رغم التوترات وتوقعات بزيادة الطلب.. ما العوامل الحاكمة لأسعار النفط؟

1
رغم التوترات وتوقعات بزيادة الطلب.. ما العوامل الحاكمة لأسعار النفط؟
رغم التوترات وتوقعات بزيادة الطلب.. ما العوامل الحاكمة لأسعار النفط؟

أفريقيا برس – أرض الصومال. مخاوف عدة ترتبط بسوق النفط في الوقت الراهن، خاصة مع تزايد مؤشرات مخاطر اتساع رقعة الصراع في منطقة البحر الأحمر.

وفق خبراء، فإن العديد من العوامل تتحكم في أسعار الطاقة، على رأسها التوترات الحالية حال خروجها عن القواعد المحدودة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.

يشير أحد الخبراء إلى أن الأسعار الحالية، رغم التوترات، تؤكد أن واشنطن ضخت كميات إضافية في الأسواق، ولم يستبعد ضخ بعض الدول كميات غير معلنة، خاصة بعد التخفيض الطوعي السابق لدول “أوبك بلس”، في حين أن فصل الشتاء والتوترات لم يؤثران بالصورة المرتقبة.

ولفت الخبراء إلى أنه وفقا لآلية العرض والطلب، فإن الأسعار ستستمر عند 85 دولارا لخام برنت، ما لم تتسع رقعة الصراع.

تراجع الأسعار؟

تراجعت أسعار النفط، أمس الجمعة، بعد ارتفاعها في الجلسة الماضية، بعد مخاوف حيال تباطؤ نمو الطلب في الصين وتوقعات زيادة المعروض.

وارتفع الخامان القياسيان نحو اثنين في المئة، يوم الخميس، مع انضمام وكالة الطاقة الدولية إلى مجموعة “أوبك” في توقعاتها بنمو قوي للطلب العالمي على النفط، والخامان في طريقهما لإنهاء الأسبوع مرتفعين بما يتراوح بين واحد واثنين في المئة.

وتتوقع الوكالة ارتفاع إمدادات النفط العالمية 1.5 مليون برميل يوميا إلى مستوى جديد عند 103.5 مليون برميل يوميا في 2024.

وسجلت أسعار النفط عند التسوية، تراجعا بأقل من 1 في المئة، فيما سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي 73.41 دولار للبرميل، منخفضة 0.90 في المئة عند التسوية، مقارنة بـ 72.68 دولار للبرميل عند التسوية بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

ومن ناحيته، قال المهندس ربيع ياغي، خبير النفط والطاقة اللبناني، إن الأسعار العالمية للنفط ترتبط بشكل أساسي بالعرض والطلب، الذي شهد بعض التوازن خلال العام 2023.

وأضاف أن التوترات الجيوساسية التي تشهدها المنطقة تؤثر في أسعار الطاقة، خاصة أن التوترات تأتي في منطقة البحر الأحمر الذي تمر عبره موارد النفط، بالإضافة لوجود أكبر الدول المنتجة، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في أسعار النفط، حال خروج الأوضاع عن السيطرة.

تأثيرات جيوسياسية

ويرى الخبير النفطي اللبناني أن تمدد الاشتباكات في المنطقة ستؤثر إما على الإنتاج أو عملية الإمدادات، ما ينعكس مباشرة على أوروبا وآسيا، وبالتالي على الوضع الاقتصادي ككل.

تأثر الأسواق الآسيوية؟

وأشار ربيع ياغي إلى أن الأسواق الآسيوية ستتأثر بصورة كبيرة حال توسع نطاق الحرب، ما يجعل الأسعار تشبه “السوق السوداء”، وفي حال الاستقرار يمكن أن يتحرك السعر من 74 إلى 85 دولار للبرميل الواحد من خام برنت.

ويقول الخبير العراقي في شؤون الطاقة والنفط، حمزة الجواهري، إن المشهد الذي يتعلق بأسعار النفط، يشير إلى تناقضات كثيرة، وأنه بالرغم من تخفيض الإنتاج من قبل “أوبك بلس”، فإن أسعار النفط قد انخفضت.

وأضاف: “كذلك مع العقوبات على روسيا وقطع إمدادات الغاز الروسي والعقوبات على إيران وفنزويلا، استمرت عمليات الانخفاض، في حين أن أي من هذه العوامل كانت كفيلة برفع الأسعار”.

وأضاف أن ما وصفه بـ”حربي أمريكا في أوكرانيا وغزة”، في إشارة إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وحرب غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هي التي دفعت واشنطن لتعمل في الخفاء والعلن إلى افتعال عوامل أخرى، ذات طابع سياسي تتعلق بحربها في غزة وأوكرانيا، حيث أعلنت دول كثيرة من دول “الناتو” الداعمين لأوكرانيا عن نيتها التخلي عن هذا الدعم الذي يضر بمصالحها، ويشكل تهديدا لاقتصاداتها المتمثل بارتفاع نسب التضخم وتراجع النمو الاقتصادي فيها.

هل تتلاعب واشنطن بضخ كميات إضافية؟

وأشار إلى أن هذه الخطوة دفعت واشنطن إلى ضخ كميات أكبر من مخزونها الخام والمشتقات للأسواق، بالإضافة إلى دفع حلفائها من دول الخليج إلى ضخ المزيد من النفط من دون الإعلان عن ذلك.

وأشار إلى أن النفوذ السياسي لواشنطن على بعض الدول، والمخزون الاستراتيجي لها كان له الأثر الأكبر بخفض أسعار النفط.

وأوضح أن سياسة واشنطن ستستمر حال استمرار الأزمة في أوكرانيا والحرب على غزة، من أجل الحفاظ على الأسعار.

فيما قال الخبير الجزائري أحمد طرطار، إن التحرشات القائمة الآن عند باب المندب، لها أثر على عملية تزود بعض البلدان بالنفط، وهو ما سينعكس قريبا على الأسعار بشكل مباشر.

وأضاف أن هذا الأمر يرتبط بفصل الشتاء والاستهلاك الكبير للطاقة بصورة أكبر من الفصول الأخرى.

ويوضح طرطار أن ارتفاع أسعار النفط في الوقت الراهن تأتي طبيعية طبقا للعوامل الحالية على الساحة، خاصة بعد إعادة التوازن بعد عملية الخفض الطوعي للإنتاج.

ويؤكد اتفاقه مع الآراء التي تقول أن التوترات وتعطيل حركة التجارة عبر البحر الأحمر، ستؤثر على الأسعار، لكنها تظل مرتبطة بمدى اتساع هذه الحرب من حيث النطاق والوقت.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت، 78.56 دولار للبرميل، لتتراجع 0.68 في المئة عند التسوية، يوم الجمعة، لكنها سجلت ارتفاعًا أسبوعيًا طفيفًا، مقارنة مع 78.29 دولار للبرميل بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس