في جمهورية أرض الصومال ، تزدهر الفنون والثقافة

25
في جمهورية أرض الصومال ، تزدهر الفنون والثقافة
في جمهورية أرض الصومال ، تزدهر الفنون والثقافة

أفريقيا برس – أرض الصومال. ظلت جمهورية أرض الصومال تحت الوصاية البريطانية بين عامي 1884 و 1960. و بعد أيام فقط من الاستقلال، اتحدت أرض الصومال مع الصومال لإنشاء جمهورية صومال أكبر لجميع الصوماليين عبر القرن
الأفريقي. إلى أن هذا الاتحاد أثبت عدم ملائمته لقاطني أرض الصموال، حيث تم حرمانهم من الرتب الحكومية والنمو الاقتصادي. ارتفع التوتر العسكري حتى الثمانينيات عندما أدت حملة عنيفة قام بها الرئيس محمد سياد بري إلى مقتل ما بين 50 و 100 ألف شخص وتشريد الكثيرين.

عندما انهارت الجمهورية الصومالية في عام 1991 ، تم التخلي عن هذا الاتحاد الطوعي، و استعادت أرض الصومال قوتها. استقلال جمهورية أرض الصومال الرسمي حُدِد بتاريخ 18 مايو 1991 وبدأ بناء السلام
بمساعدة الجهود المركزة، المؤتمرات، القرارات المحلية و سبل المصالحة.

أعلنت جمهورية أرض الصومال الاستقلال لكن العالم بقي صامتا – توقف تدفق المساعدات ، ورفضت الدول الاعتراف بها كدولة مستقلة. تطور جمهورية أرض الصومال هي قصة نجاح مثيرة للاهتمام. قلل مواطنو
أرض الصومال من خصومات العشائر من خلال تعيين شيوخ للعشائر بأدوار خاصة ، وبالتالي الحفاظ على ركائز الثقافة الصومالية التقليدية. وقد أدى ذلك إلى انتخابات تدفقت بسلاسة، و بقاء الديمقراطية كعرف لأكثر من عقدين.

اليوم ، تزعم أرض الصومال وجود ما يقرب من 2.5 مليون نسمة يعيشون في بيئة آمنة وديمقراطية ، مفتقرين إلى الاعتراف الدولي، لكنهم يصنعون قصة النجاح الخاصة بهم، مستفيدين من العديد من العائدين الذين أتوا بأفكار ورأس مال واهتمام ببناء الأمة. حيث عاد عشرات الآلاف من الصوماليين من مختلف مجتمعات الشتات من أجل الاستقرار في جمهورية أرض الصومال. خلق تدفق الناس ورأس المال نهضة اقتصادية و نظام استثمار جاذب. كما استفادت الفنون والثقافة بشكل كبير من البيئة الديمقراطية والنمو البطيء والمستقر في العاصمة هرجيسا. بدأ المشهد يزدهر من خلال الأحداث المتواصلة والمهرجانات والشباب المقبلين على المشهد الفني كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وهويتهم، والتواصل مع بعضهم البعض و مع الثقافات المجاورة.

لطالما كان الفن جزءًا لا يتجزأ من ثقافة أرض الصومال ، من حيث الأزياء والموسيقى والأدب وفنون الأداء. وتضم العاصمة هرجيسا كمية من الأحداث والأماكن لتلبية مختلف الأذواق والاهتمامات.

مؤسسة البحر الأحمر الثقافية هي احدى قادات حركة الفنون والثقافة في أرض الصومال، و هي منظمة أدبية للفنون الأدائية مقرها في هرجيسا. تدير المنظمة مركز هرجيسا الثقافي (HCC) الذي ينشر الكتب ويعرضها في المكتبة التي تضم أكثر من 15000 عنوان على مدى ستة عقود من النشر. المركز هو أيضا منظم للأحداث والمناسبات و الأنشطة، و يضم صالة للعرض، مسرحاً بتجهيز كامل، ومعرض فني.

يستضيف مركز هرجيسا الثقافي أيضًا معرض الكتاب السنوي الدولي في هرجيسا، و الذي سيكمل ذكراه الحادية عشر في عام 2018. يعرض معرض الكتاب العديد من المنشورات الدولية الأدبية القيمة، بالإضافة إلى المنشورات المحلية للترويج لكتب الصومال و لغتها. كما أن المعرض هو أيضًا مُشجِّع نشط للمسرح والموسيقى والفنون والثقافة من خلال برنامج سنوي مزدحم بالعروض والموضوعات المتنوعة.

يقام حالياً معرض هرجيسا الدولي الحادي عشر للكتاب في الفترة ما بين 21 و 26 يوليو 2018. وقد ركزت السنوات السابقة على مواضيع مثل المواطنة والرقابة والتواصل والحرية و مساحات الخيال و العديد من المواضيع الأخرى. موضوع هذا العام هو الحِكمة ، حيث تمثل رواندا البلد المضيف. يتضمن مهرجان هذا العام أيضا الذكرى السنوية الأربعين للجمعية الدولية للدراسات الصومالية في اجتماعها الثالث عشر. حيث يعقد اجتماع الجمعية في الفترة ما بين 22 و 24 يوليو 2018. مبرزا خبراء الدراسات الصومالية من جميع أنحاء العالم.

لقد بنت أرض الصومال قصة نجاح تحت الضغط من مسألة الاعتراف الدولي، ولكن الفنون والثقافة المزدهرة في هذه الدولة الصغيرة في شرق إفريقيا يمكن أن يمهد الطريق للتواصل مع المنطقة والعالم من خلال الأدب والموسيقى والمسرح والفن. مع وجود منظمات نشطة محليًا و متصلة دوليًا مثل مؤسسة البحر الأحمر ، سيجد المنخرطون في مجال الثقافة في المنطقة أنه من السهل التواصل مع أرض الصومال ومجتمعاتها الثقافية النشطة، من أجل الحث على التنوع الإقليمي والاتصال عبر الفنون والتعبير الثقافي.

المصادر

1- http://edition.cnn.com/2011/WORLD/africa/05/10/sada.mire.somalia.archaeologist/index.html

2- https://www.weforum.org/agenda/2016/03/what-somaliland-can-teach-africa-about-peace-and-stability/

3- https://www.nytimes.com/2007/03/06/world/africa/06iht-somalia.4818753.html?module=ArrowsNav&contentCollection=Africa&action=keypress&region=FixedLeft&pgtype=article

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس