أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. يبدو أن حزب الأمة القومي يعتزم الخروج من تحالف القوى المدنية “تقدم “، وهذا يقرأ من خلال الوثيقة التي تقدم بها للتحالف. وبحسب بيان صادر عن الحزب؛ فإن الوثيقة ناقشت جهود ومساعي تحالف القوى المدنية فيما يتعلق بوقف الحرب، وطالب الحزب في البيان بضرورة إصلاح تحالف القوى المدنية، بجانب مناقشة مستقبل الحزب فيها.
ماذا قالت الوثيقة ؟
استعرضت الوثيقة إيجابيات التحالف السياسي وما تمكن من إنجازه خلال الفترة الماضية، واعتبرت الوثيقة أن التحالف الكيان الوحيد المعترف به من المجتمع الدولي.
كذلك، إستعرضت الوثيقة سلبيات شابت أداء “تقدم” وتكوينه، وعلى رأسها تغليب دور منظمات المجتمع المدني، بمنحها 70% من الهيئة القيادية مقابل 30% للتنظيمات والتحالفات السياسية وحركات الكفاح المسلح.
هذا، وقد تحفظت الوثيقة على وضع الأحزاب والحركات المسلحة في فئة واحدة داخل التنظيم الهيكلي، وتحدثت عن عدم تمكن “تقدم” من تحقيق التوسعة المطلوبة للكيان، رغم اتصالاتها بالعديد من القوى الفاعلة خارج الائتلاف.
وتنظر الوثيقة إلى ان توقيع “تقدم” إعلانا سياسيا مع الدعم السريع -مطلع يناير/كانون الثاني الماضي في أديس أبابا– أمرا ينافي الأسس الصحيحة للتوسط في حل النزاعات، فضلا عن مخالفته مسار العمل المتفق عليه في خارطة الطريق، الصادرة عن “تقدم” ومخرجات مكتبها التنفيذي، الذي بحسب الوثيقة قصر الاتصال بطرفي الحرب على مداولة وقف العدائيات.
ذر رماد
ولم يستبعد المحلل السياسي الفاتح محجوب أن يخرج حزب الأمة القومي من “تقدم “، مستشهدا بالوثيقة التي دفع بها الحزب للتحالف السياسي. واضاف قائلا “حزب الامة القومي معروف منذ أمد بعيد أنه حزب يجيد الهروب من السفينة الغارقة ولهذا تعتبر مذكرته العلنية الموجهة لقيادة تقدم بمثابة إعلان سياسي يمهد للخروج من تنسيقية تقدم”.
ويضيف الفاتح في حوار مع “أفريقيا برس”؛ “إن تواصل مسلسل إنهيار الدعم السريع يعني تلميح حزب الأمة في الخروج من تقدم وبالعكس طالما يوجد أمل في انتصار الدعم السريع على الجيش يوجد امل في نظر الحزب بان تحكم قحت السودان”، منبها إلى مقولة “جون قرنق” والذي قال إن “حزب الامة القومي دائما لديه حلتين في النار” وتوصل الفاتح إلى أن “الرؤية الاصلاحية لحزب الأمة مجرد ذر للرماد في العيون”.
حزب برغماتي
بالنسبة للباحث السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، فإن حزب الأمة حزب برغماتي ونفعي، يذهب مع التيارات التي تحقق مصالحه، لذلك فإن حزب الأمة حسب عبد المنعم؛ يريد القفز من مركب “تقدم” الغارقة على_ اعتبار أن جناحها العسكري قوات الدعم السريع_ على وشك الانهزام من الجيش السوداني.
ويقول عبدالمنعم لموقع “أفريقيا برس”؛ “حزب الأمة القومي سيخرج من القوى التنسيقية “تقدم” وسينضم لتحالف القوى السياسية الوطنية الجديد الذي يدعم الجيش”. معتبرا أن ثمة مشتركات مع التحالف الجديد لجهة إنه حزب أقرب للأحزاب الغير يسارية، والأحزاب الوطنية التي تدعم الجيش، مستدركا بالقول “حزب الأمة لا يشبه أحزاب تقدم من حيث منهجه وفكره، فأحزاب تقدم كلها عميلة للغرب وغير وطنية وتدعم الإمبريالية الغربية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس