أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثار حديث مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، عن اتفاق وشيك مع روسيا يتضمن تواجدا روسيا في البحر الاحمر، أثار استفهمات كثيرة أبرزها؛ هل سيتم منح روسيا قاعدة عسكرية في البحر الأحمر؟ وماذا سيترتب على التواجد الروسي في البحر الاحمر؟
هذا، وقد أعلن العطا عن عدم ممانعة القوات المسلحة منح روسيا قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، مشيرا إلى أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سوف يوقع على عدد من الاتفاقيات مع موسكو.
والقاعدة العسكرية الروسية التي قد يتم إنشاؤها في البحر الاحمر مرت بمراحل عديدة أبرزها ما حدث في السودان من تغييرات اقتصادية وسياسية اتسمت بعدم الاستقرار، وأوصلت البلاد إلى الحرب الدائرة منذ أبريل من العام الماضي بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو الأمر الذي عطل من قيام القاعدة الروسية.
إتفاقية إستراتجية
مصدر حكومي فضل حجب هويته قال لموقع “أفريقيا برس” إن “السودان سيمنح روسيا قاعدة عسكرية في ساحل البحر الأحمر”، منبها إلى إنها “ستكون مخصصة لتزويد السفن الحربية الروسية بالوقود وقد تتطور لاحقا لقاعدة عسكرية متعددة المهام”.
وتوقع المصدر أن يسافر البرهان إلى روسيا للتوقيع على اتفاقية القاعدة الروسية مقابل السلاح والذخيرة، مضيفا “سيتم أيضا التوقيع على اتفاقية إستراتيجية للشراكة الاقتصادية مع روسيا تشمل الزراعة والتعدين”.
أبواب الجحيم
في الصدد، يقول الخبير العسكري عمر أرباب لموقع “أفريقيا برس” إن “مسألة القاعدة الروسية من المسائل التي لم تراوح مكانها لسنوات”، منبها إلى أن “هنالك أسباب حالت دون قيام القاعدة الروسية السابقة”، وأضاف “مازالت هذه الأسباب حاضرة وما منع قيامها وجودها في السابق والآن -حتى بعد صول المعدات والجنود والآليات إلى قاعدة فلامنجو- هو غياب الدولة وحالة الضعف والضغط الخارجي والتعقيدات في المشهد السياسي والمخاوف الإقليمية والدولية، كل هذه الأسباب تجعل من قيام القاعدة الروسية أمرا صعبا”.
الشاهد إنه وفي عام 2019، وقعت روسيا والسودان على اتفاقية بشأن إنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان، ومن المفترض أن تستضيف المنشأة ما يصل إلى 300 جندي روسي وتزود سفنا تابعة لها بالوقود.
كذلك، وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب زيارة للسودان، إن الاتفاق بين روسيا الاتحادية والسودان بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يقع حاليا في مرحلة التصديق.
وفي نوفمبر 2021، قال القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، إن بلاده ملتزمة ببناء قاعدة بحرية روسية في البلاد وستنفذ ذلك الاتفاق.
ويرى الخبير العسكري عمر أرباب “في حالة إنشاء قاعدة روسية في البحر الاحمر ستكون وبالا على السودان والجيش”، وجزم بأنه “لن تكون محل إجماع داخل القوات المسلحة باعتبار المواقف الروسية التي تعتمد على بيع السلاح كمصلحة علياء في تعاملاتها الخارجية، ومازالت روسيا تربطها علاقات مع ميليشيا الدعم السريع، مما يجعل التورط معها في أي مسألة نوعا من المجازفة واللعب بالنار”.
ولا يعتقد أرباب أن مسألة قيام قاعدة روسية في البحر الأحمر ستمر مرور الكرام داخل قيادات الجيش، مؤكدا أن ذات الزمن لن يمنح هذه الأطراف فرصة لترتيب أوضاعها حتى منح الموافقة لإنشاء القاعدة.
ورأى أرباب أن “القاعدة الروسية ستفتح الباب للتدخلات الخارجية، كما إنها ستفتح أبواب الجحيم على السودان أكثر مما هو عليه الآن”.
نقطة دعم
بدوره، أكد السفير السوداني لدى روسيا محمد سراج أن “السودان لن يتخلى عن التزاماته ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، وسيتم تنفيذ المشروع”.
وقال سراج “هذه نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر، وتم التوقيع عليها بين البلدين، ونحن ندرس هذه المسألة في إطار العلاقات الثنائية، التي أرى أنها تتطور، ونأمل في تعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر”.
وتابع السفير السوداني “السودان ملتزم بالوفاء بهذا الالتزام والمشكلة فقط في استكمال بعض المسائل الإجرائية. ونحن لا نتخلى عن التزاماتنا ببناء القاعدة”، موكدا على أن الاتفاقية تم توقيعها بين البلدين، فمن واجب كل من موسكو والخرطوم تنفيذ المشروع”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس