صحة شمال دارفور: جهود مستمرة لتوفير الخدمات العلاجية

36
صحة شمال دارفور: جهود مستمرة لتوفير الخدمات العلاجية
صحة شمال دارفور: جهود مستمرة لتوفير الخدمات العلاجية

أفريقيا برس – السودان. قال المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور بالإنابة أحمد محمد الدومة إن الحرب الدائرة بالبلاد منذ احد عشر شهرا قد أحدثت أضرارا بالغة على بنيات المؤسسات الصحية العاملة بالولاية خاصة في حاضرتها ألفاشر وادى إلى خروج عدد كبير منها من الخدمة، بجانب أنها تسببت في هجرة الكثير من الكوادر الطبية المؤهلة إلى خارج السودان ونزوح البعض الآخر إلى ولايات أخرى، إضافة إلى توقف الإمدادات الدوائية ولحاقات أمراض الطفولة.

وأضاف الدومة أنه وبرغم ذلك إلا أن الوزارة ظلت تبذل قصارى جهدها لتشغيل بعض المستشفيات، والمراكز الصحية وتيسير أداء المستوصفات والعيادات الخاصة حتى تتمكن جميعها من تقديم الخدمات الصحية الطبية والعلاجية لمرضي الولاية ومرضى الولايات المجاورة والذين نزحوا من أجل الوصول إلى ملاذات آمنة من الحرب. مشيرا إلى وجود عدد من الأطباء الإختصاصيين في مجالات الباطنية، الجراحة العامة، العظام، النساء والتوليد،الأطفال، الأنف والأذن والحنجرة، المسالك البولية، العيون، الطب النفسي، مؤكدا أنهم يؤدون عملهم علي اكمل وجه برغم قلة أعدادهم وتزايد أعداد المرضى المترددين على المرافق العلاجية يوميا.

وأشار الدومة في تصريح (لسونا) ان الوزارة قد استعاضت عن خروج مستشفي الفاشر التعليمي، ومستشفي الأطفال التخصصي عن الخدمة منذ إندلاع الحرب بتشغيل مستشفي الفاشر جنوب كمستشفي مرجعي ووحيد يقوم بتقديم الخدمات العلاجية المتكاملة لسكان الولاية والولايات المجاورة، بجانب تحويل خدمات مستشفى الأطفال التخصصي إلى مركز صحي بابكر نهار بصورة مؤقتة إلي حين إستقرار الأوضاع بالبلاد. وطالب الدومة حكومة الولاية بضرورة الإسراع في تكملة الطابق الثالث بالمستشفي الجنوبي، لمقابلة التزايد اليومي المطرد في اعداد للمرضي..

*إشادة بجمعية الهلال الأحمر السوداني*

وعبر المدير العام لوزارة الصحة في الوقت نفسه عن اشادته بجمعية الهلال الأحمر السوداني فرع الولاية والتي قامت مؤخرا بتوفير جهاز لتحليل الدم (CBC)بكامل ملحقاته لمستشفي الأطفال التخصصي، بالإضافة إلى، تشييد حوض لتخزين المياه بسعة (٢٥٠) برميل ماء، وبناء مراحيض، والشروع في توصيل خط مياه من الخط الرئيسي لمستشفي الفاشر جنوب، بدعم من الصليب الأحمر الألماني.

*مركز غسيل الكلى بالفاشر يتحدي الظروف ويواصل تقديم خدماته للمرضى*

وحول أداء مركز غسيل الكلي بحاضرة الولاية ذكر الدومة أن مركز ألفاشر تعد من المراكز المهمة المعنية بتقديم الخدمة الطبية لمرضي الفشل الكلوي بصورة مميزة، مؤكدا أن العمل بهذا المركز لم يتوقف منذ بداية الحرب وحتي الآن رغم محدودية إلامكانيات، حيث يواصل المركز تقديم خدماته لمرضي الكلي من جميع ولايات دارفور التي توقفت مراكزها عن الخدمة.

*المعاناة مستمرة في سبيل الحصول على الدواء.*

وحول موقف الولاية من الإمدادات الدوائية أقر الدومة بوجود معاناة كبيرة في سبيل الحصول علي الأدوية، والمستهلكات الطبية خاصة بعد خروج مستودع الأمدادات الطبية بحاضرة الولاية عن الخدمة والذي كان يمثل أكبر مستودع لتوفير الأدوية بالولاية، مضيفا أنه قد رافق ذلك صعوبة في الحصول على حصص الولاية من الأدوية من مدن، بورتسودان، مدني، كوستي، وأشار الدومة في ذلك إلى الصعوبات التي تواجه وزارته في سعيها لتوفير الأدوية النادرة خاصة مستهلكات غسيل الكلي، وأدوية التخدير للمستشفيات و الأوكسجين وألادوية النادرة للأمراض المزمنة كالدرن و الإيدز، فضلآ عن صعوبة الحصول علي لقاحات أمراض الطفولة من مدينتي بورتسودان وكوستي نظرآ لتوقف الطوف المعني بتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والقوافل التجارية إلى شمال دارفور.مذكرا بالأمراض التي ظهرت لأول مرة بالولاية.

*مساعي من حكومتي الإقليم والولاية*

وأشار المدير العام المناوب لوزارة الصحة إلي وجود مساعي كبيرة وجهود حثيثة من حكومتي الولاية وإلاقليم لترحيل تلك اللقاحات. مشددا على ضرورة الإسراع في ترحيلها حتي لا يتأثر الأطفال بمشكلة إنقطاع اللقاحات.ولكنه عاد إلى القول أنه وبالرغم من الهشاشة التي تعاني منها الوزارة في مجال الصحة كسائر ولايات السودان إلا ان الولاية لم تشهد ظهور أي حالة من أمراض الطفولة مثل الحصبة، السعال الديكي، الشلل.

وكشف الدومة عن وصول دفعتين من حصص التغذية العلاجية للأطفال إلي مدينة الفاشر في الأيام الماضية، عبر دولة تشاد بدعم من منظمة اليونسيف، ولكنه أقر بأن الولاية مازالت تعاني من مشكلة إنقطاع الأغذية العلاجية ومازالت الولاية تحتاج إلى المزيد.. معبرا في الصدد عن اشادته بإدارة التغذية العلاجية بوزارة الصحة بشمال دارفور لإحرازها المركز الأول في مجال تقديم خدمات التغذية العلاجية للأطفال اثناء فترة الحرب علي مستوي ولايات البلاد رغم المشكلات التي تعاني منها الولاية.

*استمرار ظهور الأمراض الوبائية المرتبطة بفصل الخريف.*

وفيما يتعلق باستمرار ظهور ظهور بعض الأمراض الوبائية المرتبطة بفصل الخريف كالملاريا، وحمي الضنك، وإستمرارهما حتي الآن، اشار الدومة إلي أن ذلك إلى ضعف تنفيذ الأنشطة الوقائية لاسيما في مجالي التوعية، والإصحاح البيئ، خلال موسم الخريف الماضي والتي كانت تتم بالشراكة بين الحكومة والمنظمات الطوعية العاملة في المجال الإنساني. كاشفا عن استمرار ظهور مرض إلتهاب الكبد الفيروسي النمط (E) ببعض مناطق محلية دار السلام. مبينا ان الوزارة قامت بإرسال فريق طبي للتقصي حول المرض، مضيا بأنه قد اعقب ذلك إرسال فريق عمل طبي متكامل تمكن من محاصرة هذا الوباء.مؤكدآ إستقرار الوضع الصحي بمحلية دار السلام إلى حد معقول بحسب حديثه.

*والتشديد على ضرورة تفعيل الأنشطة الصحية الوقائية*

وشدد المدير العام لوزارة الصحة بشمال دافور علي ضرورة تفعيل وتنشيط البرامج والأنشطة الوقائية لضمان عدم وصول الامراض والوبائية، مشيرا إلى ان الولاية لم تسجل اي حالة اصابةبمرض الكوليرا الذي ظهر مؤخرآ في عدد من ولايات البلاد، حيث يجري التبليغ الصفري من بعض المراكز الصحية.ولكن الدومة قال ان ذلك لايعني ان الوضع بالولاية مستقرة تماما ولا توجد بها هشاشة صحية، مشيرا إلى ضرورة التحسب وأخذ الحذر في ظل إستمرار حركة المواطنين بين الولايات التي ظهرت بها الأوبئة بسبب النزوح، أو للحركة التجارية عبر وسائل الترحيل المختلفة، الأمر الذي يستوجب ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية والشركاء في سبيل تقديم خدمات صحية متكاملة للمرضي.وأشار الدومة للفراغ الكبير الذي أحدثه مسألة خروج المنظمات الطوعية العاملة في المجال الأنساني من الولاية نسبة للحرب.

*نداء للمنظمات الدولية بالعودة*

ووجه المدير لوزارة الصحة نداءآ عاجلآ للمنظمات العاملة في الحقل الصحي بضرورة العودة ومواصلة تقديم الخدمات للمواطنين.وجدد إستعداد الوزارة لتقديم كافة التسهيلات التي تمكن المنظمات العاملة من اداء دورها الإنساني تجاه المجتمع.ولفت لوجود شراكة قوية مع المنظمات الدولية والوطنية بالولاية.وعبر عن شكر الوزارة وتقديرها لكل المنظمات الدولية والوطنية لما ظلت تقدمها من خدمات جليلة في مجال الصحة طوال الفترات الماضية.

*رؤية الوزارة للعمل الصحي خلال العام الجاري*

وفيما يتعلق برؤية الوزارة للعمل الصحي العلاجي والوقائي للعام الجاري، قال الدومة انها تقوم على تشييد المزيد من المستشفيات، والمراكز الصحية لتوسيع دائرة تقديم الخدمات الصحية الطبية والعلاجية للمرضي، و سد الفجوة الدوائية والمستهلكات الطبية، إلي جانب تنشيط حملات مكافحة نواقل الأمراض، حتي يكون العام أكثر إستقرارآ من الناحية الصحية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here