من الذين يحكمون ويتحكمون بكرة القدم العالمية؟

7
من الذين يحكمون ويتحكمون بكرة القدم العالمية؟
من الذين يحكمون ويتحكمون بكرة القدم العالمية؟

ظافر الغربي

أفريقيا برس – أرض الصومال. قل لي من صديقك، أقل لك من أنت!»، وإذا قمنا بإعادة استخدام هذا المثل بصيغة أخرى تتصل بكرة القدم في عالم اليوم سنسأل: «قل لي من هم الذين يحكمون كرة القدم العالمية أقول لك ما هو حالها!». وكي نحصل على إجابة دقيقة وشافية عن هذه السؤال تعالوا نستعرض تفاصيل الإجابة كي ندرك أحوال كرة القدم العالمية اليوم وشكل مستقبلها في السنوات القليلة القادمة.

الأصغر يتحكمون بالاتحادات القارية… الملفت للنظر أن جميع رؤساء الاتحادات القارية جاؤوا من دول صغيرة في حجمها الجغرافي أو في تاريخها الكروي أو في الاثنين معاً، وسيتضح ذلك أكثر عندما نعرف من هؤلاء ومن أين جاؤوا؟

رئيس الاتحاد الآسيوي من البحرين! ومع كامل الاحترام للشيخ سلمان آل خليفة سليل الأسرة الحاكمة في مملكة البحرين فإن تاريخ الرجل كروياً وحجم بلده الجغرافي والكروي يفرض تساؤلاً محقاً: لماذا لا يكون رأس الهرم الكروي الآسيوي من دولة بتاريخ السعودية أو إيران أو كوريا الجنوبية، أو بحجم الصين أو بإنجازات اليابان، الجواب مفقود على مر تاريخ الاتحاد القاري لأكبر قارات العالم منذ كان رئيسه من ماليزيا التي لا تملك تاريخاً يذكر حتى على صعيد التأهل لكأس آسيا وحتى يومنا هذا!

أما رئيس الاتحاد الأفريقي فهو رجل أعمال ملياردير من جنوب أفريقيا اسمه باتريس موتسيبي، ووصل إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم رغم أن علاقته بكرة القدم لم تكن وثيقة، لكن علاقته بجاني إنفانتينو رئيس الفيفا وثيقة جداً وهذا يفسر كل شيء في قارة اشتهرت بكثرة نجومها وكثرة فسادها!

أما الاتحاد الأوروبي في القارة الفائقة العراقة فلا يرأسه رجلٌ من إنكلترا أو فرنسا ولا من ألمانيا أو إيطاليا ولا حتى من إسبانيا أو هولندا بل من دولة لا تاريخ يذكر لها في كرة القدم ولا جغرافيا تحميها اسمها سلوفينيا والرجل اسمه ألكسندر شيفيرين وهو سائق راليات سابق ومحامٍ ثري لكنه أصبح بقدرة قادر على رأس سدة كرة القدم الأوروبية!

إذا كان هذا هو الحال في أعرق قارات الأرض فلن يكون مستغرباً أن يكون الأمر مشابهاً في أحدث وأصغر القارات، ففي أوقيانوسيا نزحت أستراليا إلى آسيا في يناير 2006 ولكن نيوزيلندا لم تقدم رئيس الاتحاد القاري كما يفترض قياساً لاعتباراتٍ عدة، بل جاء الرجل من دولةٍ اسمها ڤانواتو، واسمه لامبرت مالتوك وهو نجل رجل أعمال ثري من تلك الجزيرة التي لا يكاد يعرفها أحد!

وفي قطر 2022 وصلت كندا للمرة الثانية فقط في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم ومنها وصل رجل الأعمال الإيطالي الأصل فيكتور مونتالياني إلى رئاسة اتحاد «الكونكاكاف» ولم يصل أحد من الدولتين الأكثر نجاحاً كروياً والأكبر بشرياً في القارة وهما الولايات المتحدة والمكسيك!

أما اتحاد «الكونميبول»، وهو اتحاد أمريكا الجنوبية فلا يرأسه أحد من البرازيل أو الأرجنتين أو الأوروغواي كما يفترض، وإنما أليخاندرو دومينغيز من الباراغواي وهو ابن رجل الأعمال أوزفالدو!

وهكذا يتكرس وجه الشبه بين الاتحادات القارية الستة بحيث يرأسها جميعاً رجال أعمال أثرياء من دول بلا تاريخ كروي يستحق الذكر وتربطهم كلهم علاقات وثيقة برئيس الفيفا السويسري الإيطالي الجذور جاني إنفانتينو، وإذا بحثنا عن علاقة هذا الرجل نفسه بكرة القدم نجد أنه لم يلعبها إلا بعدما أصبح رئيساً للفيفا! من هنا نفهم لماذا تحولت كرة القدم من لعبة إلى بيزنس ومن رياضةٍ إلى تجارة، وكيف أصبح الهدف منها ليس فرحة الفقراء وإنما سعادة الأغنياء وزيادة أموالهم!

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس