جولة إفريقية لبلينكن الشهر المقبل لمواجهة الحراك الدبلوماسي الروسي

14
جولة إفريقية لبلينكن الشهر المقبل لمواجهة الحراك الدبلوماسي الروسي
جولة إفريقية لبلينكن الشهر المقبل لمواجهة الحراك الدبلوماسي الروسي

أفريقيا برس – أرض الصومال. أعلنت الخارجية الأمريكية الجمعة أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور الشهر المقبل جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، في خطوة تُكثّف من خلالها واشنطن تحركها الدبلوماسي في أفريقيا في مواجهة الدبلوماسية الروسية.

وستزور أيضًا سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، في آب/أغسطس، غانا ورواندا. وقامت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور مؤخرًا بزيارة كينيا، الحليفة القديمة للولايات المتحدة، بالإضافة إلى الصومال حيث أشارت إلى زيادة سوء التغذية بفعل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي الجولات الدبلوماسية الأمريكية بعد جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الواسعة في أفريقيا حيث عزا ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم إلى تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على موسكو. ونفت واشنطن هذه الفرضية.

وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن بلينكن سيشدّد خلال جولته الإفريقية على أن “الدول الإفريقية شريك أساسي في أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا، من تعزيز نظام دولي مفتوح ومستقرّ، إلى التطرق إلى تداعيات التغيّر المناخي وانعدام الأمن الغذائي والأوبئة العالمية، وتشكيل مستقبلنا التكنولوجي والاقتصادي”.

وبرزت جنوب أفريقيا كساحة معركة دبلوماسية رئيسية إذ أبقت على موقف محايد بشأن الحرب في أوكرانيا، رافضةً الانضمام إلى الدعوات الغربية لإدانة موسكو التي أبدت معارضة لنظام الفصل العنصري في الماضي في الدولة الإفريقية.

وسيزور بلينكن جوهانسبرغ وبريتوريا من 7 آب/أغسطس إلى 9 آب/أغسطس، على أن ينتقل بعدها إلى كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية بهدف إظهار دعم لأكبر دولة في أفريقيا جنوب الصحراء والتي تحاول طيّ صفحة عقود من النزاع الدامي.

ويسافر بعدها إلى رواندا التي شهدت تصعيدًا في التوترات مع الكونغو الديموقراطية التي اتهمت كيغالي بدعم متمرّدي “حركة ام 23” (حركة 23 آذار/مارس)، الأمر الذي تنفيه رواندا.

ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أن بلينكن سيسعى إلى الضغط من أجل الإفراج عن بول روسيساباغينا الذي يُقال إنه أنقذ مئات الأشخاص خلال الإبادة في العام 1994. وقد أنتج فيلمًا سينمائيًا عن الواقعة بعنوان “هوتيل رواندا”.

والعام الماضي حُكم على بول روسيساباغينا المُقيم الدائم في الولايات المتحدة والمعارض الشرس للرئيس الرواندي بول كاغامي بالحبس 25 عاما لإدانته بـ”تأسيس” الجبهة الوطنية للتحرير و”الانتماء إليها”.

وزيارة بلينكن لإفريقيا جنوب الصحراء هي الثانية منذ تسلّمه منصبه العام الماضي.

وكان بلينكن قد زار العام الماضي كينيا ونيجيريا والسنغال، في محاولة لتسليط الضوء على أهمية الأنظمة الديمقراطية.

وقبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، ركّزت الجهود الدبلوماسية الأمريكية في القارة الإفريقية على منافسة الصين التي أنفقت مبالغ في سبيل إنشاء بنى تحتية للقارة مع تجاهل عنواني الديموقراطية وحقوق الإنسان.

“لعبة دفاع يائسة”

في وقت ترى إدارة بايدن الصين منافسًا أساسيًا على المدى الطويل للولايات المتحدة، فإنها تصبّ تركيزها على محاربة السيطرة الروسية على المدى القصير.

وأعربت الدول الغربية بأغلبية ساحقة عن غضبها وسعت إلى فرض عقوبات على موسكو أثر غزوها لأوكرانيا، لكن الدول النامية، خصوصًا في أفريقيا وجنوب آسيا، أظهرت ترددًا أكبر.

والتقى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الثلاثاء لافروف، وقال له “كيف يمكننا أن نكون ضدّ شخص لم يؤذنا أبدًا؟”.

وفي اليوم التالي، قال لافروف من إثيوبيا، “نحن من يقرر إن كنا نريد عالمًا يكون للغرب … تابعا تمامًا للولايات المتحدة .. لديه الحق في أن يقرر متى وكيف يروج لمصالحه الخاصة من دون احترام القانون الدولي”.

ووصف بلينكن الأربعاء جولة لافروف بأنها “لعبة دفاع يائسة لتبرير الإجراءات التي اتخذتها روسيا” بما في ذلك “عدوانها” على أوكرانيا.

والأربعاء، وصف إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا التي لديها تاريخ طويل في أفريقيا، روسيا بأنها “واحدة من آخر القوى الاستعمارية الإمبريالية”.

وكشفت باور، خلال زيارتها للقرن الأفريقي، عن منح أكثر من مليار دولار من المساعدات الطارئة لمكافحة الجوع المتزايد في أفريقيا، وتحدت دولًا أخرى مثل الصين وروسيا أن تحذو حذو واشنطن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس