تطبيق النظام أم إظهار التعاطف؟.. أيهما يجعلك قائدا ناجحا؟

4
تطبيق النظام أم إظهار التعاطف؟.. أيهما يجعلك قائدا ناجحا؟
تطبيق النظام أم إظهار التعاطف؟.. أيهما يجعلك قائدا ناجحا؟

أفريقيا برس – أرض الصومال. إذا كنت ترغب في قيادة فريق عالي الأداء، فما عليك سوى تطوير مهارة التعاطف التي تساعد على خلق بيئة عمل آمنة.

وقد نشر موقع “إنتربرنوير” (Entrepreneur) الأميركي المعروف والمتخصص في ريادة الأعمال مقالا للكاتبة أنجيلا كوكس، تتحدث فيه عن أنه إذا كنت تريد أن يكون فريقك منفتحا، فأنت بحاجة إلى تنمية مهارة التعاطف حتى تتمكن من الانفتاح عليهم وعلى مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم كقائد، وإذا كنت تعتقد أن مهام المدير تتجاوز تقديم المساعدة لفريق عملك، فربما حان الوقت لإعادة التفكير في أولوياتك، فالقيادة تتطلب أن تكون متعاطفا مع الأشخاص الذين يعملون معك.

وتقول الكاتبة كوكس إنها حاولت حل مشكلة بين زملائها في الفريق، فتواصلت مع مديرها من أجل تقديم اقتراح لحل المشكلة، لكنه ردّ على طلبها بشكل فوري وغاضب وقال “أرغب في البقاء في المنزل مرتديا ملابس النوم طوال اليوم وأن يتم إرسال راتبي إليّ بالبريد”.

وتوضح الكاتبة أن تفاعل مديرها في العمل كان ينم عن افتقاره إلى التعاطف مع الفريق الذي يحتاج حقا إلى قائد متعاطف ومتفهم، وكان افتقاره للانفتاح والعطف في ذلك اليوم يدل أنه لا يصلح أن يكون قائدا قادرا على حلّ مشاكل فريقه.

كيف يبدو القائد المتعاطف؟

وتنقل الكاتبة عن ساتيا نادالا، المدير التنفيذي لشركة “مايكروسوفت” (Microsoft) تأكيده على قوة وفعالية التعاطف في مقابلة مع “هارفارد بيزنس ريفيو” (Harvard Business Review)، حيث رأى أن التعاطف ليس فقط بالاهتمام بمشاغل الفريق، ولكن أيضا بتعزير الأفكار التصميمية والابتكار وخدمة العملاء.

وتلفت الكاتبة إلى أن أول درس تلقيناه عن تعريف التعاطف يفيد بأنه يعني أن تضع نفسك في مكان شخص آخر ورؤية العالم من منظوره، لكن أشكال التعاطف القوية حقا لا تبدأ ولا تتوقف عند هذا الحد، بل تخترق جميع مجالات حياتنا وعملنا، ويساعد التعاطف على أن نبرز وجودنا في المجتمع وإثبات قدرتنا على التواصل مع الآخرين والتفاعل مع مشاكلهم.

القائد المتعاطف استباقي

وتبين الكاتبة أن القادة الفعالون لا يسعون لحل المشاكل فور ظهورها فحسب، بل يبحثون بنشاط عن طرق لتيسير مهام فريقهم وإزالة العقبات التي من المحتمل أن تواجههم في المستقبل من خلال مهارة التعاطف، حيث قد يتطلب هذا النوع من النشاط الاستباقي القيام ببحث حول الموظفين لفهم نقاط قوتهم وتحدياتهم، كما قد يتطلب الأمر أن تضغط أحيانا على القادة وتخبرهم أن إستراتيجتهم غير ناجحة مع فريق عملهم.

وتؤكد كوكس أنه على الرغم من صعوبة هذه الخطوة، فإن هذا النوع من الاستثمار في موظفيك سيحسن أداء فريقك.

القائد المتعاطف يظهر قدرا كبيرا من التعاطف المعرفي

وتستطرد الكاتبة فتقول إن التعاطف المعرفي يتطلب تفهما واستعدادا للتعامل مع مشاغل الموظفين، أما التعاطف العاطفي فهو الذي يعتمد على العاطفة، مثلما يبكي شخص على ألمك أو يشعر بغضبك، فهذا هو التعاطف العاطفي في العمل، مشيرة إلى أنه يمكن أن يتمتع الناس بمستويات عالية أو منخفضة من كلا النوعين من التعاطف.

وتتابع مشددة على أن أفضل القادة هم أولئك الذين يتمتعون بتعاطف معرفي عالٍ وعاطفي منخفض لأن هذا يسمح لهم بالتفاعل بشكل تعاطفي مع الموظفين ومشاعرهم وإحباطاتهم بدون الانجرار إلى انفعال عاطفي.

القائد المتعاطف ينبغي أن يكون شموليّا

وتقول كوكس -في مقالها- إن التعاطف يعني أكثر من مجرد فهم وجهة نظر الشخص المقابل، حيث يعني استيعاب احتياجات الآخرين وأفكارهم، ومن ثم مساعدتهم في العثور على أرضية العمل التي تناسبهم بشكل أفضل، مضيفة أن قضاء الوقت في رؤية الأشخاص كأفراد لهم احتياجات ودوافع مختلفة يخلق الأمان والشمول اللذين يعدان من العوامل الحاسمة لبناء فريق فعال.

القائد المتعاطف يجعلك تشعر بالأمان

وتشير الكاتبة إلى أن أفضل القادة هم الذين يخلقون الأمان ويزرعون التعاطف ويحترمون تنوع فريقهم ويتأكدون من أن كل موظف يشعر بالأمان الوظيفي ويحظى بالاهتمام والتقدير للمجهودات التي يقوم بها في الفريق، مؤكدة على أنه بدون الأمان النفسي فسوف تتعثر الفرق وتفشل في نهاية المطاف لأن أفرادها لا يشعرون بالأمان الكافي لشحذ كامل قواتهم إلى العمل.

وخلصت الكاتبة إلى القول إنه إذا كنت تريد من موظفيك أن يقدموا أفضل ما عندهم وترغب في تشجيع الابتكار والتفكير الإبداعي وجني ثمار العمل في بيئة آمنة نفسيّا، فعليك الحرص على تحسين درجة تعاطفك مع الآخرين.

ووفق الكاتبة، فإن بناء التعاطف كمهارة قيادية هو أكبر استثمار فردي يمكنك القيام به لنفسك ولأفرادك ومؤسستك في عالم أصبح العطف من القيم الأكثر أهمية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس