عبر تقنية “الإنصات النشط”.. هل تستمع الهواتف الذكية إلى محادثاتنا؟

7
عبر تقنية
عبر تقنية "الإنصات النشط".. هل تستمع الهواتف الذكية إلى محادثاتنا؟

أفريقيا برس – أرض الصومال. تعد الهواتف الذكية أكثر من مجرد أجهزة يستخدمها الإنسان في الاتصال وتصفح الإنترنت، ومثلما يقال مجازًا: “للجدران آذان”، فالحقيقة أن لهذه الهواتف عيونًا وآذانًا صامتة تتجسس على حياتنا، وتبيع تفاصيل ما نقول، والتقارير الحديثة تكشف حقيقة مخيفة: “بياناتنا ليست بأمان كما نعتقد”.

وما كانت تتهم ظلمًا منذ سنوات بأنها أراجيف يرددها المهووسون بنظرية المؤامرة دون دليل قاطع، صارت الآن حقيقة تستند إلى تقرير جديد يكشف أن مجموعة “كوكس ميديا”، التي تعمل مع شركات كبرى مثل فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت وأمازون، تستخدم برنامجًا يعرف باسم ‘Active Listening’.” أو الإنصات النشط.

هل تتنصت هواتفنا علينا؟

ويستخدم البرنامج الذكاء الاصطناعي للاستماع إلى محادثاتنا اليومية عبر الميكروفونات، ويجمع بياناتنا ليقدمها للمعلنين على شكل إعلانات مستهدفة.

فهذه التقنية، التي وصفت بأنها تلتقط بيانات النوايا في الوقت الفعلي، تثير تساؤلات حقيقية حول مدى انتهاك الخصوصية، بمعنى أن البرنامج يسجل ويحلل ما يقال، ويستخدم هذه البيانات لتقديم إعلانات تستهدف الأفراد بدقة مذهلة.

والصادم أن الشركة أجابت في منشور لها عن سؤال بشأن قانونية ما تقوم به، فقالت التالي: “نعلم ما الذي تفكر فيه. هل هذا قانوني حقًا؟ الجواب المختصر: نعم. من القانوني أن تستمع إليك الهواتف والأجهزة. عندما يقوم المستهلكون بتحميل تطبيق جديد أو تحديثه ويتم تقديم اتفاقية شروط الاستخدام المكونة من عدة صفحات، يتم غالبًا تضمين الاستماع النشط في الأحكام المكتوبة بخط صغير”.

بدورها، نفت الشركات الكبرى مثل غوغل وفيسبوك بشكل متكرر استخدام مثل هذه التقنية للتجسس على المستخدمين مباشرة، وتؤكد في كل مناسبة أنها تحترم خصوصية المستخدم وتجمع الحد الأدنى من البيانات الكافية لتقديم خدمة مناسبة للمستخدمين.

كما أنكرت أي تعاون لها مع مجموعة “كوكس ميديا”، أو برنامجها، الاستماع النشط.

“تعطيل الميكروفون للتطبيقات”

على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل كثيرون مع تقرير الشركة الأميركية، وبرنامجها الخاص بالتنصت على مستخدمي الهواتف، إذ قال المتخصص في التحول الرقمي والتسويق الفرنسي، ريمي بارانجيه: “البعض لم يكن يصدق، لكن مع ذلك يمكن الاستماع إلى محادثاتنا عبر الهواتف الذكية لتوليد إعلانات فائقة التحديد! أين الأخلاقيات وأمان البيانات الشخصية!”.

أما ستيفان توماس فقال: “قد تكون مجموعة كوكس ميديا تتجسس على محادثاتي الخاصة، سأزيل جميع التطبيقات غير الضرورية من هاتفي”.

الباحث الأمني والمطور ياسر العصيفير بدوره كتب: “نصيحتي، احم نفسك الآن: راجع أذونات التطبيقات، وعطل الميكروفون للتطبيقات التي لا تثق بها.. وكن حذرًا بشأن ما تقوله حول الأجهزة الذكية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس