أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. حالة من الصمت تخيم على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لما يحدث من قتال في السودان، الأمر الذي جعل البعض يتسائل، إن كان هنالك تفسير لهذا التجاهل، ولماذا الصمت الدولي تجاه حرب السودان؟
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، لم تكن هنالك خطوات جادة للمنظمات الدولية والولايات المتحدة بأن تطرح حلولا عملية لوقف القتال. تارة تخرج تصريحات بفرض العقوبات على أطراف النزاع وتارة تندد بجرائم الأطراف المتقاتلة دون أن تحدث إختراقا حقيقيا للأزمة السودانية.
طمع الغرب
يقول الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الغرب لم يغض الطرف فقط عن الوضع الإنساني في السودان، بل يود أن يغض المضاجع ايضا من خلال دعمه خلف الكواليس لميليشيا الدعم السريع ظنا منه أنها ستنجح في انقلابها على الجيش”، ويضيف “عندما تيقن بفشل التمرد ها هو يلقي أصابع الندم ويقف مشلولا وعاجزا أمام الملاحم البطولية والقدرات العالية والخطط الإستراتيجية القتالية للجيش السوداني أسوة بعملية الأمطار الغزيرة التي حولت إتجاه البوصلة وأحدثت الفارق وأخلت بميزان المعركة فتحولت بفضل الله ثم أسود جيشنا العظيم والقوات النظامية الأخرى والمساندة لكابوس مرعب لمقاتلي الجنجويد وداعميهم علنا وخلف الكواليس”. لافتا إلى أن الجيش توجه من مرحلة الدفاع إلي الهجوم، مؤكدا أن هذا التحول اظهر مدرسة جديدة في فنون وخطط وأساليب القتال البري وداخل المدن والتي قال إنها تدرس بكليات العالم العسكرية. ويقول الخزين “صمت الغرب وهو الآن في حيلة العاجز الذي يرى كل أحلامه تلاشت وأمانيه تبددت ونصاله تكسرت أمام صخرة القوات المسلحة”، وتابع “بعد ما كان الغرب يعد لتغيير ديمفرافي لشعب السودان، وجد نفسه مهزوما، ومن ثم سل سيف القانون الدولي وتسليطه على قيادات الجيش للعمل وفق إرادة الغرب أو تسليم قيادات الجيس لإلى لاهاي، وطمعا في نهب ثروات وخيرات الوطن الحبيب”.
لماذا التجاهل؟
السفير السابق في وزارة الخارجية السودانية الرشيد أبوشامة قال إن المجتمع الدولي كان يركز على الحرب الروسية الاوكرانية بصورة كبيرة ثم تلى ذلك التركيز على الحرب في غزة والاثنين لا يخرجان من كونهما حربان تتعلقان بموازين القوى المستقبلية.
ويرى الرشيد أن حرب السودان ينظر لها المجتمع الدولي بأنها حرب مؤسستين عسكريتين في بلد واحد وانها حرب داخلية لا بين دولتين، وبالتالي لم يتم التركيز كثيرا عليها. كما أن الإدارة الامريكية بحسب الرشيد أعتمدت على منبر جدة كخيار وحيد يمكن أن يعمل على وقف الحرب ولم يكتب له النجاح منذ البداية.
ويقول الرشيد لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن التدخل الاقليمي لم يجدي نفعا ايضا لا من خلال مبادرات جوار السودان ولا الدور المصري ولا حتى الايغاد لعدة اسباب أهمها تعنت طرفي النزاع وتذبذبهما ما بين قبول الوساطة والرفض، وحينما لا تنجح الجهود الاقليمية لا يتسارع المجتمع الدولي لمحاولات حل الازمات وقد شهدنا ذلك كثيرا في الآونة الاخيرة”.
هدف التجاهل
في الأثناء، يرى المحلل السياسي محمد عبدالجبار في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إن صمت المجتمع الدولي عن حرب السودان والانتهاكات التي تتم فيه، هدفه تدمير السودان حتى يصبح دولة هشة يتم نهبه، منتقدا دور المنظمات التي تدعي الإنسانية تجاهلها للإنتهاكات والأوضاع الإنسانية للسودانيين، إذ يقول إن هنالك الآلاف من الأطفال يموتون جوعاً وأن منظمات الأمم المتحدة لا تأخذ تقديم المساعدة بصورة جادة، مؤكدا إن الحكومة فتحت لهم الحدود لإدخال المساعدات بيد إنها (المنظمات) لم تقوم بعملها، معربا عن أسفه، في وقت دعا لضرورة إنقاذ السودانيين الذين يموتون في الولايات المشتعلة للحرب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس