ما وراء إقالة وزير الخارجية السوداني؟

42
ما وراء إقالة وزير الخارجية السوداني؟
ما وراء إقالة وزير الخارجية السوداني؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على نحو متوقع، قرر مجلس الوزراء السوداني، الأربعاء الماضي، قرر إنهاء تكليف وزير الخارجية علي الصادق، الأمر الذي أفرز تساؤلات عديدة، أبرزها؛ ما سبب الإقالة؟ وهل الرجل فشل في مهامه؟ وما هي نظرة الخبراء لفترة توليه الوزارة؟

وكُلف علي الصادق بمنصب وزير الخارجية في 28 أكتوبر 2021، بعد أسبوع من الانقلاب العسكري الذي نفذه قائدا الجيش وقوات الدعم السريع، حيث شغل قبل ذلك منصبي المتحدث الرسمي بالخارجية، ووكيل وزارة الخارجية.

وأعفى وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين، علي الصادق من مهام وزير الخارجية، وجرى تكليف وكيل الوزارة الحالي حسين عوض بالمهمة.

وشغل وزير الخارجية الجديد منصب القائم بأعمال وكيل الوزارة اعتبارا من نهاية العام السابق، كما كان سفيرا لبلاده في أوغندا ومندوبا لها لدى منظمة الكوميسا، علاوة على عمله دبلوماسيا في عدد من سفارات السودان في الخارج.

لماذا الإقالة؟

الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية السودانية، الرشيد أبو شامة، يرى أن “أداء الوزير المقال لم يكن بالقدر المطلوب كما أن ملف الشؤون الخارجية قبل الحرب كان بيد البرهان وحميدتي خصوصا فيما يتعلق بزيارات سرائيليين للسودان أو زيارة حميدتي لروسيا على سبيل المثال.

وقال أبو شامة لموقع “أفريقيا برس” إن “الدبلوماسية بعد الحرب تكاد تكون صفر حتى الزيارات للجارة مصر كانت ضعيفة للغاية (زيارة للبرهان واخرى لكباشي) ولم يتم فيها عمل دبلوماسي بالقدر المطلوب”.

وقال أبو شامة إن “الوزير المقال لا يظهر كثيرا ولا تظهر تحركاته الدبلوماسية إلا التي يقررها البرهان وهو في نهاية الأمر وزير مكلف من حكومة انقلاب وبالتالي تكون تحركاته مرهونة بأوامر قائد الجيش”.

واستبعد الرشيد أن يكون سبب الإقالة مرهونا بمسألة خلاف في الرأي بينه وبين البرهان، مرجحا أن تكون الشكوك وتذبذب ثقة البرهان في أدائه من أسباب الإقالة سيما في وضع البلاد المعقد حاليا.

إقالة متوقعة

في الصدد، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن “السفير علي الصادق سفير في وزارة الخارجية، وهو قد عمل وزيرا مكلفا بأعباء وزارة الخارجية لمدة ثلاث سنوات وكان متوقعا إنهاء التكليف منذ أكثر من عام”، مستدركا “ولكن ظروف الحرب تسببت في إطالة فترة التكليف لعام آخر”.

ويرى الفاتح أن “الوزير المكلف لا يتمتع عادة بصلاحيات كبيرة بحكم طبيعة التكليف المؤقت”، منبها إلى أنه “دائما ما يحاول أن يذكر الناس بأنه مكلف وليس وزيرا أصيلا ويحاول الحفاظ على وظيفته الأساسية كسفير عندما ينتهي تكليفه عبر تجنب إتخاذ مواقف حادة تحسب عليه في مهنته”.

ومع ذلك يقول الفاتح “استطاع الوزير المكلف علي الصادق تسيير شؤون الوزارة في ظل أوضاع غاية في الصعوبة مع تجاهل عدد مقدر من دول العالم التعامل مع الحكومة المكلفة”، وأضاف “كذلك تمكن الوزير من الحفاظ على تواصل الدولة السودانية مع نظيراتها في العالم وأجتهد في فك حصار الإمارات الخانق على الحكومة السودانية”، مستدركا “لكن بشكل عام أنجح وزراء الخارجية في العالم هم من أتوا للوزارة من خارجها اي خارج عالم الدبلوماسية وهو ما يجعلهم أكثر جرأة وشجاعة في تبيان موقف حكومة بلادهم”.

فشل الوزير

المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن “وزير الخارجية المقال لم ينجح في اختراق الدبلوماسية الغربية، ولم يظهر لها جرائم قوات الدعم السريع بالشكل المطلوب”.

ويقول عبدالباقي إن “الوزير المقال فشل في مهامه حيث لم يكن ذلك الوزير الذي يتمتع بالحنكة والدهاء صاحب العلاقات الواسعة مع الدول”، مؤكدا أن “غياب هذه المؤهلات هو سبب الإطاحة به من كابينة وزارة الخارجية السودانية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here