أفريقيا برس – أرض الصومال. تحوّلت بعض شوارع دولة عربية، في لحظات خلال الأسبوع الجاري، إلى مشاهد مرعبة، بعد ظهور فجوات وانهيارات أرضية مفاجئة، أعادت الجدل حول وجود شبكة أنفاق سرية قديمة تحت المدينة.
وفي حي باب الوادي بالعاصمة الجزائرية، انهارت أرضية الشارع دون إنذار، مخلفة حفرة عميقة وسط انتشار حالة من الذعر، الأمر الذي استدعى تدخلا سريعا من السلطات لتطويق المكان.
ولم تمر سوى أيام حتى تكررت الحادثة في بلدية الأبيار، حيث تسببت حفرة مماثلة في إغلاق الشارع الرئيسي بانتظار نتائج التحقيق الفني.
ومن المثير للاهتمام أن هذه الحوادث ليست الأولى، فقد شهد طريق “السيار الوطني رقم 5” انهيارات سابقة، ما يعزز فرضية وجود أنفاق قديمة تحت العاصمة الجزائرية، أنفاق غابت تفاصيلها عن السجلات الرسمية لكن آثارها تعود للظهور بطرق مقلقة.
وتفسيرًا لتلك الظاهرة الغريبة، أكد الخبير الدولي في العمران، جمال شرفي، أن “ظهور الحفر والانهيارات في العاصمة الجزائرية، ليس مفاجئا لمن يعرف تاريخ المدينة”، موضحًا أنها “بُنيت على هضبة تعاقبت عليها حضارات متعددة منذ الفترة الفينيقية والرومانية، وهو ما يفسر وجود أنفاق عميقة اكتُشفت سابقا، كالموجودة تحت ساحة الشهداء”.
وأشار شرفي، في تصريحات إعلامية، إلى أن “الاستعمار الفرنسي اعتمد على نمط هندسي مشابه لمدينة باريس، إذ تم إنشاء شبكة تحتية من أنفاق وصرف صحي من أعالي بوزريعة إلى البحر، ما يجعل العاصمة أشبه بمتاهة تحت الأرض”.
وأضاف الخبير الدولي في العمران أن “هذه الأنفاق استُخدمت لاحقا، خلال فترة العنف المسلح في تسعينيات القرن الماضي، كمخابئ، ما دفع السلطات الجزائرية إلى إغلاقها لأسباب أمنية”.
واعتبر شرفي أن “المشكلة بأن السلطات الحالية تفتقر إلى خرائط دقيقة لهذه الشبكات، وهو ما يفسر الفيضانات المتكررة وصعوبة التحكم في مجاري المياه”.
وختم تصريحاته بالتأكيد أن “ما يحدث ليس نتيجة ظاهرة طبيعية، بل تراكمات ناجمة عن إهمال البنية التحتية القديمة”، داعيًا في هذا السياق إلى تحيين خرائط المدينة السفلية لتفادي كوارث مستقبلية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس