ظافر الغربي
أفريقيا برس – أرض الصومال. مع كل مفاجأة في كأس العالم، ترتفع نسبة التفاؤل عند “الشعب التونسي” الذي “حاصرته” مختلف الظروف، اجتماعية كانت أو اقتصادية أو صحية.
لم تعد الأسعار الملتهبة شغله الشاغل كما كان الحال قبل انطلاق المونديال، فقد وجد في أداء المنتخب الوطني ملجأ يحدّ من القلق، وفي روح لاعبيه العالية حاجزا من “وسواس الخوف“! هذه الحالة، لا يراد لها أن تكون قصيرة الأجل، بل ذات مفعول مداه أطول لأن “منسوب” التفاؤل ارتفع بشكل لافت بعد الجولة الافتتاحية للمجموعة الرابعة التي أسفرت عن التعادل مع الدنمارك المصنّف عاشرا في ترتيب الفيفا.
ماذا يعني هذا التفاؤل الذي يبث الطاقة الإيجابية ويرفع من “هرمون” السعادة عند التونسيين؟ يعني أن كتيبة القادري بعثت رسالة مطمئنة للشعب التونسي، مؤكدة في مفرداتها أنها لن تحزم حقائبها مبكرا، بل هي عاقدة العزم على التخلي عن “التمثيل المشرف” بتجاوز عقدة العبور للدور الثاني التي لازمت المنتخب الوطني في مشاركاته الخمس السابقة!
وبعيدا عن رومانسية هذا المشهد، علينا أن نسأل عن حقيقة القدرة الفعلية للنسور للتحليق عاليا بعد الإقلاع الناجح أمام الدنمارك. الى أي مدى يمكن البناء على حصيلة المباراة الأولى؟ منتخب لا يقبل أهدافا، فقد أجاد غلق المنافذ وشل حركة منافسه مظهرا نضجا تكتيكيا أهلّه لتجسيد استراتيجية المدرب على الوجه المطلوب. ومقابل هذا التنظيم الدفاعي الناجح في تعطيل حركية الدنماركيين، فان المنتخب الوطني لا يسجل ولا يترجم ما تتاح له من فرص حقيقية. وهو ما يؤكده المدرب جلال القادري حيث قال: “كنا مدركين أننا نواجه أحد أعتى المنتخبات في المونديال، حاولنا فرض شخصيتنا في المباراة ونجح الفريق في تقديم أداء نال استحسان الجميع، لكن ما عابنا في هذا اللقاء اننا افتقدنا للفاعلية أمام المرمى، يجب ألا نكتفي بصناعة الفرص فحسب، بل بتجسيدها، وأنا متفائل بتحقيق ما نطمح اليه جميعا وهو التأهل للدور الثاني“.
الاقرار بغياب الفاعلية يقودنا الى اختيارات القادري “الهجومية” في أولى المواجهات. نحن نعلم ان العقم الهجومي هو معضلة الكرة التونسية في السنوات الأخيرة، ما جعل الدوري المحلي يزخر بمهاجمين أجانب انتدبتهم الأندية لسد النقص الذي تعاني منه في الخط الهجومي، لكن بالعودة الى اختيارات الناخب الوطني، فان قائمة اللاعبين تضم ثلاثة “قناصين” حظي منهم عصام الجبالي (مهاجم أودنسه الدنماركي) بوقت أكثر كأساسي قبل تعويضه في الدقائق الخمس الأخيرة بياسين الخنيسي (مهاجم الكويت الكويتي) الذي ربما كان يستحق مدة زمنية أكبر، أسوة بمهاجم الزمالك سيف الدين الجزيري ثالث القناصين، والذي يراهن بقوة على مكان مع الاساسيين!
المراهنة على العبور، لن تأتي فقط بالتنظيم الدفاعي المحكم، لأن التعادل الذي أسعد “الشعب” وضع المنتخب التونسي أمام حتمية الفوز في لقاء السبت ضد أستراليا، والجميع يدركون بدون شك أن الرأي السائد في “الضفة الأخرى” هو تجاوز مرارة الرباعية الفرنسية باقتناص ثلاث نقاط تعيد أمل المراهنة على التأهل للدور الثاني.
الطريف في الأمر، أن المنتخبين اعتبرا “الحلقة الأضعف” في المجموعة الرابعة في نظر الأغلبية قبل انطلاق المونديال، لكن تغيرت النظرة والمعطيات بعد نتيجة الجولة الأولى لان الفوز سيكون حاسما لتحديد المصير، فلا بديل عنه للنسور لتحقيق الهدف الذي طال انتظاره، بينما الانتصار يعيد الأمل للأستراليين خصوصا اذا تعثرت الدنمارك أمام فرنسا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس