الحفناوي الملك الجديد للسباحة الحرة..

6
الحفناوي الملك الجديد للسباحة الحرة..
الحفناوي الملك الجديد للسباحة الحرة..

أفريقيا برس – أرض الصومال. على مدى أسبوع اتجهنا بأنظارنا إلى اليابان، وتحديداً إلى مدينة فوكوكا، حيث جرت فعاليات بطولة العالم للألعاب المائية، من سباحة وغطس وسباحة المياه المفتوحة وكرة الماء.

منافسة شاركت فيها 195 دولة، أي تقريباً كل دول العالم، بحضور 2392 سباحاً وسباحة. النسخة الـ20 للبطولة التي انطلقت للمرة الأولى عام 1973 في بلغراد، كانت فيها المشاركة العربية متوفرة عددياً ومقتصرة نوعياً على المصرية فريدة عثمان صاحبة الميدالية البرونزية في بطولة العالم عامي 2017 و2019 في اختصاص الفراشة، والبطل الأولمبي في 400 سباحة حرة التونسي أيوب الحفناوي أصغر رياضي عربي فاز بذهبية في الأولمبياد.

علي مدى أسبوع من الأحد إلى الأحد أجابني أحمد الحفناوي عن أسئلة راودتني منذ انتقاله إلى أميركا العام الماضي للالتحاق بجامعاتها، هل أحسن الحفناوي الجمع بين الدراسة والتدريب، هل في سنه الصغير يستطيع “حفة”، كما يناديه الأصحاب ومحيطه، التأقلم مع الوضع الجديد؟

بعد عام 2022 والذي غاب فيه عن بطولة العالم في بودابست في المجر لتفرغه للدراسة، بدأت السنة بعودة الأخبار عن انتصارات الحفناوي في ملتقيات في أميركا وأوروبا، ولكن دائماً لاحقني الشعور ما بعد طوكيو كيف يكون بطلنا بعدها وجاء الموعد وتابع الجمهور الرياضي خاصة في تونس سباقات الولد الذهبي.

حفناوي يضيع ذهبية 400 متر بفارق 2 في 100 من أعشار الثانية، الميدالية الفضية جميلة، ولكن الذهب أجمل، ثم جاء الموعد الثاني، الأربعاء في 26 من هذا الشهر، الحفناوي يؤكد للجميع أنه أسطورة قادمة في عالم السباحة، ذهبية 800 متر في الجيب، ولكنني لا أشبع من انتصارات أولادنا وبناتنا، الأحد في 30 من الشهر الحالي، وفي يوم ختام البطولة، الحفناوي في آخر ظهور في 1500 متر سباحة حرة بحضور البطل الأولمبي فينك، بالأسترالي الجديد شورت بطل العالم في سباق 400 متر منذ أيام.

هي الساعة 12 ظهراً و16 دقيقة، انطلق السباق، الحفناوي خامس ثم ثالث ثم ثان، ومع 1200 متر تقدم إلى المركز الأول، وفي النهاية لم يُفرط الحفناوي في المجد العالمي ليحقق الفوز بأفضل رقم في تاريخ بطولة العالم وبثاني أفضل رقم في تاريخ السباق.

يا الله في سن 20 سنة و6 شهور الحفناوي يحقق ثالث ألقابه (1 أولمبي و2 عالمي)، يصل لخامس ميدالياته في البطولات الكبرى. بطولة تاريخية حقق فيها حفناوي ميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية مساهماً في وصول تونس للمرتبة 12 عالمياً في كل ألعاب الماء، والمركز السابع إذا اعتبرنا ميداليات السباحة فقط، علماً أنه ضمن 195 دولة مشاركة فقط، 30 دولة فازت بميدالية بشكل عام، و18 دولة فقط حققت الميدالية الذهبية.

يُذكر أن تونس شاركت بسباح واحد في البطولة هو الحفناوي، الذي مكن تونس في السباحة من تجاوز إيطاليا، ألمانيا، المجر، كندا، على الترتيب، وهو إنجاز مشرف ومصدر فخر، الآن هو وقت العودة للديار، هو وقت العائلة، هو وقت البحر وسهرات تونس الجميلة، هي أيام للتكريم على المستوى الرسمي والشعبي.

هو وقت لاستيعاب ما تحقق من شاب تونسي آمن بموهبته، عمل بجد، صنع تضحيات ونجح بحمد الله، الآن هو المستقبل، الآن تبدأ مرحلة هضم النجاح، الحفاظ على الثوابت نفسها من جدية وعمل متواصل، تركيز على السباحة، الابتعاد عن ضوضاء وسائل التواصل الاجتماعي وتجنب الظهور الإعلامي المبالغ به.

التواضع سر النجاح والإحاطة ببطل مثل الحفناوي مهمة جداً وهنا أنا مرتاح على اعتبار والده رياضي سابق، لاعب دولي في كرة السلة ويعرف ما أطلبه للاحتفاظ بالجوهرة الحفناوي الذي أراهن عليه ليصبح الرياضي العربي الأكثر تتويج أولمبياً وعالمياً.

باريس غداً وقبلها المونديال القادم في بداية عام 2024، في شهر فبراير/شباط في أكاديمية أسباير في بالدوحة، المكان القادم لإبداعات وتتويجات الحفناوي في قطر وبعدها باريس. نريد 3 ذهبيات يا أحمد، نقطة مشتركة بين الدوحة كما باريس “حفة” يلعب أمام جمهوره، العب يا الحفناوي والجمهور معاك!

في كلمة أنت أسطورة، من كلمة أنت مصدر إلهام، ببساطة أنت أحمد أيوب الحفناوي!

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس