صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي: “أدوبي” والتضليل

5
صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي: “أدوبي” والتضليل
صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي: “أدوبي” والتضليل

أفريقيا برس – أرض الصومال. تبيع شركة أدوبي صوراً عن العدوان الإسرائيلي على غزة، أُنتجت بالاستناد إلى برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتستخدم بعض المواقع هذه الصور المفبركة من دون الإشارة إلى أنها مزيفة.

عند البحث في موقع بيع المحتوى البصري “أدوبي ستوك”، باستخدام عبارة “حرب إسرائيل وحماس” (التسمية التي اعتمدتها وروّجت لها إسرائيل ومعها الإعلام الغربي)، سيجد المستخدم أمامه عدداً كبيراً من الصور التي تظهر الشوارع التي دمّرها العدوان، والانفجارات، وجنود الاحتلال، والدبابات، والمباني المشتعلة، والأطفال العالقين تحت الأنقاض.

تتماهى “أدوبي” في هذه الصور تماماً مع الرواية الإسرائيلية، ويظهر ذلك جلياً من خلال عناوين كل صورة: “المباني التي دمّرتها الحرب في قطاع غزة في إسرائيل”، و”انفجار كبير يضيء الأفق في فلسطين”، و”امرأة إسرائيلية جريحة تتشبث برجل عسكري وتتوسل للمساعدة”.

وعلى الرغم من أنّ بعض الصور تبدو بشكل واضح مولّدةً بواسطة الكمبيوتر،، فإنّ بعضها الآخر يبدو أكثر واقعية، وبعضاً منها انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبارها صوراً حقيقية، ما يجعل من “أدوبي” شريكة بالترويج للأخبار والصور الكاذبة والمضللة. ومن غير الواضح ما إذا كان أولئك الذين استخدموا الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي على مواقعهم الإلكترونية أو في منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا على علم بأنها ليست صوراً حقيقية.

وقال متحدث باسم “أدوبي” لموقع إنسّيدر، رداً على اتهامات بالمساهمة بالتضليل: “صُنّفت هذه الصور المحددة على أنها صور مُنتجة ومُصمّمة بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، عند تقديمها وإتاحتها للترخيص”. وأضاف: “نعتقد أنه من المهم للعملاء معرفة صور أدوبي ستوك التي أنشأتها أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية”.

وتابع أن “أدوبي تلتزم بمحاربة المعلومات الخاطئة، ومن خلال مبادرة مصادقة المحتوى، نعمل مع الناشرين ومصنعي الكاميرات وأصحاب المصلحة الآخرين لتعزيز بيانات اعتماد المحتوى، بما في ذلك في منتجاتنا الخاصة”. وأكد أن “بيانات اعتماد المحتوى تتيح للأشخاص رؤية السياق الحيوي حول كيفية التقاط جزء من المحتوى الرقمي أو إنشائه أو تحريره، بما في ذلك إذا استُخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الرقمي أو تحريره”.

ويطلب “أدوبي ستوك” من الفنانين الإشارة بوضوح إلى أن الصور أنشأها الذكاء الاصطناعي، لكن بعض الصور لا تحمل هذا التوصيف في العنوان، بل فقط في نص صغير، وبعضها الآخر ينتشر بشكل عشوائي على مواقع التواصل من دون أية إشارة إلى مصدرها.

ومنذ بدء العداون على قطاع غزة انتشرت عشرات الصور المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقد اعتمدت حسابات صحافيين وحسابات رسمية إسرائيلية عليها في الأيام الأولى للعدوان، للتحريض ضد الفلسطينيين وتبرير العدوان على قطاع غزة. هكذا انتشرت صور لأطفال قيل إن فلسطينيين أحرقوهم أحياء في 7 أكتوبر، وهو ما تبيّن أنه مجرد ادعاءات، وأن الصور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس