أفريقيا برس – أرض الصومال. كشفت دراسة حديثة أن اللب الداخلي لكوكب الأرض أصبح أكثر نعومة على غير المتوقع، وذلك بسبب الذرات مفرطة النشاط التي تتحرك بحرية أكبر داخل بنيتها الجزيئية.
وعلى الرغم من أن الضغط الهائل في قلب كوكب الأرض، دفع الخبراء إلى الاعتقاد بأن اللب الداخلي يجب أن يكون صلبا، وذلك بفضل ذرات الحديد التي تشكل شبكة سداسية واسعة النطاق ثابتة في موضعها بشكل دائم، إلا أن النتائج الجديدة للدراسة أثارت تفسيرا بديلا لسلوك اللب الداخلي.
ومن أجل استكشاف أسرار النواة الداخلية للأرض، أعاد مؤلفو الدراسة المنشورة في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences”، خلق ظروف الضغط الشديد في بيئة معملية، وراقبوا عن كثب سلوك ذرات الحديد في ظل هذه الظروف، واستخدموا المحاكاة الحاسوبية لبناء نواة افتراضية أطلقوا عليها اسم “الخلية الفائقة”، وسمحت المحاكاة للعلماء بفعالية، بمشاهدة كيف يمكن للشبكة الحديدية الصلبة المفترضة أن تستوعب الحركة.
وكانت النتائج مذهلة؛ إذ كشفت أن ذرات الحديد داخل اللب الداخلي تتحرك بحرية أكبر بكثير مما كان متصورا سابقا، وقد لوحظ أن بعض الذرات تتحرك في مجموعات، وتعيد ترتيب نفسها داخل الشبكة دون تغيير بنيتها العامة، وهو تأثير يشبه “الضيوف على طاولة العشاء الذين يغيّرون مقاعدهم دون إضافة أو إزالة الكراسي، وهو ما يسمى “الحركة الجماعية”.
وقال الأستاذ في كلية “يو تي جاكسون” لعلوم الأرض، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، جونغ فو لين: “الآن، نحن نعرف الآلية الأساسية التي ستساعدنا في فهم العمليات الديناميكية وتطور اللب الداخلي للأرض”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، من المتوقع أن تسلط نتائج الدراسة الضوء على جوانب غامضة أخرى للنواة الداخلية للأرض، مثل دورها في توليد المجال المغناطيسي للأرض، كما أصبحنا نعرف الآن الآلية الأساسية التي ستساعدنا في فهم العمليات الديناميكية وتطور اللب الداخلي للأرض”.
وظل العلماء يعتقدون منذ فترة طويلة، أن اللب الداخلي للأرض عبارة عن كرة قاسية من المعدن الصلب، وتتكون بشكل أساسي من الحديد، ويعود تاريخها إلى أكثر من مليار عام.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس