دم المحار: مفتاح مكافحة الجراثيم المقاومة للمضادات

5
دراسة: دم المحار يلعب دورا حيويا في مكافحة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية
دراسة: دم المحار يلعب دورا حيويا في مكافحة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية

أفريقيا برس – أرض الصومال. كشفت دراسة جديدة قام بها مجموعة من العلماء، عن أن البروتينات المضادة للميكروبات المعزولة من دم المحار، يمكن أن تقتل بعض البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والمسؤولة عن مجموعة من الالتهابات.

الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية الحالية تشكل مشكلة صحية متنامية في جميع أنحاء العالم. وعلى مستوى العالم، يموت ما يقرب من خمسة ملايين شخص من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية كل عام.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات السنوية بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بنسبة 70%، مع تقديرات بوفاة 40 مليون شخص، حتى عام 2050.

كشفت الدراسة الجديدة أن البروتينات المضادة للميكروبات المعزولة من دم المحار يمكن أن تقتل بعض البكتيريا المسؤولة عن مجموعة من الالتهابات. كما يمكن للبروتينات أن تعمل على تحسين فعالية المضادات الحيوية التقليدية ضد أنواع البكتيريا المسببة للمشاكل.

أكثر من 90% من المضادات الحيوية التي نستخدمها حاليًا مستمدة من الطبيعة. وينطبق نفس الشيء على أكثر من 65% من المضادات الحيوية قيد التطوير مؤخرًا.

يتعرض المحار لتركيزات عالية من الكائنات الحية الدقيقة المتنوعة في بيئته البحرية الطبيعية. وبسبب هذا، فقد طور دفاعات مناعية قوية. على سبيل المثال، يعتمد بشكل كبير على البروتينات المضادة للميكروبات وسلاسل الجزيئات المعروفة باسم الببتيدات في دمه لحمايته من العدوى.

وجدت الأبحاث على مدى العقود القليلة الماضية أن دم المحار يحتوي على بروتينات وببتيدات مضادة للفيروسات والبكتيريا. وهي فعالة ضد مجموعة من مسببات الأمراض البشرية والبحرية.

يتمتع المحار، إلى جانب الرخويات والنباتات والحيوانات الأخرى، بتاريخ طويل من الاستخدام كأدوية تقليدية لعلاج الأمراض المعدية.

وكشفت الدراسة عن أن البروتينات المضادة للميكروبات في الدم الليمفاوي لمحار سيدني الصخري (Saccostrea glomerata) فعالة بشكل خاص في قتل بكتيريا (Streptococcus spp).

كانت البروتينات فعالة أيضًا في تثبيط تكوين الأغشية الحيوية لـ(Streptococcus spp)، ويمكنها اختراق الأغشية الحيوية التي تكونت بالفعل. ولتحسين مدى فعالية الأدوية المتاحة حاليًا، يتم دمجها بشكل متزايد مع الببتيدات والبروتينات المضادة للميكروبات.

يمكن لهذه الببتيدات والبروتينات تعطيل أغشية الخلايا البكتيرية، مما يساعد المضادات الحيوية التقليدية على الوصول إلى أهدافها بسهولة أكبر. يمكن للعديد من هذه البروتينات والببتيدات أيضًا تعزيز جهاز المناعة لدى المضيف، مما يجعل العلاج أكثر فعالية.

وأشارت الدراسة إلى أنه عند تركيزات منخفضة للغاية، عملت البروتينات على تحسين فعالية المضادات الحيوية بين ضعفين و32 ضعفاً.

وكانت النتائج واعدة بشكل خاص بالنسبة لـ”Streptococcus spp” و”Staphylococcus aureus” (المعروفة أيضًا باسم “المكورات العنقودية الذهبية”، وهي السبب الرئيسي لالتهابات الجلد والدم المقاومة للأدوية) و”Pseudomonas aeruginosa” (مشكلة رئيسية للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب التليف الكيسي). كما لم تكن هناك آثار سامة على الخلايا البشرية السليمة.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، تحمل بروتينات الدم الليمفاوي من المحار وعدًا بالتطوير المستقبلي كعلاج مضاد للميكروبات. فهي قادرة على قتل مسببات الأمراض المضمنة في الأغشية الحيوية، وتعمل بتآزر مع المضادات الحيوية التقليدية، وهي غير سامة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس