2022 أحد أكثر الأعوام دموية للمهاجرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

6
2022 أحد أكثر الأعوام دموية للمهاجرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
2022 أحد أكثر الأعوام دموية للمهاجرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أفريقيا برس – أرض الصومال. كشفت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن العام الماضي 2022 كان الأكثر دموية بالنسبة للمهاجرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ 2017.

ووفقاً للبيانات الصادرة عن “مشروع المهاجرين المفقودين” التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي حوالي 3800 شخص على الطرق البحرية والبرية للمهاجرين داخل المنطقة ومنها، أي زيادة بنسبة 11% عن العام السابق.

واعتبرت المنظمة هذه الحصيلة ثقيلةً مقارنة بـ3428 حالة وفاة مسجلة في عام 2021، وهي الأعلى منذ عام 2017، عندما وثق المشروع وفاة 4255 شخصاً في المنطقة.

وشكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من نصف إجمالي حالات الوفاة عالمياً المسجلة من قبل مشروع المهاجرين المفقودين والبالغ 6877.

وأوضحت المنظمة أنه في الطرق البرية في شمال أفريقيا، لا سيما أثناء عبور الصحراء الكبرى المحفوفة بالمخاطر، سُجّلت 203 حالات وفاة، بينما حدثت 825 حالة وفاة أخرى على الطرق البرية في الشرق الأوسط. وسجلت ليبيا أكبر عدد من الوفيات على الطرق البرية في شمال أفريقيا، إذ سُجّلت 117 حالة وفاة، تليها الجزائر (54) والمغرب (13) وتونس (10) ومصر (9).

وتؤشر ندرة البيانات الرسمية ومحدودية وصول المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى الطرق البرية للمجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى أن العدد الفعلي للوفيات على طرق الهجرة داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المرجح أن يكون أعلى بكثير مما أعلن عنه.

قالت كوكو وارنر، مديرة معهد البيانات العالمي الذي يستضيف مشروع المهاجرين المفقودين: “تُظهر بياناتنا أن 92 في المائة من الأشخاص الذين يموتون على هذا الطريق لا يزالون مجهولي الهوية”. وأضافت: “إن الخسائر المأساوية في الأرواح على طرق الهجرة الخطرة تسلّط الضوء على أهمية البيانات والتحليل في قيادة العمل”.

وحدثت الوفيات بمعظمها على الطرق البرية في المنطقة العام الماضي في اليمن، حيث تصاعد العنف الموجه ضد المهاجرين. فمن بين 867 حالة وفاة مسجّلة على معبر القرن الأفريقي لليمن، فقَد ما لا يقل عن 795 شخصاَ حياتهم، يُعتقد أن معظمهم من الإثيوبيين، على الطريق بين اليمن والمملكة العربية السعودية، خاصة في محافظة صعدة اليمنية على الحدود الشمالية.

وأفاد عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إنّ هذا العدد المقلق للوفيات على طرق الهجرة داخل ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلّب اهتماماً فورياً وجهوداً متضافرة لتعزيز سلامة وحماية المهاجرين”. وأضاف: “المنظمة الدولية للهجرة تحثّ على زيادة التعاون الدولي والإقليمي، وكذلك إتاحة الموارد لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، بما يتماشى مع الهدف رقم 8 للاتفاق العالمي حول الهجرة”.

وعلى الطرق البحرية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا خلال 2022 وقع عدد متزايد من الحوادث المميتة بعد مغادرة قوارب من لبنان متجهة إلى اليونان وإيطاليا. وسُجّل ما لا يقل عن 174 حالة وفاة في أعقاب هذه المحاولات، أي ما يقرب من نصف إجمالي عدد الوفيات على طريق شرق البحر الأبيض المتوسط العام الماضي. وحوالي 84 بالمائة من الذين لقوا حتفهم على طول الطرق البحرية لا يزالون مجهولي الهوية، تاركين عائلات يائسة تبحث عن إجابات.

وذكرت المنظمة أنه في محاولة لمعالجة الفجوات الموجودة في البيانات أطلقت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا نظاماً لتتبّع الحوادث المبلغ عنها من قبل مصادر المعلومات الرئيسية في المناطق النائية على طول طرق الهجرة الرئيسية وحدود ليبيا في أواخر عام 2021. وقد مكّن هذا التعاون مع مشروع المهاجرين المفقودين من إدراج 52 حادثاً على طول طريق عبور الصحراء القاسية في قاعدة بيانات مشروع المهاجرين المفقودين. وتعد أداة مصفوفة تتبع النزوح ضرورية لمعالجة نقص البيانات في المواقع النائية التي تكون فيها شهادات شهود العيان هي السجل الوحيد لوفاة مهاجر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس