الاعتبار عند الحديث عن تقييم أنظمة التعليم، وجودة التعليم الذي ينتجه.
والدول الإفريقية الـ10 المشار إليها، تشمل 3 دول عربية شمال الصحراء، هي: تونس (المرتبة الثانية)، والجزائر (المرتبة الخامسة)، ومصر (المرتبة التاسعة). وبقية الدول تقع جنوب الصحراء، وهي: سيشيل (المرتبة الأولى)، (وهي موضوع تركيزنا في هذا المقال)، وموريشيوس (المرتبة الثالثة)، وجنوب إفريقيا (المرتبة الرابعة)، وبتسوانا (المرتبة السادسة)، وكينيا (المرتبة السابعة)، وكيب فيردي (المرتبة الثامنة)، وأخيرًا ناميبيا (المرتبة العاشرة).
ويفسّر التقرير حصول سيشيل على هذه المرتبة في أفضلية التمتع بأفضل نظام تعليمي في إفريقيا؛ بأن سيشيل هي الدولة الإفريقية الأولى والوحيدة، التي تُحقّق هدف اليونسكو المتمثل في “التعليم للجميع” بشكل كامل. وأن النظام التعليمي في سيشيل هو أيضًا النظام الوحيد في إفريقيا، الذي تم تصنيفه ضمن أفضل 50 نظامًا في العالم؛ حيث احتل المرتبة 43 بشكل عام، متقدمًا على أوكرانيا والمجر وروسيا والإمارات العربية المتحدة. وبعد ذلك لا غرو أن تحتل المرتبة الأولى كأفضل نظام تعليمي في إفريقيا، بحصولها على 89.3 نقطة.
وقبل الدخول مباشرة للتعرف على طبيعة نظام التعليم في سيشيل، وأحقية نظامها التعليمي في احتلال قائمة الصدارة إفريقيا؛ يتحتم التعرف على موقعين، لهما صلة مباشرة بخبر تقدم سيشيل تعليميًّا، وهما: موقع بيزنس إنسايدر Businessinsider.com، وبسكولرلي Bscholarly:
أولاً: بيزنس إنسايدر Businessinsider.com: هو شركة، تعمل كمدونة تكنولوجية، تم إنشاؤها عام 2007م، وتطورت عن طاقم مكون من ستة أفراد إلى فريق عالَمي، يُصدر تسع إصدارات بست لغات حول العالم. وتجتهد المدونة لتوسيع تغطيتها لتشمل مجالات جديدة، بناء على شغف جمهورها. كما تجتهد في تزويد جمهورها (يزيد عن 148 مليونًا) ليتجه نحو العمل الجاد، متسلحًا بالمعلومات والإلهام، وبما يحتاجونه للحفاظ على تقدُّم العالم، وتقدُّم حياتهم إلى الأمام([2]).
ثانيًا: بسكولرلي Bscholarly: هو مركز الموارد عبر الإنترنت، تم إنشاؤه لمساعدة الطلاب في جميع أنحاء العالم في مساعيهم الأكاديمية. وقد أنشأ المركز إديه تشوكويميكا صامويل Edeh Chukwuemeka Samuel، وهو مُدوِّن متحمّس من كلية الحقوق بجامعة نيجيريا. وبخلاف كثير من المواقع التعليمية الأخرى، فإن بسكولرلي مصمَّم فقط على نشر أخبار التعليم، وفرص المنح الدراسية والمقالات/ القضايا القانونية والأعمال العلمية من مختلف مجالات الدراسة. ومن الواضح أنه الموقع الأفضل والأكثر موثوقية للطلاب والمعلمين في جميع أنحاء العالم([3]).
وبالرجوع إلى الموقعين (بيزنس إنسايدر وبسكولرلي)، والأنشطة التي يقومان بها؛ يتضح أنهما موقعان موضع ثقة في المجال الذي يعملان به. وأن لهما قاعدة جماهيرية تتابع ما يقومان به من أعمال جليلة في خدمة التعليم، وعملية الترويج له بصورة عامة.
جمهورية سيشيل: نبذة مختصرة عن التشكيلة السكانية واللغوية والدينية:
سيشيل، وتسمى رسميا جمهورية سيشيل، هي دولة (جزيرة) تقع في غرب المحيط الهندي (تحديدًا شمال شرق جزيرة مدغشقر)، مساحتها 172 ميلاً مربعًا (447 كيلو مترًا مربعًا)، وسكانها 105.000 نسمة (تقديرات عام 2024م)، وعاصمتها فكتوريا([4]).
وتُعدّ سيشيل أصغر دولة إفريقية (من حيث المساحة)، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، وصيد السماك، وتصدير أسماك التونة، وتفخر بأعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في إفريقيا. كما تُعدّ سيشيل واحدة من عدد قليل من البلدان في إفريقيا ذات مؤشر التنمية البشرية المرتفع([5])؛ حيث حقَّقت مكانة عالية في مجال التنمية البشرية، وفقًا لتقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2007/8؛ حيث بلغت قيمة مؤشر التنمية البشرية(HDI) 0.843، وتصنيف 50/177 دولة، مما يجعلها أعلى تصنيف بين البلدان الإفريقية([6]).
تتشكل التركيبة السكانية في سيشيل من مزيج ملون ومتناغم من الأعراق المختلفة، التي تنبع من جذور إفريقية وأوروبية وآسيوية، وقد جلبت جميعها شيئًا من عاداتها وأسلوب حياتها إلى الجزر. أما لغويًّا، فتوجد ثلاث لغات رسمية (الإنجليزية، والفرنسية، والكريول). يتحدث الجميع لغة الكريول السيشيلية، وهي نسخة مقتبسة من اللغة الفرنسية في القرن السابع عشر، مع كلمات وتعبيرات إضافية تعود إلى اللغات الإفريقية، واللغة الملغاسية([7])، (لغة جزيرة مدغشقر). والكريولية السيشيلية هي لغة مشتركة، تم ترقيتها إلى مرتبة اللغة الوطنية، وتحظى بالاحترام نفسه، الذي تحظى به اللغتان: الإنجليزية والفرنسية([8])، لغتا الاستعمار الذي تعاقب على سيشيل.
وأما من ناحية الممارسة الدينية في سيشيل؛ فتعد الكاثوليكية الرومانية الديانة السائدة في البلاد، ولكن هناك كنائس إنجليكانية وبروتستانتية، جنبًا إلى جنب مع مجتمعات مسلمة، وهندوسية، وبهائية أصغر حجمًا في: ماهي، وبراسلين، ولاينج([9])؛ وهي الجزر الثلاث الرئيسية المأهولة بالسكان في البلاد.
تاريخيًّا، تم أول نزول مسجل للبشر على أراضي سيشيل غير المأهولة في عام 1609م؛ من خلال رحلة استكشافية لشركة الهند الشرقية البريطانية. وقد طالب الفرنسيون بالأرخبيل في عام 1756م، ولكن سيطر عليه البريطانيون في عام 1810م. وأصبحت مستعمرة للتاج البريطاني في عام 1913م، وجمهورية داخل الكومنولث في عام 1976م (عام الاستقلال). وأصبحت دولة اشتراكية ذات حزب واحد منذ 1979م، وأجرت انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1992م، واعتمدت الدولة دستورًا جديدًا في عام 1993م([10]). وما تزال البلاد تُدَار عبر جمهورية رئاسية.
في السنوات التي أعقبت استقلال سيشيل عام 1976م؛ أضحت تبرز بين نظيراتها من البلدان الإفريقية من حيث التقدم، الذي تُحرزه على جبهة التعليم. كما أنها برزت بوصفها واحدة من أكثر الدول تقدمًا في إفريقيا، ولديها أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في القارة بحلول أواخر عام 2022م. وبعد أن أصبحت دولة ذات دخل مرتفع في دفاتر البنك الدولي عام 2014م، أصبحت الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع في إفريقيا([11]).
إضافةً إلى ذلك، يتمتع شعب سيشيل بأحد أعلى مستويات المعيشة في إفريقيا، كما يتمتع بنظام سخي للحماية الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، والذي يوفّر التعليم المجاني والمزايا الصحية([12]).
هذه معلومات أولية مدخلية عن جمهورية سيشيل، إضافةً إلى أنها مُهمّة تُوضع في الاعتبار لفهم طبيعة هذه الدولة، التي على الرغم من صغر مساحتها، وقلة عدد سكانها، وبُعدها عن جيران مباشرين؛ إلا أنها استطاعت أن تُحرز معدلًا جوهريًّا في مجال التعليم، بل في جودة التعليم، الذي أهَّلها لتكون الدولة الإفريقية الأولى، التي تتمتع بأفضل نظام تعليمي في قارة، تنتمي الغالبية العظمى من دولها إلى العالم الثالث. فما قصة التعليم في هذه البلاد؟ وما النظام التعليمي المتَّبع فيها؟ وما الذي مَيَّز هذا النظام، ليُحقّق هذا النجاح البارز عالميًّا وإفريقيًّا؟
التعليم وقصة استثمار البيئتين الداخلية والخارجية:
التعليم هو أحد الركائز الأساسية، التي تُشكل أساس كل مجتمع. وقد تم الاعتراف بأهميته في جميع أنحاء العالم، باعتباره أحد أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث يركز الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
وبالنظر إلى ذلك، يقع على عاتق الحكومات ضمان توفير هذه الخدمة، والتأكد من أن كل مواطن في أراضيها يمكنه الوصول إليها. حتى لو كان الوضع أفضل بكثير مما كان عليه قبل عقود مضت، ما يزال الناس يواجهون العديد من العوائق، التي تَحُول دون الوصول إلى التعليم؛ مثل: نقص التمويل، أو عدم وجود معلم، أو معلم غير مُؤهَّل، وما إلى ذلك([13]).
إحدى عواقب عدم الحصول على التعليم الجيد تتمثل -من بين أمور أخرى- في ظهور مشكلات اجتماعية؛ حيث إن الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفه، أو لا يتلقون المعلومات المناسبة ليس لديهم الأدوات الصحيحة لتحليل الإيجابيات والسلبيات للأنشطة، التي يتم تطويرها في أراضيهم، وقد لا يفهمون آثارها. وعلى الرغم من ذلك، فقد بدأت العديد من وزارات التعليم في الدول المختلفة في دمج نهج التعليم من أجل التنمية المستدامة في مبادراتها وجهودها لإصلاح التعليم. كما ساعدت اليونسكو العديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية على تنفيذ برنامج العمل العالمي بشأن التعليم من أجل التنمية المستدامة في خطط عملها المدرسية، مع التركيز بشكل خاص على التثقيف في مجال تغيُّر المناخ وإدراجه في التعليم من أجل التنمية المستدامة([14]).
بعد حصول سيشيل على استقلالها من بريطانيا عام 1976م؛ أولت تعليم مواطنيها كل اهتمامها، وقد كان التعليم موضع التركيز الأول في البلاد، وللتدليل على ذلك فقد أصدرت وزارة التعليم السيشيلية وثقية سياسية شاملة تحت شعار: “التعليم من أجل المجتمع الجديد”، تمت الموافقة عليها عام 1985م، أي بعد أقل من عقد من استقلالها، ثم أصدرت لاحقًا وثيقة غاية في الأهمية تحمل عنوان: “سياسة التعليم من أجل مجمتع التعلم”. تضمنت: الرسالة، والمبادئ، والقِيَم، وهيكل النظام التعليمي، وختمت بأهداف التعليم غير الرسمي.
وهاتان وثيقتان تُظهران بجلاء اهتمام الدولة بالتعليم، وحرصها على التخطيط العلمي له. إضافةً إلى ذلك، فقد عملت الدولة بالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي لتنفيذ سياساتها التعليمية في كافة المؤسسات التعليمية في البلاد، مما أهَّلها لاحقًا لأن تُحرز درجات متقدمة إفريقيًّا ودوليًّا في مجال التعليم.
من بين السياسات التعليمية التي اتخذتها سيشيل: أنها قامت بحملة قومية في أواخر الثمانينيات (من القرن الماضي) لتحسين معدل معرفة القراءة والكتابة بين البالغين؛ حيث أقنعت العديد من البالغين بحضور دروس محو الأمية للبالغين، مما أدى إلى تحسين المعدل بشكل كبير بحلول عام 2018م. وفي أوائل التسعينيات (من القرن الماضي أيضًا)، أصبح نظام التعليم المجاني ساري المفعول منذ عام 1981م، وهو إلزامي حتى سن 16 عامًا، ومجانيًّا حتى المدرسة الثانوية حتى سن 18 عامًا.
ويجب على الطلاب دفع ثمن الزي المدرسي، ولكن ليس ثمن الكتب أو الرسوم الدراسية. ويوجد في سيشيل 33 مدرسة عامة منتشرة في جميع أنحاء الجزر الثلاث الرئيسية المأهولة بالسكان. وإضافة إلى ذلك، هناك 3 مدارس خاصة تقدم التعليم الابتدائي والثانوي لأولئك الذين لديهم دخل أعلى. ومنذ سبتمبر 2009م، بدأت الدولة الجزرية الواقعة في المحيط الهندي أيضًا في تقديم التعليم العالي بعد إنشاء جامعة سيشيل([15]).
هذا ويلعب التعليم دورًا مهمًّا في تنمية سيشيل. وقد جعلت حكومة البلاد التعليم أولوية قصوى، واستثمرت فيه بكثافة؛ لضمان حصول كل مواطن على التعليم الجيد. وأدى هذا الاستثمار إلى إنشاء نظام تعليمي، يوفر الفرص للطلاب للتعلم والنمو، وإعدادهم لمهنهم المستقبلية. وقد عزَّز ما يلعبه التعليم من دور في تنمية البلاد، من تبنيها نظامًا تعليميًّا قائمًا على النموذج البريطاني، ويتكون من المستويات الابتدائية والثانوية والتعليم العالي([16]). ولا شك أن النموذج البريطاني من التعليم، يُنْظَر إليه اليوم باعتباره أحد النماذج المتميزة التي يُقتَدى بها في هذا المجال. فقد اشتهر بالتحديث، والتطوير، والتفاعل الإيجابي مع البيئة، ومع الثقافات الخاصة وأصحابها.
وفي السياق ذاته؛ فإن جودة التعليم في سيشيل أمر تفتخر البلاد به؛ حيث تمتلك أحد أفضل أنظمة التعليم في إفريقيا، ويبلغ معدل معرفة القراءة والكتابة فيها أكثر من 95%. وقد استثمرت حكومة البلاد بكثافة في البنية التحتية للتعليم، بما في ذلك بناء مدارس جديدة، وتزويد المعلمين بالتدريب والموارد، وإدخال تقنيات جديدة لتعزيز تجربة التعلم.
علاوةً على ذلك، تتمتع البلاد بنظام تعليم ثنائي اللغة؛ حيث يتم استخدام اللغتين الإنجليزية والفرنسية كلغتين للتدريس. ويؤدي هذا التعرض للغات متعددة إلى إعداد الطلاب للسوق العالمية، وتعزيز مهارات الاتصال لديهم([17]).
وتقف اللغتان: الإنجليزية والفرنسية على قائمة اللغات العالمية المستخدَمة في مجال الإنترنت، وتقانة المعلومات، والتجارة الدولية، والتوظيف عبر القارات، وغير ذلك من المجالات الحيوية، إقليميًّا ودوليًّا.
مراحل نظام التعليم في سيشيل:
نستعرض فيما يلي، باختصار، نظام التعليم المعمول به في سيشيل، مقرونًا ببعض أهدافه، وفقًا لوثيقة “سياسة التعليم من أجل مجمتع التعلم”، التي أصدرتها وزارة التعليم في البلاد([18]):
أولاً: الطفولة المبكرة (3.5- 8 سنوات):
يضع التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الأسس لمزيد من التحصيل والتعلم؛ من خلال ضمان أن الطفل ينمو في احترام الذات، ويكتسب إحساسًا بالهوية الشخصية، ويطوّر السلوكيات الاجتماعية المناسبة والمواقف التعاونية تجاه الآخرين. ويتعامل مع التجارب والمواقف الجديدة بثقة، ويكتسب مهارات التواصل اللفظي الفعَّال، ويتعلم التعبير عن احتياجاته ومشاعره بحرية وبشكل مناسب. وينقّح مهاراته الحركية الكبرى والمهارات الحركية الدقيقة، ويتعلم استخدام حواسه مع التمييز المتزايد كأدوات للتعلم.
ثانيًا: التعليم الابتدائي (7.5- 12 سنة):
إن هدف التعليم الابتدائي هو أن الطفل يجب أن يكتسب معرفة القراءة والكتابة باللغات الوطنية الثلاث، بمستوى يتوافق مع نموّه العقلي وأنماط استخدام اللغات الثلاث في حياته اليومية. واكتساب مستوى من الكفاءة في وسيلة التدريس الرئيسية، يكفي لتلبية متطلبات التدريس والتعلم في المواد الأساسية للمنهج. وأن يكون مجهزًا بالمهارات الحسابية الأساسية في الحساب، وفهم بعض المبادئ الرياضية الأساسية، ولديه القدرة على إصدار أحكام بناءً على فهم النتائج الكمية لبعض الاختيارات/القرارات، التي يتخذها/تتخذها في الحياة اليومية.
ثالثًا: التعليم الثانوي (12- 17 سنة):
إن هدف التعليم الثانوي هو أن يقوم الشباب بما يلي: تطوير المعرفة والمهارات والمواقف المطلوبة في مجالات التعلم الرئيسية، لتعزيز نوعية حياته ومساهمته في المجتمع. وتحقيق معايير عالية التعلم وتنمية الثقة بالنفس واحترام الذات والالتزام بالتميز الشخصي، بناءً على مجموعة إيجابية من القيم. وتطوير القدرة والثقة لاستخدام المعرفة والمهارات المكتسبة من خلال التعليم الرسمي لاتخاذ خيارات وقرارات مدروسة في كلٍّ من المستوى الشخصي والمجتمعي. وتطوير المواقف والكفاءات للتعلم مدى الحياة، ووضع الأسس لمزيد من التعليم والتدريب والتوظيف.
رابعًا: التعليم الإضافي:
وهو الذي يتم تقديمه من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب، ليُمَكِّن الشباب من: الحصول على المؤهلات المهنية/التقنية في المجالات المهنية الأكثر أهمية لتنمية الاقتصاد الوطني. ومواصلة عملية التنمية البدنية والفكرية والأخلاقية، التي بدأت في التعليم العام، وتعزيز التعلم في المواد الأكاديمية الأساسية الحيوية للنجاح في الدراسات المهنية/التقنية. وتوقع مواقف العمل الحقيقية والتكيف معها في بيئة صناعية ديناميكية، من خلال الدورات التي تقدم مجموعات مختلفة من النظرية والخبرة العملية.
خامسًا: تعليم الكبار والتعليم عن بُعْد:
وفيه يتم توسيع الفرص التعليمية إلى ما هو أبعد من نظام التعليم والتدريب الرسمي من خلال برامج التعلم المفتوحة/عن بُعْد، التي ستسمح للشخص بما يلي: تطوير الالتزام النشط بالتعلم مدى الحياة، والسعي إلى التعزيز المستمر لمهاراته الاجتماعية والاقتصادية. والآفاق المهنية من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة لتعلم الكبار. وترقية المهارات المهنية واكتساب مهارات جديدة لتلبية اهتمامات جديدة، أو متطلبات جديدة في الاقتصاد، أو تطورات جديدة في الصناعة والتوظيف، واكتساب/ترقية مهارات الحساب ومعرفة القراءة والكتابة.
سادسًا: تعليم المعلمين والتطوير المهني:
وفيه يتم تحقيق أهداف التعليم من خلال نظام متماسك للتعليم والتدريب قبل وأثناء الخدمة، والذي يُمَكِّن المعلم من إتقان تخصصه (مجالاته)، والتضلع من المعرفة بالموضوعات، والمنهجيات والإجراءات اللازمة للتدريس الفعَّال، فضلًا عن الالتزام تجاه المتعلم والمهنة. وتوظيف مجموعة من إستراتيجيات التدريس المناسبة لعمر الطلاب وقدراتهم واهتماماتهم واحتياجاتهم وخبراتهم ومستوى تحصيلهم، بناءً على فهم شامل لسيكولوجية المتعلمين، والاستخدام الحكيم لتكنولوجيا التعليم.
والحق أن النظام أعلاه يُعرِّف بالنظام التعليمي المعمول به في سيشيل. وعلاوةً على أنه دقيق في إبراز المستهدفين، والأهداف المناط تحقيقها؛ يعكس لنا في محصلته النهائية، أن جميع المواطنين مستهدفون بالتعليم، لا يكاد يشذ منهم أحد. فلا غرو بعد ذلك –بعد تنفيذ العملية التعليمية بنجاح- أن تتقدم الدولة في هذا المجال، وتُحْرز مراتب متقدمة. وقد كان.
من جهة أخرى، ضربت سيشيل مثالًا يُحتذى به في تنفيذ سياسات وبرامج التعليم البيئي بين الدول الجزرية الصغيرة النامية. فمنذ عام 1994م، عندما تم إنشاء نوادي الحياة البرية في سيشيل، عملت البلاد على إيجاد طرق لتوفير المعرفة لمواطنيها فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي البري والبحري، وفرص وقدرات الحفاظ على البيئة.
وقد ساعدت مؤسسة “أنقذوا بحارنا Save Our Seas”، أيضًا، في تمويل العديد من مشاريع التعليم والتوعية بالبيئة البحرية. ويعمل صندوق سيشيل للمحافظة على البيئة والتكيف مع المناخ، أيضًا على بعض المشاريع المتعلقة بالتعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
في ذلك الوقت، كانوا ينفّذون برامج تتعلق بالحفاظ على البيئة البحرية وتلوث المحيطات، والتي لا تهدف فقط إلى تعزيز المعرفة بالبيئة البحرية بين سكانها، ولكن أيضًا إلى زيادة الوعي بآثار التخلص من النفايات في المياه المحيطة بالجزيرة([19]). وهذه مجالات للتعليم، قلما تلتفت إليها الدول الإفريقية المشاطئة للبحار والمحيطات.
لم نتمكن من العثور على تقارير حديثة تتحدث عن إحصاءات للتعليم في سيشيل، ولكن ما عثرنا عليه يعود إلى عام 2018، ووفقًا لهذا التقرير فإن 99% من السكان الذكور والإناث، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا في سيشيل يعرفون القراءة والكتابة. وهذا على قدم المساواة مع المعايير الدولية. وبالمثل، فإن 94% من الذكور و93% من الإناث من السكان، الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق في سيشيل يعرفون القراءة والكتابة. وهذا أقل قليلًا من المعيار الدولي([20]).
وبحسب تقرير 2018 نفسه؛ فإن في المرحلة الابتدائية بلغت نسبة القيد الإجمالية للذكور والإناث 113% و112% على التوالي. أما في المرحلة الإعدادية، فبلغ معدل القيد الإجمالي للذكور والإناث 126% و124% على التوالي. وأما في المرحلة الثانوية العليا، فبلغ معدل القيد الإجمالي للذكور والإناث 63% و75% على التوالي. إضافة إلى ذلك كان حوالي 6% من الأطفال في سيشيل خارج المدرسة بحلول عام 2009م. ووفقًا للبنك الدولي، انخفضت هذه النسبة إلى حوالي 1.4% بحلول عام 2018م. هذا، ووفقًا لمقاييس المنتدى العالمي للتعليم (ستتم الإشارة إليه لاحقًا)، كانت سيشيل الدولة الإفريقية الوحيدة في أعلى المراتب العالمية 50 نظامًا تعليميًّا بحلول عام 2021م([21]).
أسباب نجاح التعليم وتحدياته:
ليس من المنطق أن تأتي النجاحات، التي حققتها جمهورية سيشيل في مجالات التعليم من فراغ، لذلك لا بد من الوقوف على الأسباب الحقيقية التي صنعت تلك النجاحات. ومن ناحية أخرى فإنه من المنطقي أن تنفيذ سياسات التعليم في هذا البلد، والنظام التعليمي المتَّبع فيها، واجَه ويواجه تحديات، يتطلب أيضًا الوقوف عندها، حتى تكتمل الصورة حول التعليم في نجاحاته وتحدياته.
لماذا يُعدّ نظام التعليم في سيشيل ناجحًا جدًّا؟
بعد النجاحات التي حققتها سيشيل في مجال التعليم، على المستويين الإفريقي والدولي، يضحى أمر معرفة الأسباب، التي تقف وراء تلك الإنجازات التعليمية من الأهمية بمكان، لا سيما أننا قد تعرفنا، باختصار على قصة التعليم ونظامه في تلك البلاد، إضافةً إلى الاهتمام والحرص على تحقيق أهدافه، والتوسع في آلياته، علاوةً على اتباع النموذج البريطاني في التعليم، الذي يتصف بالتحديث، والتفاعل الإيجابي مع البيئة، ومع الثقافات الخاصة وأصحابها؛ كما تمت الإشارة من قبل.
ووفقًا لمقاييس المنتدى العالمي للتعليم([22])؛ تتمتع سيشيل بأفضل نظام تعليمي في إفريقيا بأكملها في عام 2021م. وهي الدولة الإفريقية الوحيدة في أفضل 50 نظامًا تعليميًّا عالميًّا. وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل أداء الدولة الجزرية جيدًا على الصعيد الأكاديمي([23]):
أولاً: التعليم المجاني:
وبحسب وكالة أنباء سيشل؛ فإن التعليم في سيشيل مجاني للطلاب حتى سن 18 عامًا. وقد تم تنفيذ هذه السياسة في عام 1978م، واستمرت منذ ذلك الحين. وقد ساعد ذلك في الحصول على اعتراف بنظام التعليم في سيشيل في جميع أنحاء العالم.
ثانيًا: التعليم الإلزامي:
وبحسب المصدر نفسه، فإن التعليم إلزامي للأطفال بعمر 16 سنة. وهذا يجعل اجتياز التعليم الإعدادي هو الحد الإلزامي للمؤهل الأكاديمي في البلاد.
ثالثًا: عدد السكان صغير نسبيًّا:
إن وجود عدد سكان أقل يساعد سيشيل على تنفيذ السياسات، وفرض اللوائح التعليمية. وفقًا لمقياس ورلد ميتر([24]) Worldometers، تحتل سيشيل المرتبة 200 من بين 225 دولة من حيث عدد السكان.
رابعًا: الاقتصاد القويّ:
وفقًا للبنك الدولي، فقد بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في سيشيل 13306 دولارات، وهو أعلى مستوى في إفريقيا عام 2021م. وهذا يسمح للبلاد بتخصيص الموارد اللازمة لجعل التعليم مجانيًّا، وتزويد الأطفال بفرص تعليمية جيدة. وبحسب مقال نشرته صحيفة (الأمة) The Nation في أغسطس 2021م، إحدى وكالات الأنباء في البلاد، فإن سيشيل تنفق ما بين 9 إلى 19% من ميزانيتها على التعليم.
وانطلاقًا من ذلك، يمكن القول: إن أربعة من العوامل الرئيسية تضافرت في تقدم جمهورية سيشيل في مجال التعليم، أولها: مجانية التعليم، وثانيها: إلزاميته، وثالثها: قلة عدد السكان، ورابعها: الاقتصاد القوي للدولة. وإذا كانت المجانية تشجّع عملية التعليم، والإلزامية تفرضه فرضًا، فإن قلة السكان تسهّل عملية التطبيق والمتابعة للعملية التعليمية. ويبقى العامل الأخير وهو الاقتصاد القوي، الذي يفرض نفسه في هذا المجال، إذا أنفقت الدولة بقوة في التعليم، وهذا عينه ما تقوم به سيشيل.
أما فيما يخص التحديات، التي تواجه التعليم في سيشيل؛ فصفوة القول: إنه على الرغم من التقدم الكبير، الذي أحرزه قطاع التعليم في البلاد، إلا أنه ما تزال هناك بعض التحديات، التي تُعيق نموّه. وتتمثل أهم التحديات الرئيسية فيما يلي([25]):
أولاً: نقص المعلمين المؤهلين، وخاصةً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وغالبًا ما يؤدي هذا النقص إلى محدودية الوصول إلى التعليم الجيد لبعض الطلبة.
ثانيًا: ارتفاع تكلفة التعليم العالي، مما يجعل من الصعب على بعض الطلبة متابعة التعليم العالي. وعلى الرغم من أن الحكومة تقدم المنح الدراسية والمساعدات المالية؛ إلا إن هذه الموارد محدودة، ولا يمكن لجميع الطلاب الاستفادة منها.
يتضح مما سبقت الإشارة إليه من تحديات تواجه عملية التعليم في سيشيل؛ أنها تحديات لا تمس الجمهور المستهدف الأساسي في العملية التعليمية، وإنما يتأثر بها قطاع صغير من طالبي الخدمة التعليمية، وغالبًا في نهاية مسارها. وبانفتاح البلاد على غيرها من البلدان؛ تستطيع أن تحل المشكلات الناجمة عن تلك التحديات، بعمل إستراتيجية تستطيع من خلالها استقدام أساتذة، لسدّ النقص في تدريس مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. كما تستطيع من خلالها إيجاد مِنَح مجانية لطلابها في قطاع التعليم العالي، ذي المؤسسات المحدودة في البلاد.
خاتمة:
حاول هذا المقال التعريف، باختصار، بالتعليم ونظامه في جمهورية سيشيل؛ للوقوف على تجربة تصدُّر هذه الجمهورية قائمة أفضل نظام تعليمي في إفريقيا، وورودها ضمن قائمة أفضل 50 نظامًا تعليميًّا على المستوى الدولي. وقد اتضح أن سيشيل استثمرت بيئها الداخلية، التي تستخدم فيها ثلاث لغات، اثنتان منها لغتان دوليتان (الإنجليزية والفرنسية). واستفادت من البيئة الخارجية باتباعها النموذج التعليمي البريطاني، واستقدام معايير دولية للتعليم، وتطبيقها في مؤسسات البلاد التعليمية من أجل جودة التعليم، الذي قطعت فيه شوطًا طويلاً.
كما اتضح أن من بين الأسباب الرئيسية، التي تقف وراء النجاحات التي حققتها سيشيل في قطاع التعليم، الذي استثمرت فيه بكثافة؛ أنها جعلته مجانيًّا وإلزاميًّا، واستفادت من قلة عدد السكان في البلاد، في تجويد عملية تطبيق التعليم، عبر سهولة المتابعة، والإشراف اللصيق. هذا، إضافةً إلى أن البلاد بسبب اقتصادها القوي، لم تدّخر وُسعًا في الإنفاق على العملية التعليمية؛ بحيث جعلتها أولوية في ميزانية الدولة.
واتضح أيضًا أنه على الرغم من النجاحات، التي حققتها البلاد في قطاع التعليم؛ إلا أن هذه العملية تواجه عددًا من التحديات، في مقدمتها: النقص في المعلمين المؤهلين في تدريس بعض المجالات الحديثة، وارتفاع تكلفة التعليم العالي؛ حيث ما تزال البلاد بها عدد أقل من مؤسسات التعليم العالي. ويمكن التغلب على تلك التحديات من خلال شراكات مع الدول الأخرى إفريقيًّا ودوليًّا.
المصادر:
[1] – للاطلاع على تفاصيل الخبر، ينظر إلى: أفضل 10 دول تتمتع بأفضل نظام تعليمي في إفريقيا، على الرابط: https://africa.businessinsider.com/local/careers/top-10-countries-with-the-best-education-system-in-africa/3y6qdpd
[2] – للتعرف على هذا الموقع وأنشطته، انظر الرابط: https://www.insider-inc.com/who-we-are
[3] – انظر الرابط: https://bscholarly.com/about-us/، للتعرف على هذا الموقع، وما يقوم به من أنشطة.
[4]– انظر: مختصر سيشيل في الموسوعة البريطانية، على الرابط:
https://www.britannica.com/summary/Seychelles
[5]– للمزيد من المعلومات، انظر: موقع الكوميسا، على الرابط: https://www.comesa.int/the-republic-of-seychelles/
[6] African Development Bank Seychelles, Gender Socialization in the Home its Impact on Boys Achievement in Primary and Secondary Schools, Novemder 2009, Human Development Department (OSHD). pp 3-4.
[7]– موقع الكوميسا، على الرابط: https://www.comesa.int/the-republic-of-seychelles/، مرجع سابق.
[8]– انظر: الموقع الرسمي لسيشيل، على الرابط: https://www.seychelles.com/aboutus/aboutseychelles
[9]– موقع الكوميسا، على الرابط: https://www.comesa.int/the-republic-of-seychelles/، مرجع سابق.
[10]– انظر: مختصر سيشيل في الموسوعة البريطانية إلى الرابط: https://www.britannica.com/summary/Seychelles، مرجع سابق.
[11]– انظر: إحصاءات عن التعليم في سيشيل، على الرابط: https://zoetalentsolutions.com/education-statistics-in-seychelles/
[12] African Development Bank Seychelles, مرجع سابق، ص. ص 3- 4.
[13] – للمزيد من المعلومات حول التعليم من أجل التنمية المستدامة في سيشيل، يراجع الرابط: https://vlscop.vermontlaw.edu/2021/11/23/education-for-sustainable-development-in-the-seychelles/
[14] – المرجع السابق.
[15] – انظر: سيشيل القطر الأول في إفريقيا الذي يحقق “التعليم للجميع” على الرابط: http://www.seychellesnewsagency.com/articles/473/UNESCO+Seychelles+is+only+country+in+Africa+to+achieve+education+for+all
[16] – التعليم في سيشيل على الرابط: https://www.yolopedia.com/country/seychelles/education
[17] – المرجع نفسه.
[18] Education for A Learning Society, Policy Statement of the Ministry of Education, Seychelles Mission, p.p. 9-14.
[19] – انظر: التعليم من أجل التنمية المستدافة في سيشيل، على الرابط: https://vlscop.vermontlaw.edu/2021/11/23/education-for-sustainable-development-in-the-seychelles/، مرجع سابق.
[20] – إحصاءات عن التعليم في سيشيل إلى الرابط: https://zoetalentsolutions.com/education-statistics-in-seychelles/، مرجع سابق.
[21] – المرجع نفسه.
[22]– يعد المنتدى العالمي للتعليم (EWF)، الذي يُعقَد سنويًّا في لندن، أكبر مؤتمر لوزراء التعليم والمهارات في العالم. ويقدم الحدث ثلاثة أيام من الأفكار والإلهام من رواد التعليم الرائدين وصانعي السياسات وخبراء التعليم، مع العديد من الجلسات التي يقدمها وزراء التعليم أنفسهم كجزء من تقييم صادق للقضايا والتحديات المشتركة بين البلدان. انظر الرابط: https://www.britishcouncil.org/education/education-world-forum
[23] – إحصاءات عن التعليم في سيشيل على الرابط: https://zoetalentsolutions.com/education-statistics-in-seychelles/، مرجع سابق.
[24] – هي شركة وسائط رقمية صغيرة ومستقلة، مقرها الولايات المتحدة. ليس لديها أي انتماء سياسي أو حكومي أو شركاتي، وتتم إدارتها بواسطة فريق دولي من المطورين والباحثين والمتطوعين، بهدف إتاحة الإحصاءات العالمية بشكل مثير للتفكير، وملائم للوقت لجمهور واسع حول العالم، للمزيد من المعلومات عن هذه الشركة، انظر الرابط: https://www.worldometers.info/about/
[25] – التعليم في سيشيل على الرابط: https://www.yolopedia.com/country/seychelles/education، مرجع سابق.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس