أفريقيا برس – أرض الصومال. لسنوات عديدة، كان العلماء في حيرة من سلوك الحيتان القاتلة (الأوركا) التي تأكل الأسماك شمال غربي المحيط الهادئ، والتي شوهدت وهي تضايق خنازير البحر وتقتلها أحيانًا دون أن تأكلها.
بحثت دراسة نُشرت أخيرا في مجلة “سيانس تيك دايلي”، بقيادة ديبورا جايلز وسارة تيمان من “سي دوك سوسايتي” ( وهو برنامج تابع لكلية الطب البيطري في جامعة كاليفورنيا في ديفيس)، درست أكثر من 60 عامًا من التفاعلات المسجلة بين الحيتان وخنازير البحر في بحر ساليش لفهم سبب ظهور هذا السلوك.
الحيتان القاتلة (الأوركا) هي مجموعة مهددة بالانقراض، حيث يبلغ عددها 75 حوتا فقط، ويرتبط بقاؤهم على قيد الحياة ارتباطًا وثيقًا بثروات سلمون شينوك، وهو أيضًا من الأنواع المهددة بالانقراض، ومن دون وجود ما يكفي من سمك السلمون شينوك، فإن هذه الحيتان معرضة لخطر الانقراض.
في حين سجل العلماء حالات لحيتان قاتلة مقيمة (الأوركا) شاركت في مضايقة خنازير البحر في وقت مبكر من عام 1962، إلا أن أسباب هذا السلوك ظلت لفترة طويلة لغزا، قام جايلز وتيمان وفريق من المتعاونين بتحليل 78 حادثة موثقة لتحرش خنازير البحر من عام 1962 إلى عام 2020. وتقترح الدراسة ثلاثة تفسيرات معقولة:
على الرغم من هذه الأفكار المثيرة للاهتمام، يعترف جايلز وتيمان ومعاونوهم بأن السبب الدقيق وراء مضايقة خنازير البحر قد لا يكون مفهومًا تمامًا. لكن ما هو واضح هو أن خنازير البحر ليست جزءًا من النظام الغذائي للحوت القاتل الجنوبي، والنظام الغذائي للحوت القاتل المقيم في الجنوب متخصص للغاية في تناول سمك السلمون، مما يجعل فكرة تناول خنازير البحر غير محتملة إلى حد كبير.
الحيتان القاتلة حيوانات معقدة وذكية بشكل لا يصدق. لقد وجدنا أن سلوك مضايقة خنازير البحر قد تم تناقله عبر الأجيال، يقول تيمان: “إنه مثال رائع على ثقافة الحيتان القاتلة، ما زلنا لا نتوقع أن تبدأ الحيتان القاتلة المقيمة في الجنوب في أكل خنازير البحر، ثقافة تناول سمك السلمون متأصلة بعمق في المجتمع الجنوبي المقيم، تحتاج هذه الحيتان إلى مجموعات صحية من سمك السلمون من أجل البقاء”.
يؤكد هذا البحث على أهمية الحفاظ على مجموعات سمك السلمون في بحر ساليش وفي جميع أنحاء مجموعة الحيتان بأكملها، يعد الحفاظ على أعداد كافية من سمك السلمون أمرًا حيويًا لبقاء ورفاهية الحيتان القاتلة الجنوبية (الأوركا) والصحة العامة للنظام البيئي لبحر ساليش.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
