هل توقع لجان المقاومة على الاتفاق الإطاري؟

163
هل توقع لجان المقاومة على الاتفاق الإطاري؟
هل توقع لجان المقاومة على الاتفاق الإطاري؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. كشف عضو مجلس السيادة السابق والقيادي بقوى الحرية والتغيير محمد الفكي سليمان عن نقاش مستمر مع لجان المقاومة للتوقيع على الاتفاق الإطاري ، مبينا وجود صعوبة في الالتقاء بلجان المقاومة نسبة لطبيعتها الافقية وتحفظاتهم على كثير من النقاط ، فيما تبرز أسئلة عديدة بشأن إماكنية توقيع لجان المقاومة على الاتفاق الإطاري ، أبرزها، هل توقع اللجان على الاتفاق الإطاري؟ وماهي تحفظاتها على الاتفاق؟ وماهي العوامل التي تجعل اللجان توافق على الاتفاق؟ وماهي عقبات عدم التوقيع؟

رفض لجان المقاومة

وكانت لجان المقاومة التي تقود الحراك الشعبي في السودان، رفضت الاتفاق الاطاري الذي وقعته القوى السياسية مع قادة الجيش حول الترتيبات الدستورية للفترة الانتقالية وحل أزمة الحكم الحالية في البلاد ، واتهمت اللجان تحالف الحرية والتغيير بمحاولة تفكيكها لتمرير التسوية السياسية مع العسكريين، قائلة في بيان، إن بعض تنسيقاتها تلقت دعوة من التحالف بخصوص اجتماع للتداول حول مشروع مسودة الاتفاق الإطاري، مؤكدة على موقفها المسبق من العملية السياسية، الرافض لأي شراكة جديدة مع العسكريين.

مبدأ لجان المقاومة

وفي رده على سؤال لـ”أفريقيا برس”، هل توقع لجان المقاومة على الاتفاق الإطاري؟ يقول عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر، إن لجان المقاومه لن توقع على الاتفاق الاطاري على إعتبار إن اللجان رفعت منذ زمن طويل شعار لا تفاوض لا شراكه لا شرعيه، وهذا الاتفاق الاطاري بحسب جعفر يتم بناء على تفاوض بين قوى الحرية والتغيير والانقلابيين برعايه دولية واقليمية، وأضاف معلوم أن لجان المقاومة ترفض مبدا التفاوض مع الانقلابيين جراء الجرائم الكبرى التي ارتكبوها لذلك فهم لم يخوضوا في تفاصيل الاتفاق. وقال خصر إن لجان المقاومه تطالب بالخروج النهائي للمؤسسة العسكرية من العمل السياسي وخضوعها للسلطه المدنية وان هذا الاتفاق لا يحقق هذا الهدف إذ ان البرهان بحسب جعفر سيكون قائدا للجيش وله استقلاليته الكاملة من السلطة المدنية كما بحسب جعفر فإن محمد حمدان دقلو سيكون قائدا للدعم السريع مستقلا عن السلطة المدنية وأن الاتفاق لم يمنع الدعم السريع من ممارسة الاعمال التجارية والاستثمارية، وهذا ما لا يمكن ان تقبل به لجان المقاومة. ويضيف إن لجان المقاومة يمكن أن تدخل في تفاوض تسليم وتسلم اذا تمت ازاحه لجنة البشير الأمنية تماما من المشهد بغروبهم أو بانحياز شرفاء الجيش.

ضرورة ملحة

ويرى جعفر أن عدم توقيع لجان المقاومة سيفقد الاتفاق الإطاري مشروعيته وتفقد التسوية مشروعيتها ، منبها إن عدم التوقيع يحتم على رجال المقاومة ان تعمل على تنظيم نفسها وضمان استقلاليتها وتوحدها مع بعضها البعض حتى تكون مؤهله لقياده القوى الثورية وتكون قادرة على حسم المعركة السلمية لمصلحة الشعب السوداني، وتوصل جعفر إلى “ان البناء القاعدي للجان المقاومة أضحى ضرورة ملحة ينبغي أن تشرع فيها الان وفي كل انحاء السودان.

دعوة قوى الحرية والتغيير

القيادي بقوى الحرية والتغيير عروة الصادق كشف لموقع “أفريقيا برس” عن دعوة قدموها لعدد من تنسيقية مقاومة الخرطوم والولايات بغرض التوقيع على الاتفاق الإطاري، كما قال عروة إن قيادة مركزي الحرية والتغيير التقت بعدد من لجان المقاومة، مشيرا إلى إنها أطلعت التنسيقيات على حيثيات الاتفاق واستمع ممثلو المركزي لساعات مطولة لتحفظات وملاحظات التنسيقيات والتي استوعبتها النسخة النهائية للإتفاق، مستدركا، ولكن التنسيقيات ولجان الأحياء لها تصورات بعدم الانخراط في أي التزام سياسي غير مضمون النتائج، وبعض اللجان يقول عروة ترى أن يقتصر دورها في مسارات الضغط السياسي الجماهيري، والبعض الآخر يخطو للضغط نحو مسارات التنظيم والمؤسسة، ولكن هذا الطريق تشوبه بحسب عروة خطوات تعطيل ومحاولات استحواذ وهيمنة على قيادة اللجان من قوى شتى. وبشأن ماهي تحفظات اللجنان يقول الصادق: أكبر تحفظات اللجان على الاتفاق أنه بلا ضمانات، وأن أهم العوامل التي تجعل اللجان تقبل بالاتفاق هي إجراءات بناء الثقة، فلا زال الرفاق -اي لجان المقاومة- يقول عنهم عروة يسقطون في الشوارع المغلقة بالحاويات ولا زال آخرون في المعتقلات، ولم تتوقف حملات العنف المفرط ضدهم.

جهود سياسية

وأكد عروة أنه ليس للاتفاق الإطاري مخاطر على البلاد ولا على السيادة الوطنية ولا على حياة المواطنين، بل العكس يقول عروة هو خلاصة جهود سياسية بشرية قابلة للتصويب متى ما تبين خطأها سترجع للتصحيح، وأضاف ، قوى الاتفاق لم تركن للإملاء أو السلاح أو القوة وإنما تمسكت بقوة المنطق، مستدركا، ولكن ستزيد المخاطر على الاتفاق الإطاري إزاء التهديدات التي أطلقها أعضاء حتى من حكومة الإنقلاب خاصة فيما يتعلق بملف السلام الذي يرفض بعض موقعوه مراجعته وتقييمه في الوقت الذي طالبوا فيه بشدة بفتح الوثيقة الدستورية وضروة تعديلها، لإدراج اتفاق سلام جوبا.

مسببات عدم التوقيع

ولم يستبعد عروة عدم توقيع لجان المقاومة على الاطاري بان يتسبب في استمرار الأزمات السياسية والعزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للسودان. منبها بان عدم المضي في الاتفاق قدما سيضع مصداقية السودان وقواه العسكرية والسياسية على المحك في الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وستترتب عليه بحسب عروة خسارة كاملة لمكتسبات الفترة الانتقالية.

وكشف عروة عن سيناريو متطرف قال يرسمه المناوئون للاتفاق الإطاري وهو الترويج للانفصال لبعض الأقاليم التي يرفض قادتها التفريط في مكتبسات السلام ، وهو الأمر الذي يمكن بحسب عروة أن يعجل بفرض عقوبات على المعيقين لعلمية الانتقال وتعليق عشرات الاتفاقات وأهمها المتعلقة بمعاش الناس.

كما قال عروة إن وضع قوات الدعم السريع من أكبر عناصر قلق لجان المقاومة والذي صوره البعض بأنه قوة موازية ومستدامة، وهو لن يكون كما يتصوره البعض بأنه قوة موازية للقوات المسلحة ولن تكون قوات الحركات المسلحة كذلك، إذ ستكون بحسب عروة عملية هيكلة كاملة للقوات النظامية ، مشددا على أن ملف الترتيبات الأمنية ينبغي أن يخلص إلى جيش مهني واحد وقوات نظامية مهنية مستقلة تأما بأمر السلطة المدنية وأن تكون مهمتها حفظ النظام الديمقراطي والدستور والوطن والمواطن.

عدم التجانس

ويرى مراقبون إنه لا يوجد توافق بين لجان المقاومة على موقف موحد تجاه الاتفاق الاطاري ، ولذلك اي توقيع من بعض تلك اللجان بحسب مراقبون سيجد هجوم عنيف من بقية تلك اللجان الرافضة لأي شراكة جديدة مع العسكر.

وطالبت حركة لجان المقاومة (حلم)، بتوسيع قاعدة الإتفاق الإطاري، ليستوعب كافة الكيانات والقوى الثورية والمعنية بثورة ديسمبر المجيدة والتحول الديمقراطي ، وأكدت أن لجان المقاومة قدمت مذكرة للقائمين على أمر الاتفاق الاطاري وجلست اليهم بدار حزب الامة في ام درمان، وأبدت رغبتها في التوقيع والانضمام للإتفاق ولكن لم يتم الرد بعد . لكن البعض يتهم “حلم” بأنها جسم مختطف يتحدث بإسم لجان المقاومة وإنه لم يقدم اي دعوة للتوقيع على الاتفاق الإطاري .

ويرى المراقبون ، إن تعنت لجان المقاومة في عدم التوقيع على الاتفاق يضعف عمليا دور لجان المقاومة في العملية السياسية وقد يجعلها خارجها تماما ، ويرى ذات المراقبون أن لجان المقاومة تحتاج للتوحد وللمرونة إن أرادت ان يكون لها دور كبير في العملية السياسية المقترحة ، محذرين من إنها ستجد نفسها كما في السابق خارج اي توافق سياسي سوداني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here