هدنة رمضان في السودان بين الرفض والقبول

94
هدنة رمضان في السودان بين الرفض والقبول
هدنة رمضان في السودان بين الرفض والقبول

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. فيما لا تزال الحرب في السودان تحصد أرواح السودانيين وتزيد من معاناتهم اليومية، أقترح مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى وقف فوري للحرب، وجميع الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان المبارك، في وقت دعت فيه أطراف الصراع للعودة إلى طاولة التفاوض واللجوء إلى الحل السلمي.

ماذا قالت الحكومة السودانية؟

سرعان ما ردت الحكومة السودانية على قرار مجلس الأمن الدولي حيث رهنت القوات السودانية التوصل إلى هدنة في رمضان بمغادرة قوات الدعم السريع لمنازل السكان والمواقع المدنية، حسبما أعلن الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش الأحد في بيان.

الدعم السريع يرحب

من جانبها رحبت قوات الدعم السريع بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، معتبرة الأمر من شأنه أن يقلل من معاناة السودان.

في الصدد، ذكر سفير السودان لدى المنظمة الدولية أمام مجلس الأمن الخميس الماضي بأن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الحاكم عبد الفتاح البرهان رحب بدعوة غوتيريش لكنه يتساءل عن كيفية تنفيذها.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السودانية؛ إن نجاح أي دعوة لوقف إطلاق النار يتطلب انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق تشمل ولايتي الجزيرة وسنار وعدة مدن في دارفور معقل القوات شبه العسكرية.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب على 25 مليون نسمة، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، ونزوح نحو ثمانية ملايين من منازلهم، ما ينتج عنها انتشار الجوع مع استمرار ارتكاب جرائم حرب من كلا الطرفين المتحاربين حسب الموقف الأمريكي.

ماوراء الهدنة؟

وتعليقا على مقترح مجلس الأمن بشأن هدنة رمضان، قال القيادي الإسلامي بارود صندل لموقع “أفريقيا برس”: “الغرب عموما وأمريكا خاصة يستخدمون أدواتهم المتمثلة في الأمم المتحدة لمساعدة قوات الدعم السريع المنهارة والمنهزمة أمام الجيش السوداني وذلك عبر اقتراح الهدن وتارة إدخال المساعدات والتي من خلالها يدخل السلاح والدعم لقوات الدعم السريع من جهة أخرى”.

ويرى صندل أن “الهدن إن حدثت فإنها تغذي المتمرد على اعتبار أنه سيجد وقتا كافيا للراحة ويجمع صفوفه المبعثرة”، مشددا على ضرورة أن يرفض الجيش السوداني والحكومة الهدن المقترحة من مجلس الأمن الدولي.

فؤائد الهدنة

المحلل السياسي محمد عبد الجبار، ينظر للهدنة من زوايا عديدة، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”: “إن الهدنة من ناحية إنسانية يمكن أن توقف معاناة السودانيين خلال شهر رمضان على اعتبار أنها ستمنحهم الأمان والطمأنينة وتدفق المساعدات”، مستدركا “ولكن من ناحية ميدانية تساعد قوات الدعم السريع وتمنحها راحة حتى بعد إنتهاء الهدنة”، وتابع “كذلك فترة الهدنة تجعل قوات الدعم السريع تلملم أطرافها وتزود نفسها بالأسلحة والذخائر”، مؤكدا إنها ليست في مصلحة الجيش، داعيا الجيش بضرورة عدم الموافقة عليها.

رفض الهدنة

إلى ذلك، رفض المحلل السياسي والدبلوماسي الرشيد ابو شامة مقترح مجلس الأمن، معتبرا الأمر تدخلا سافرا في شؤون السودان، واضاف لموقع “أفريقيا برس”: “كلما اقترب الجيش من النصر تقترح دول ومنظمات أجنبية هدن وإدنات بحق الجيش السوداني”.

واتفق أبو شامة مع سابقيه بشأن ضرورة أن يرفض الجيش الهدن المقترحة من الخارج، مؤكدا أن الهدف منها تقوية موقف الدعم السريع في الميدان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here