انقسامات في الصفوف والحواضن القبلية للدعم السريع.. الأسباب والتداعيات

41
انقسامات في الصفوف والحواضن القبلية للدعم السريع.. الأسباب والتداعيات
انقسامات في الصفوف والحواضن القبلية للدعم السريع.. الأسباب والتداعيات

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. حالة من الانقسام والتشظي تشهدها قوات الدعم السريع، ففي يوم 10 يوليو الجاري، أطاح قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان “حميدتي”، بمستشاره السياسي يوسف عزت، وقتها برر كثيرون سبب الإطاحة بقبول عزت المفاوضات مع الإسلاميين.

وكان يوسف عزت المستشار السياسي لقوات الدعم السريع قال في تغريدة له، “لماذا غابت الحركة الإسلامية عن مؤتمر القاهرة؟”، مبينا إنه لا مانع من الجلوس معهم.

لم تكن إقالة يوسف عزت وحدها التي عكست الانقسام الحقيقي لقوات الدعم السريع، فقد برزت في الآونة الأخيرة تراشقات إعلامية بين القادة الميدانيين ومستشاري حميدتي، وهنا لابد من الإشارة لحديث المستشار السياسي لحميدتي عمران أحمد، إذ وصف أبرز القيادات الميدانية للدعم السريع “جلحة” بالجندي العادي، وهو الأمر الذي أغضب “جلحة” وسرعان ما لوّح بسحب قواته من أرض المعركة وتكوين جسم جديد مخالف لقوات الدعم السريع.

ويعد “جلحة” من القيادات الميدانية لقوات الدعم السريع، ويملك قوة كبيرة من أبناء المسيرات “قبيلة سودانية” كانت تقاتل مع حفتر في ليبيا.

وبلغ الانقسام داخل قوات الدعم السريع ذروته، إذا بحسب وسائل إعلامية محلية شهدت شوارع الخرطوم اشتباكات بين المكونات القبلية لقوات الدعم السريع نفسها، في وقت فسّر البعض هذه الاشتباكات حول الخلاف نحو القيادة، بمعنى من يقود من، هل أبناء الرزيقات أم المسيرية.

وعقب مقتل قائد قوات الدعم السريع في ولاية سنار، المقدم عبدالرحمن البيشي، دار حديث وسط قوات الدعم السريع، فحواه “أن قوات الدعم السريع مخترقة من الأجهزة الأمنية للدولة حيث ترصد بدقة وتتبع القيادات الميدانية لقوات الدعم السريع، وهو ما يعني أن هنالك من يعمل مع الأجهزة الأمنية للدولة من داخل قوات الدعم السريع”.

إنهيار حتمي

في الصدد، يقول الناطق الرسمي للتحالف السوداني محمد السماني، إن “إنهيار قوات الدعم السريع أصبح واقعا قريبا جدا على اعتبار أن تكوينات قوات الدعم السريع يعتمد على القبلية في المقام الأول”، مشيرا إلى “أنه وخلال الأيام السابقة ظهرت النعرات القبيلية في تقسيم المهام، ومن هنا بدأت الخلافات الكبيرة تطفو على السطح وبدأت الاشتباكات العنيفة من داخل الميليشيات، أبرزها؛ القتال الذي وقع بين الرزيقات والمسيرية في الخرطوم في شارع 41، والديم شارع الصحافة زلط، ومنطقة جبل أولياء، بالإضافة الى المسعودية في الجزيرة.

وقال السماني لموقع “أفريقيا برس” إن “إنهيار الدعم السريع أصبح حتميا بعد مقتل عدد من القادة العسكريين مثل علي يعقوب، وعبدالرحمن البيشي، وعبدالعظيم حمدون، و غيرهم الذين كانوا ينتمون إليها قبل حرب 13 إبريل”، وأردف “الآن ليس لدى الدعم السريع أي قادة ميدانيين”.

وتابع السماني “أما باقي القيادات مثل جلحة وقجة وكيكل وبرشم وابوشوتال” وغيرهم، هؤلاء هم مستنفرين يبحثون عن مصالحهم الشخصية ولا يملكون القدرة على إدارة المعارك ولن تكون لديهم القدرة على إدارة من تبقى من عناصر المليشيات، بالإضافة إلى الاختلافات الكبيرة بينهم وبين عثمان عمليات لأنهم يعلمون تمامًا أن قيادات المليشيات تريد إستخدامهم لفترة زمنية محددة”.

معالم التفكيك

ولا يستبعد المحلل السياسي، الفاتح محجوب من انهيار قوات الدعم السريع، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن “إنهيار قوات الدعم السريع يمكن فقط أن يفكك الاتحاد القبلي- اي اتحاد قبائل العطاوة- وهو أمر بدأت معالمه تتضح حاليا في الحرب بين المسيرية والرزيقات”، متوقعا “إذا حدث الصراع فإنه سيمتد لكل مناطق سيطرة الدعم السريع”، كما لا يستبعد الفاتح أن “يتفكك ترابط العطاوة، ويتم استبعاد معظم جنود تلك القبائل عن قوات الدعم السريع خاصة بعد مقتل عدد مقدر من كبار قادتهم الميدانيين من ذوي الثقل القبلي ممن يصعب تعويضهم مثل اللواء، علي يعقوب واللواء دربين والعقيد شيرية والعميد البيشي وغيرهم”.

وتابع محجوب “إنهيار الدعم السريع يعتمد على مدى ترابط أو تفكك قوة العطاوة وتزايد قوة نظار ومجالس تنسيقيات القبائل وهي التي لها موقف معادٍ للدعم السريع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here