أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. حذر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحزاب السياسية في البلاد من الحديث في شؤون الجيش، وقال: “عليهم العمل على إصلاح أحزابهم. وأضاف البرهان: “نريد قواتا مسلحة خالية من الإخوان المسلمين واليساريين وداعمة للتحوّل الديمقراطي”.
ووجدت تصريحات البرهان ردود أفعال واسعة وسط القوى السياسية. وفيما قال البعض ، إن خطاب البرهان محاولة لمنع القوى السياسية من التخطيط لإصلاح المؤسسة العسكرية وفقا لنص الاتفاق الإطاري، رأى البعض الآخر ، إن حديث البرهان يعبر عن عدم حرصه لتحقيق التحول الديمقراطي والمدني والذي من أهدافه إخضاع كافة الأجهزة النظامية لإرادة الشعب.
عماد الجيوش الأفريقية
من جهته، يقول القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق لـ “أفريقيا برس” إن حديث قائد الجيش مردود عليه، مضيفا، أن المؤسسات السياسية هي مواعين التخطيط للحكم وإدارة شؤون البلاد، ولا حكم ديمقراطي ومستدام للبلاد دون إخضاع السلطات العسكرية وكافة القوات النظامية لإرادة الشعب التي يعبر عنها عبر قواه الحية. وتابع، يعلم البرهان يقينا أن القوى المدنية تطمح وتطمع أن يكون الجيش السوداني من أكفأ جيوش المنطقة ليحمي ثرواتها من السلب والنهب وألا يكون مطية لأطماع الدول الجارة والصديقة. وأن تكون كافة القوات النظامية في أعلى درجات التأهيل والجاهزية. وهنا يستدل عروة بالقول “بذل مدنيو السلطة الانتقالية جهودا حثيثة لإدماج السودان في المحيط الإقليمي والدولي واستقطاب فرص تعاون وتنسيق مشترك وعمليات تدريب رفيعة المستوى مع أقوى جيوش العالم ومع أحدث أجهزة المخابرات والشرطة والأمن في المنطقة، وما كان ذلك ليكون تحت ضوء الشمس لولا الثورة المجيدة وهمة القوى المدنية. وظل أمر التعاون العسكري والأمني مع السودان رهين لإرادة وإملاءات الخارج الذي لا يريد تطور جيشنا ولا قواتنا النظامية”. وقال عروة إنهم يتفقون مع البرهان في شيء واحد وهو تنقية الجيش من العناصر الأيدولوجية وتلك الفاسدة وجماعات تجار الحروب والممنوعات والسلاح وتهريب الثروات والمخدرات. و بحسب عروة إذا تم تصفية الجيش من هذه الجماعات سيكون الجيش السوداني عماد الجيوش الأفريقية والقوات الامنية محور اهتمام العالم الذي يريد مكافحة الجريمة العابرة للقارات والحدود، والسودان له نصيب الأسد مائيا وبريا وجويا.
رسائل تحذيرية
بالنسبة لعضو للمكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر، فإن خطاب البرهان يؤكد رفضه إصلاح المؤسسة العسكرية، ورفض خضوع الجيش للسلطة المدنية، ويعني إصراره على الانفراد بالسيطرة على الجيش وانفراد حميدتي بالسيطرة على الدعم السريع بعيدا عن اي تدخل من المدنيين. وبحسب جعفر فإنه يرسل رسائل تحذيرية لشركائه في الاتفاق الاطاري بألا يستمعوا لدعوات الشارع الثوري المنادي بخروج الجيش من الحياة السياسية والاقتصادية وعودته للثكنات، ومحاكمة القتلة المتورطين في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، وما قبلها وما بعدها من الجرائم، حتى ضحايا انقلاب 25 اكتوبر. ويقول جعفر لموقع “أفريقيا برس” إن اصلاح الجيش هو واجب المدنيين والعسكريين المؤمنين بمبادئ ثورة ديسمبر العظيمة وليس شأن عسكريا بحتا. كما يحاول أن يصور البرهان، وأضاف، سبق للبرهان أن قال انهم قد بدأوا بالفعل في اصلاح المؤسسة العسكرية، وإن الاصلاح مستمر، وهو يعني بذلك أن هذا الأمر شأن خاص بهم فقط. ويرى خضر إن البرهان نفسه جزء من الاخوان المسلمين، مضيفا، ولو لم يكن من الاخوان المسلمين لما وصل الى الرتبه الرفيعة والمنصب العسكري في ظل حكم الاخوان المسلمين. ومما يدلل على انتمائه لهم بحسب خضر انه أعاد تمكينهم في كل مفاصل الدوله بعد انقلاب 25 أكتوبر، وعليه فإن قوله بأننا نريد قوات مسلحة خالية من الاخوان المسلمين واليساريين انما هو بحسب جعفر ذر الرماد في العيون .
وبشأن ما يترتب على حديث البرهان، يقول جعفر إنه يصر بأن العملية السياسية أوالتسوية يجب أن تحافظ على مكانته قائدا عاما للجيش، مستقلا تماما عن السلطة المدنية ومحصن من المسائلة القضائية. ويقول خضر: كشفت تصريحات الناطق الرسمي باسم العملية السياسية الباش مهندس خالد عمر يوسف، مؤخرا، عن ثمه قبول باستقلالية الجيش، عندما قال إن خضوع الجيش، الذي حكم البلاد أكثر من خمسين عاما، للسلطة المدنية، لن يتم بين ليلة وضحاها. وتابع إن الحديث يتضمن معنى ان هذا الأمر لن يتم في الفترة الانتقالية، وهذا يذكرنا بقول رئيس حزب الامة فضل الله برمة ناصر، نقلا عن البرهان، الذي قال للمدنيين بأن المؤسسة العسكرية مثل الكلبة الوالدة يجب ألا تقربوها.
مخطط الآثم
لكن الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن حديث البرهان يعني إنه فطن للمخطط الذي تريده الأحزاب من تفكيك للجيش. ولم يستبعد الخزين أن تعقب هذا الحديث انقلابا عسكريا كامل الدسم. ويضيف، القوى السياسية خاصة التي تزعم أنها قوى الثورة الحية تمهد منذ سقوط الإنقاذ لتفكيك الجيش عبر إعادة هيكلته المزعومة إيذانا، مؤكدا إن الهدف من ذلك تقسيم السودان والذي يتمثل في المخطط القديم المتجدد وهو الهدف الاستراتيجي للقوى العالمية. ويقول، الخزين إن القوى السياسية بدأت فعليا في تفكيك الجيش والأجهزة النظامية مستشهدا بحل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والتي نتج عنها بحسب الخزين حالة السيولة الأمنية التي تعيشها البلاد وانفراط عقد الأمن. وأضاف ، بعد عملية تفكيك جهاز الامن تمت إحالة عدد من ضباط القوات المسلحة وضباط الشرطة وجهاز المخابرات سيما الذين نالوا تأهيل وتدريب عالي وخبرات متراكمة. وختم الخزين حديثه، أخيرا فطن السيد البرهان لهذا المخطط الآثم، فإضعاف الجيش يقول الخزين ستكون نهاية البلاد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس